كتب الناشط السياسي خالد الفضالة مقالاً حول دخول أمراء القبائل المعادلة السياسية... يخالف التطور الديموقراطي وهو مقال أعجبني في جزئية ولم يروق لي في جزئيات لم يتطرق لها!
نحن في الكويت نورث السياسة اجتماعيا... ونورث النفوذ الاقتصادي... ونورث البسطاء « الحاجة» بين أمنيات تختلف دواعيها!
ونحن في الكويت اختلفت تركيبتنا الثقافية، فأمير القبيلة رمز اجتماعي نكن له كل احترام ورأي أمير القبيلة يجد التنفيذ متى ما جاء متوافقا مع رأي أبناء القبيلة، وهي في نهاية المطاف حرية رأي وتأثيرهم على مجريات الأوضاع السياسية مشابه لتأثير بعض العوائل التي كان وما زال لهم ثقل اجتماعي يجير بعض القرارات لخدمة مصالحهم... ونحن لا نختلف حول هذا الموضوع لكن انتقاد دخول أمراء القبائل كمخالفة للتطور الديموقراطي فيه لبس يحتاج إلى توضيح وهو رأي شخصي صرف يحتمل الخطأ والصواب!
في بعض الدول، كان لدور القبيلة شأن كبير في العراق ومصر وإيران وحتى في دول شرق اسيا لكن الوضع اختلف... هناك من منظور ديموقراطي يحق لك المطالبة بحقك والكفاءة تفرض نفسها؟
وفي الكويت الوضع مختلف، حتى في مطالبتنا بالديموقراطية السوية نفتقد «سلوم الرجال» في معارضتنا فنجد البعض عند نشوء اختلاف بينك وبينه حول رأي سياسي «يسحب عليك»... يعني «يا تكون معي أو لا»!
وفي العودة لدور أمراء القبائل في الوقت الحالي، فأنا أجد «فيه وفيه»، بمعنى إننا لا نستطيع تصوير المشهد السياسي بالجميل ولا بالقبيح ولو إننا دعاة ديموقراطية حقة لتقبلنا صور الاختلاف وتركنا الرأي لأبناء القبائل ليحددوا رأيهم! كثير من الزملاء لا يعجبهم الرأي الذي يدفع نحو التهدئة رغم إن المولى عز شأنه قال «وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله» ولم لا نرحب بدور أمراء القبائل إذا كان من شأنه تخفيف شدة الاحتقان السياسي... والتوكل على الله مطلوب؟!
وقد يقول قائل « هم لم يجنحوا..» وهذا لا يعني أن نمضي ونترك توجهات لا علاقة لها بالديموقراطية تتحكم في مصيرنا ومبادرة طيبة قد تفك رموز العقدة السياسية التي تعاني منها الكويت!
المراد، أن القبيلة جزء من كيان المجتمع الكويتي ولا بد أن نبتعد عن تصنيف ابناء القبائل بـ «القبلي» حيث الواقع يشير إلى أن الأغلبية من أبناء القبائل وأنا أحدهم يملكون المعرفة الكافية لرسم ثقافتهم بغض النظر عن رأي أمراء القبائل ونحن نحتاج إلى جيل كي نغير بعض المفاهيم ليس فقط على مستوى ابناء القبائل بل على مستوى بعض أبناء العوائل المتنفذة.... هذه هي الديموقراطية التي تعتبر الكفاءة هي المقياس الحقيقي و..... «بدري على تطبيق ديموقراطية أحبتنا»!
أوقفوا التوريث الذي أشرنا إليه في بداية المقال، أوقفوا الانتقائية في توزيع «تركة المناصب» وأوقفوا «الحسد والغيرة» ولنأتي بمبادرات بناءة يشارك فيها الجميع فالاحتكار حتى على المستوى الفكري لا ينتج عنه نفس إبداعي، وجميع أمراء القبائل تبقى مكانتهم راسخة اجتماعيا وسياسيا، الرأي يختلف ونتفق مع الفضالة حوله.. والله المستعان
د. تركي العازمي
[email protected]Twitter: @Terki_ALazmi