بروفايل / سيارة مسروقة كانت سبب دخوله الجيش
جيمي مارشال هيندريكس... عازف «الغيتار» الغريب الأطوار
خلال شبابه
خلال تواجده في الاستديو
في طريقه الى احدى الحفلات الغنائية
في بداياته الفنية
غلاف ألبوم 1998
جيمي هيندريكس
ادمن على تدخين الحشيش
... ويلعب على أوتار غيتاره
في احدى حفلاته بالعام 1968
مع فرقة مانك
| اعداد - علاء محمود |
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات **والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات المغني الأميركي جيمي مارشال هيندريكس:
ولد جيمي مارشال هيندريكس المتحدر من اصول افريقية في 27 نوفمبر 1942 بمنظقة سياتل وسط واشنطن، فحصل على الجنسية الاميركية وعاش فوق اراضيها، ويعتبر من اهم المغنيين الأميركيين وعازفي الغيتار الكهربائي ومؤلفي الأغاني. وصفه كثير من الموسيقيين ومراقبي صناعة الموسيقى بأنه أعظم عازف غيتار في تاريخ موسيقى «Rock»، كما اعتبر كأحد أهم الموسيقيين تأثيراً في عصره في جميع ألوان الموسيقى بشكل عام.
في بدايته حقق هيندريكس نجاحاً في أوروبا، بعدها نال شهرة واسعة في الولايات المتحدة الأميركية خلال أدائه المبهر في مهرجان «BOB» التذكاري لعام 1967، تلت بعد ذلك نجاحات عديدة في مهرجانات «BOB Music» في العام الذي تلاه.
كانت مهارة هيندريكس تكمن في تطويره للموسيقى والآلات الموسيقية والتقنيات التي ابتدعها طوال عمله بالموسيقى. كونه تأثر كثيراً بموسيقيي وعازفي «البلوز» مثل بي بي كينغ وميدي ووترز، وتحديداً من ناحية الايقاعات الموسيقية، كما تأثر بموسيقى «Jaz» الحديثة.
عمل هيندريكس كمنتج تسجيلات وأسّس لنفسه قواعد خاصة في العمل باستوديوهات الصوت كامتداد لأفكاره الموسيقية، وأدخل فيها تقنيات جديدة لم يبتكرها أحد قبله. كما حصل على العديد من جوائز «Rock» المتميزة طوال حياته، وبعد مماته نال عدداً كبيراً غيرها، وتم تكريمه في أكثر من مناسبة في مهرجانات «Rock»، واختاره أعضاء فريق «الرولينغ ستونز» الشهير كأعظم عازفي الغيتار في كل الأزمان، كما كان أول شخص يتم اختياره ليدخل قـاعة مشاهير الموسيقيين الأميركيين.
نشأته
كان والد هيندريكس يعمل متطوعاً في الجيش الأميركي، وكانت أسرته تعاني من الفقر وصعوبة العيش. اذ انفصل والداه وهو في سن التاسعة، وبعد سنوات من الطلاق توفيت والدته وهو في الخامسة عشرة، فأرسل الى جدته في منطقة «فانكوفر» كي يتربى عندها، فنشأ هيندريكس خجولاً وحساساً ومتأثراً بظروف الفقر وانعدام الخبرة في الحياة وحياة الحرمان التي عاشها.
في العام 1959 ابتاع هيندريكس أول غيتار له من صديق لوالده بقيمة خمسة دولارات، ومنذ وقتها بدأ يتعلم وبشكل منتظم العزف عليه، وذلك بالممارسة ومشاهدة غيره وبنصائح من ذوي الخبرة. واستمر على هذا الحال حتى اشترى له والده أول غيتار له يعمل بالكهرباء، والعجيب بأن أول سنة يرسب فيها كانت بسبب مادة الموسيقى.
تعلم هيندريكس الحركات «الأكروباتيكية» المبتكرة على المسرح، التي تمثل جزءاً رئيسياً في الأداء التقليدي لاداء «Blues» و«Rap» مثل العزف بالأسنان من خلف الظهر عن طريق موسيقي شاب يدعى رالي بوتش سنايبس أحد أعضاء فرقة «Sharps» المحلية. وكان من أشد المعجبين بأسطورة «الروك أند رول» ألفيس بريسلي، وشاهد عرضه في «سياتا» عام 1957.
ولم تكن حياته بعيدة عن المشاكل، اذ واجه العديد منها مع القانون عندما تم القاء القبض عليه مرتين وهو يقود سيارة مسروقة، فتم تخييره بين قضاء عامين في السجن أو الانضمام للجيش، فاختار الأخيرة وكان ذلك عام 1961، ليخدم في فرقة 101 المجوقلة في «كنتاكي». وهناك كان عسكرياً مشاغباً، اذ كثيراً ما كانوا يجدونه نائماً أثناء الخدمة وغير مبالي بالتعليمات والقواعد العسكرية، لذلك تم طرده من الخدمة بناءً على توصية قادته بعد عام واحد فقط، وهكذا أفلت من الجيش.
بدايات حياته الفنية
بعد وفاة والدته بسنوات انخرط مع فرقة موسيقية تدعى «The Valveton Tunes» وهكذا كانت بدايته الحقيقية في عالم الموسيقى. وفي العام 1959 انتقل الى فرقة «The Rocking King»، ومع مرور عامين تعطّلت حياته الفنّية بسبب مشاكله مع القانون ودخوله الجيش.
لكن بعد خروجه من الجيش شكّل مع زميله في الجيش «بيلي كوكس» فرقة أطلقا عليها اسم «King Casuals» متخذين من موسيقى «R&B» مساراً لها كونها كانت رائجة في ذلك الوقت، فجرّبا حظهما في العزف بالنوادي الليلية، لكنهما لم يلقيا نجاحاً وذلك ما سبب لهما احباطاً. فقرر هيندريكس أن يجرب حظه وحيداً في «نيويورك» وكان ذلك عام 1964، فتعرف على مجموعة من الشباب وكوّن معهم فريقاً غنائياً حمل اسم «Ghetto Fighters»، ومن هناك انتقل من فرقة غنائية لأخرى كان من بينها فريق «Aaslev Brothers» التي قامت بجولات فنية داخل الولايات المتحدة.
بعدها انتقل للعمل مع فريق يدعى «Curtis Knight & The Squire» في العام 1965، فوقّع عقداً لمدة ثلاث سنوات لكنه لم يكملها، ما أوقعه في مشاكل مالية وقانونية. بعدها أسس فرقة موسيقية جديدة في نيويورك تدعى «Jimmy James & The Blue Flames»، فكان هو عازف الغيتار والمغني الرئيسي بها، وبفضلها سطع نجمه وحقق مكانة كبيرة.
وفي عام 1967 أصدر اول ألبوم له بعنوان «Are you Experienced»، وهنا بدأ يطلق على نفسه جيمي هيندريكس بدلاً من جيمي جونز. أما فرقته فكانت قد وصلت الى اوج عطائها وشهرتها، باعتبارها من أشهر فرق الستينات. وفي نهاية العام 1967 أطلق ألبوماً اخر بعنوان «Axis» لكنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه سابقه على الرغم من انه يضم أغنية من أشهر اغانيه الى يومنا الحالي «Little Wing».
وفي العام 1968 عاد مجدداً الى نيويورك وأسس استديو خاص به أطلق عليه اسم «Electric Lady» بهدف انتاج اغانيه بنفسه دون الاعتماد على المنتجين الذين يتحكمون بقراراته واختباراته.
وفي اوائل السبعينات شكل فرقة ثلاثية تدعى «Band of Gypsys» متعاوناً مع صديقه القديم بيلي كوكس وعازف الطبل بيدي ميلز، لكن هذه الفرقة لم تستمر طويلاً.
النجاح في بريطانيا
سافر هيندريكس الى لندن في عام 1966 وذلك للغناء مع فرقته «The Experienced» المكونة من ثلاثة أشخاص، التي كسبت شهرة كبيرة في أوروبا بين عامي 1967 و 1969، ومع فرقة « band of jaci» بين عامي 1969 و1970. اذ بعد الأداء الحماسي الذي حققه هيندريكس مع جولة المغني الفرنسي الأول «johnny holiday» وعلى أكبر مسارح فرنسا وهو مسرح «olompiya» في باريس، ظهر هيندريكس على شاشات التلفزيون في البرامج الغنائية في بريطانيا وسرعان ما انتشر اسمه في المجتمع الغائي الفني في بريطانيا ما ألتف حوله أبطال الغيتار مثل اريك كلابتون وجيف بيك وبرايان جونز وأعضاء فرقة «The Beatles»، الذين وقعوا مع هيندريكس لتسجيل مجموعة أغان مجتمعة في أسطوانات واحدة. بعدها توالت النجاحات العالمية لهيندريكس في جميع أنحاء العالم في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان.
النجاح على الصعيد الأميركي
على الرغم من الشعبية الكبيرة على الصعيد الدولي في هذا الوقت، الا أنه فشل في بيع أول ألبوم منفرد له أميركياً، لكن الفرصة لاحت له عندما جاء بول مكارتني وأوصى بفريق هيندريكس الى اللجنة المنظمة لمهرجان «التذكار العالمي لموسيقى البوب»، وثبت أن هذه فرصة عظيمة لهيندريكس، ليس فقط بسبب الحضور الكبير في هذا الحدث وانما أيضاً بسبب وجود الكثير من الصحافيين الذين يغطون الحدث الذي كتب عنه.
فخلّد هيندريكس هذه اللحظات بطريقة مبدعة، اذ قام بحرق وتحطيم غيتاره في ختام أدائه الغنائي، بعدها بدأت سلسلة نجاحاته تتوالى على الصعيد الأميركي.
مظهره وملابسه الغريبة
اشتهر هيندريكس بنمط ملابسه الغريبة، وبتسريحة شعر بوب ديلان ذات التموجات، فتنوعت الملابس التي كان يرتديها في المناسبات، تارة نراه يرتدي ملابس عسكرية، وتارة أخرى يرتدي ملابس قديمة بالية، وأحياناً نراه يرتدي أرواباً موشاة بالزخارف، حتى أن رجال الجيش اعترضوا كثيراً لارتدائه ملابس عسكرية في وصلاته الغنائية.
تعاطيه المخدرات
كان معروفاً عن هيندريكس أنه يتعاطى بكثرة حبوب الهلوسة والمخدرات، اضافة الى أنه حرص على تدخين «الحشيش» وشربه الكحول.
اذ كان شرب الكحول يجعله غاضباً وعصبياً لدرجة كبيرة جعلت من حوله يخشون نوبات غضبه بعد أن يصبح ثملاً، فسبب كثيراً من المشاكل له ولمن حوله، وألقي القبض عليه في احدى المرات بسبب تحطيمه أثاث غرفة فندق أقام فيه بعد افراطه بالشرب، كما أنه خسر كثيراً من أعز أصدقائه بسبب نوبات الغضب التي انتابته، وقيل عنه بأنه كان يتعاطى «الهيرويين»، لكن لم يثبت أحد صحة هذه الاشاعات ولا حتى طبياً.
وفاته
توفي هيندريكس وهو في السابعة والعشرين بتاريخ 18 سبتمبر 1970 اثر اصابته بهبوط حاد في القلب، بعد أن كان قد أسس حديثاً شركة «Xbserens Hendricks» والتي تتوزع أرباحها على أسرة هيندريكس حالياً، باستثناء أخيه ليون الذي حرمه هيندريكس من الميراث لأسباب خاصة به. وبالطبع حدثت كثير من المشاكل المالية بين الورثة على ايرادات شركة «Xbserens Hendricks» والتي ظهرت فور موته.
وفي رواية أخرى قيل انه سهر الليلة التي سبقت وفاته مع صديقته مونيكا داميمانز، فخرج معها الى غرفتها في أحد الفنادق وتوفي بتلك الليلة بعدما تركته لدقائق كي تدخن السجائر، وعندما عادت وجدته غارقاً في القيء، فلم تستطع ايقاظه، حينها اتصلت على اعز اصدقائه ايريك بوردون، والذي ثار في وجهها وهو يصرخ اتصلي على الاسعاف بسرعة، لكنهم عندما وصولوا كان قد مات مختنقاً من قيئه.
ترك هيندريكس تراثاً فنياً واسعاً سواء بصوته أو صوت غيتاره، كما ترك أكثر من 300 تسجيل لم تتحول الى واقع انتاجي. لكن من أبرز ما تركه أيضاً هو تطوير «الغيتار الكهربائي»، اذ جعل له صوتاً مميزاً وليس مجرد اضافة لمضخم صوت له.
إحياء موسيقاه بعد موته
في عام 2009 قامت مؤسسة «جيمي هيندريكس» للموسيقى والمتخصصة في نشر أعمال نجوم موسيقى البوب الاميركية بطرح البوم جديد يحتوي على اعمال عازف الغيتار والمطرب الاميركي جيمي هيندريكس والتي ظهرت فى الفترة من عام 1942 وحتى 1970.
وهذه المؤسسة التي أنشأها والد عازف الغيتار الاميركي في عام 1995 جمعت مقطوعات موسيقية وبعض الاعمال غير المعروفة ومقتطفات من الحفلات الموسيقية التي قدمها النجم ومنها «Do you have experience» و«Love bold».
حفل الزمان الجميل بابدعات عمالقة الفن والغناء في عالمنا العربي الى جانب نجوم العالم الغربي فقدموا الكثير خلال مسيرتهم التي كانت في بعض الأحيان مليئة بالمطبات **والعثرات. منهم من رحل عن هذه الدنيا مخلفاً وراءه فنّه فقط، وآخرون ما زالوا ينبضون عطاء الى يومنا الحالي.
البعض من جيل اليوم نسي ابداعات هؤلاء العمالقة وتجاهلوا مسيرة حافلة من أعمال تركتها بصمة قوية، وفي المقابل يستذكر آخرون عطاءات نجوم الأمس من خلال الاستمتاع بأعمالهم الغنائية أو التمثيلية، وقراءة كل ما يخصّ حياتهم الفنية أو الشخصية.
وفي زاوية «بروفايل» نبحر في بحار هؤلاء النجوم ونتوقف معهم ابتداء من بداياتهم الى آخر مرحلة وصلوا اليها، متدرجين في أهم ما قدّموه من أعمال مازالت راسخة في مسيرة الفن... وفي بروفايل اليوم نستذكر أهم محطات المغني الأميركي جيمي مارشال هيندريكس:
ولد جيمي مارشال هيندريكس المتحدر من اصول افريقية في 27 نوفمبر 1942 بمنظقة سياتل وسط واشنطن، فحصل على الجنسية الاميركية وعاش فوق اراضيها، ويعتبر من اهم المغنيين الأميركيين وعازفي الغيتار الكهربائي ومؤلفي الأغاني. وصفه كثير من الموسيقيين ومراقبي صناعة الموسيقى بأنه أعظم عازف غيتار في تاريخ موسيقى «Rock»، كما اعتبر كأحد أهم الموسيقيين تأثيراً في عصره في جميع ألوان الموسيقى بشكل عام.
في بدايته حقق هيندريكس نجاحاً في أوروبا، بعدها نال شهرة واسعة في الولايات المتحدة الأميركية خلال أدائه المبهر في مهرجان «BOB» التذكاري لعام 1967، تلت بعد ذلك نجاحات عديدة في مهرجانات «BOB Music» في العام الذي تلاه.
كانت مهارة هيندريكس تكمن في تطويره للموسيقى والآلات الموسيقية والتقنيات التي ابتدعها طوال عمله بالموسيقى. كونه تأثر كثيراً بموسيقيي وعازفي «البلوز» مثل بي بي كينغ وميدي ووترز، وتحديداً من ناحية الايقاعات الموسيقية، كما تأثر بموسيقى «Jaz» الحديثة.
عمل هيندريكس كمنتج تسجيلات وأسّس لنفسه قواعد خاصة في العمل باستوديوهات الصوت كامتداد لأفكاره الموسيقية، وأدخل فيها تقنيات جديدة لم يبتكرها أحد قبله. كما حصل على العديد من جوائز «Rock» المتميزة طوال حياته، وبعد مماته نال عدداً كبيراً غيرها، وتم تكريمه في أكثر من مناسبة في مهرجانات «Rock»، واختاره أعضاء فريق «الرولينغ ستونز» الشهير كأعظم عازفي الغيتار في كل الأزمان، كما كان أول شخص يتم اختياره ليدخل قـاعة مشاهير الموسيقيين الأميركيين.
نشأته
كان والد هيندريكس يعمل متطوعاً في الجيش الأميركي، وكانت أسرته تعاني من الفقر وصعوبة العيش. اذ انفصل والداه وهو في سن التاسعة، وبعد سنوات من الطلاق توفيت والدته وهو في الخامسة عشرة، فأرسل الى جدته في منطقة «فانكوفر» كي يتربى عندها، فنشأ هيندريكس خجولاً وحساساً ومتأثراً بظروف الفقر وانعدام الخبرة في الحياة وحياة الحرمان التي عاشها.
في العام 1959 ابتاع هيندريكس أول غيتار له من صديق لوالده بقيمة خمسة دولارات، ومنذ وقتها بدأ يتعلم وبشكل منتظم العزف عليه، وذلك بالممارسة ومشاهدة غيره وبنصائح من ذوي الخبرة. واستمر على هذا الحال حتى اشترى له والده أول غيتار له يعمل بالكهرباء، والعجيب بأن أول سنة يرسب فيها كانت بسبب مادة الموسيقى.
تعلم هيندريكس الحركات «الأكروباتيكية» المبتكرة على المسرح، التي تمثل جزءاً رئيسياً في الأداء التقليدي لاداء «Blues» و«Rap» مثل العزف بالأسنان من خلف الظهر عن طريق موسيقي شاب يدعى رالي بوتش سنايبس أحد أعضاء فرقة «Sharps» المحلية. وكان من أشد المعجبين بأسطورة «الروك أند رول» ألفيس بريسلي، وشاهد عرضه في «سياتا» عام 1957.
ولم تكن حياته بعيدة عن المشاكل، اذ واجه العديد منها مع القانون عندما تم القاء القبض عليه مرتين وهو يقود سيارة مسروقة، فتم تخييره بين قضاء عامين في السجن أو الانضمام للجيش، فاختار الأخيرة وكان ذلك عام 1961، ليخدم في فرقة 101 المجوقلة في «كنتاكي». وهناك كان عسكرياً مشاغباً، اذ كثيراً ما كانوا يجدونه نائماً أثناء الخدمة وغير مبالي بالتعليمات والقواعد العسكرية، لذلك تم طرده من الخدمة بناءً على توصية قادته بعد عام واحد فقط، وهكذا أفلت من الجيش.
بدايات حياته الفنية
بعد وفاة والدته بسنوات انخرط مع فرقة موسيقية تدعى «The Valveton Tunes» وهكذا كانت بدايته الحقيقية في عالم الموسيقى. وفي العام 1959 انتقل الى فرقة «The Rocking King»، ومع مرور عامين تعطّلت حياته الفنّية بسبب مشاكله مع القانون ودخوله الجيش.
لكن بعد خروجه من الجيش شكّل مع زميله في الجيش «بيلي كوكس» فرقة أطلقا عليها اسم «King Casuals» متخذين من موسيقى «R&B» مساراً لها كونها كانت رائجة في ذلك الوقت، فجرّبا حظهما في العزف بالنوادي الليلية، لكنهما لم يلقيا نجاحاً وذلك ما سبب لهما احباطاً. فقرر هيندريكس أن يجرب حظه وحيداً في «نيويورك» وكان ذلك عام 1964، فتعرف على مجموعة من الشباب وكوّن معهم فريقاً غنائياً حمل اسم «Ghetto Fighters»، ومن هناك انتقل من فرقة غنائية لأخرى كان من بينها فريق «Aaslev Brothers» التي قامت بجولات فنية داخل الولايات المتحدة.
بعدها انتقل للعمل مع فريق يدعى «Curtis Knight & The Squire» في العام 1965، فوقّع عقداً لمدة ثلاث سنوات لكنه لم يكملها، ما أوقعه في مشاكل مالية وقانونية. بعدها أسس فرقة موسيقية جديدة في نيويورك تدعى «Jimmy James & The Blue Flames»، فكان هو عازف الغيتار والمغني الرئيسي بها، وبفضلها سطع نجمه وحقق مكانة كبيرة.
وفي عام 1967 أصدر اول ألبوم له بعنوان «Are you Experienced»، وهنا بدأ يطلق على نفسه جيمي هيندريكس بدلاً من جيمي جونز. أما فرقته فكانت قد وصلت الى اوج عطائها وشهرتها، باعتبارها من أشهر فرق الستينات. وفي نهاية العام 1967 أطلق ألبوماً اخر بعنوان «Axis» لكنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه سابقه على الرغم من انه يضم أغنية من أشهر اغانيه الى يومنا الحالي «Little Wing».
وفي العام 1968 عاد مجدداً الى نيويورك وأسس استديو خاص به أطلق عليه اسم «Electric Lady» بهدف انتاج اغانيه بنفسه دون الاعتماد على المنتجين الذين يتحكمون بقراراته واختباراته.
وفي اوائل السبعينات شكل فرقة ثلاثية تدعى «Band of Gypsys» متعاوناً مع صديقه القديم بيلي كوكس وعازف الطبل بيدي ميلز، لكن هذه الفرقة لم تستمر طويلاً.
النجاح في بريطانيا
سافر هيندريكس الى لندن في عام 1966 وذلك للغناء مع فرقته «The Experienced» المكونة من ثلاثة أشخاص، التي كسبت شهرة كبيرة في أوروبا بين عامي 1967 و 1969، ومع فرقة « band of jaci» بين عامي 1969 و1970. اذ بعد الأداء الحماسي الذي حققه هيندريكس مع جولة المغني الفرنسي الأول «johnny holiday» وعلى أكبر مسارح فرنسا وهو مسرح «olompiya» في باريس، ظهر هيندريكس على شاشات التلفزيون في البرامج الغنائية في بريطانيا وسرعان ما انتشر اسمه في المجتمع الغائي الفني في بريطانيا ما ألتف حوله أبطال الغيتار مثل اريك كلابتون وجيف بيك وبرايان جونز وأعضاء فرقة «The Beatles»، الذين وقعوا مع هيندريكس لتسجيل مجموعة أغان مجتمعة في أسطوانات واحدة. بعدها توالت النجاحات العالمية لهيندريكس في جميع أنحاء العالم في أوروبا وأستراليا ونيوزيلندا واليابان.
النجاح على الصعيد الأميركي
على الرغم من الشعبية الكبيرة على الصعيد الدولي في هذا الوقت، الا أنه فشل في بيع أول ألبوم منفرد له أميركياً، لكن الفرصة لاحت له عندما جاء بول مكارتني وأوصى بفريق هيندريكس الى اللجنة المنظمة لمهرجان «التذكار العالمي لموسيقى البوب»، وثبت أن هذه فرصة عظيمة لهيندريكس، ليس فقط بسبب الحضور الكبير في هذا الحدث وانما أيضاً بسبب وجود الكثير من الصحافيين الذين يغطون الحدث الذي كتب عنه.
فخلّد هيندريكس هذه اللحظات بطريقة مبدعة، اذ قام بحرق وتحطيم غيتاره في ختام أدائه الغنائي، بعدها بدأت سلسلة نجاحاته تتوالى على الصعيد الأميركي.
مظهره وملابسه الغريبة
اشتهر هيندريكس بنمط ملابسه الغريبة، وبتسريحة شعر بوب ديلان ذات التموجات، فتنوعت الملابس التي كان يرتديها في المناسبات، تارة نراه يرتدي ملابس عسكرية، وتارة أخرى يرتدي ملابس قديمة بالية، وأحياناً نراه يرتدي أرواباً موشاة بالزخارف، حتى أن رجال الجيش اعترضوا كثيراً لارتدائه ملابس عسكرية في وصلاته الغنائية.
تعاطيه المخدرات
كان معروفاً عن هيندريكس أنه يتعاطى بكثرة حبوب الهلوسة والمخدرات، اضافة الى أنه حرص على تدخين «الحشيش» وشربه الكحول.
اذ كان شرب الكحول يجعله غاضباً وعصبياً لدرجة كبيرة جعلت من حوله يخشون نوبات غضبه بعد أن يصبح ثملاً، فسبب كثيراً من المشاكل له ولمن حوله، وألقي القبض عليه في احدى المرات بسبب تحطيمه أثاث غرفة فندق أقام فيه بعد افراطه بالشرب، كما أنه خسر كثيراً من أعز أصدقائه بسبب نوبات الغضب التي انتابته، وقيل عنه بأنه كان يتعاطى «الهيرويين»، لكن لم يثبت أحد صحة هذه الاشاعات ولا حتى طبياً.
وفاته
توفي هيندريكس وهو في السابعة والعشرين بتاريخ 18 سبتمبر 1970 اثر اصابته بهبوط حاد في القلب، بعد أن كان قد أسس حديثاً شركة «Xbserens Hendricks» والتي تتوزع أرباحها على أسرة هيندريكس حالياً، باستثناء أخيه ليون الذي حرمه هيندريكس من الميراث لأسباب خاصة به. وبالطبع حدثت كثير من المشاكل المالية بين الورثة على ايرادات شركة «Xbserens Hendricks» والتي ظهرت فور موته.
وفي رواية أخرى قيل انه سهر الليلة التي سبقت وفاته مع صديقته مونيكا داميمانز، فخرج معها الى غرفتها في أحد الفنادق وتوفي بتلك الليلة بعدما تركته لدقائق كي تدخن السجائر، وعندما عادت وجدته غارقاً في القيء، فلم تستطع ايقاظه، حينها اتصلت على اعز اصدقائه ايريك بوردون، والذي ثار في وجهها وهو يصرخ اتصلي على الاسعاف بسرعة، لكنهم عندما وصولوا كان قد مات مختنقاً من قيئه.
ترك هيندريكس تراثاً فنياً واسعاً سواء بصوته أو صوت غيتاره، كما ترك أكثر من 300 تسجيل لم تتحول الى واقع انتاجي. لكن من أبرز ما تركه أيضاً هو تطوير «الغيتار الكهربائي»، اذ جعل له صوتاً مميزاً وليس مجرد اضافة لمضخم صوت له.
إحياء موسيقاه بعد موته
في عام 2009 قامت مؤسسة «جيمي هيندريكس» للموسيقى والمتخصصة في نشر أعمال نجوم موسيقى البوب الاميركية بطرح البوم جديد يحتوي على اعمال عازف الغيتار والمطرب الاميركي جيمي هيندريكس والتي ظهرت فى الفترة من عام 1942 وحتى 1970.
وهذه المؤسسة التي أنشأها والد عازف الغيتار الاميركي في عام 1995 جمعت مقطوعات موسيقية وبعض الاعمال غير المعروفة ومقتطفات من الحفلات الموسيقية التي قدمها النجم ومنها «Do you have experience» و«Love bold».