سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / إعدام في ظل الوطن

تصغير
تكبير
الإعدام كلمة ممقوتة تدعو إلى الحسرة وتؤدي إلى الاضطراب والحزن والأسى واللوعة، والذي يتصورها تكون نظرته لا توازي النظرة إلى التفاؤل، فالتفاؤل مسارٌ طيب يفضي إلى الخير ويدعو إلى الأمل والإنسان في هذه الحياة يمر بمراحل عديدة ويخطو خطوات كثيرة فمنذ أن يولد وهو في تطور مستمر حتى ينهي مراحله الدراسية ثم بعد ذلك تأتي مرحلة العمل وفيها التفكير والتمحيص والجد والتطلع إلى المستقبل بعيون ملؤها التفاؤل ويحمد الله الكريم إذا وصل إلى سن التقاعد وهو في فكر مستمر يدعو إلى الازدهار والتحدي وهو إشغال نفسه في العمل المثمر الذي يعود عليه وعلى أسرته ووطنه في حياته أثناء التقاعد.

وما شهدناه أخيراً على ضوء قرار التقاعد الإجباري لمن أمضى 30 عاماً في الوظائف الإشرافية في وزارة التربية وما نتج عن هذا القرار من آراء تدعو إلى التفكير فمن ذهب بأن هذا يعمل على اتاحة المجال للوافدين، ومن ذهب إلى أن هذا إعدام وطني، ومن قال بأن الأيام المقبلة ستزيد مشاكل صندوق المعسرين نظراً لما ستحل على البعض من ضائقات مالية بعد التقاعد.

عزيزي القارئ، التقاعد عملية طبيعية وقواعدها واضحة وشروطها بينة والرزق يبسطه الله لمن يشاء والحياة مليئة بالعمل، فالمجد هو الذي يقتنص الفرصة ويعمل على إعمال الوقت من أجل التطور والذي يثير الانتباه في هذا الصدد هو الكم الهائل من الذين سيحالون على التقاعد إلا أن الوزارة لم تؤهل قيادات بديلة طوال هذه السنوات.

فهل هذه الوظائف هي حكر على مجموعة من الناس حيث سيخلدون فيها أم خطة التطور والاستعداد غائبة؟

فعسى الله أن يفتح أمام الجميع سبل الخير ليفكر الجميع من أجل إسعاد الوطن وتنميته والمربون هم الذين تقع على عاتقهم هذه المسؤولية حيث تنمية الخبرات وصقل المواهب وتهذيب العادات بطرقهم ووسائلهم المختلفة وأبناء الوطن هم أقدر على تحمل مسؤولية الأجيال والأيام تمشي والسنون تمضي وكل يعمل ويواصل ما بدأه الآخرون.

وصدق الأديب:

سنمضي نحارب حيث الظلام

ونقضي على الجهل بين البشر

ونوقف من قد يعوق المسير

ويوقف ركب المنى والظفر



سلطان حمود المتروك
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي