لقاء / مرض العقم... الأمل موجود!

تصغير
تكبير
| كتب عمر العلاس |

لأن حلم الانجاب يراود كل زوجين منذ اليوم الأول من زواجهما، فإذا مضت الأيام والأشهر دون أن يحدث الحمل تنتابهما حالة من القلق، ويبدأ كل طرف يشك في نفسه ويسارع الى الطبيب لاجراء الفحوصات وقد يقع فريسة لممارسات خاطئة تكلفه الوقت والمال... لذا أردنا أن ننبه الى نصائح غالية في هذا الشأن ترشد كلا الزوجين الى ما ينبغي عمله إذا تعرض... لا قدر الله... الى مثل هذا الموقف.

«الراي» التقت مع رئيس وحدة الاخصاب والمساعدة على الحمل، استشاري أمراض النساء والولادة في مستشفى المواساة الجديد الدكتور ناهض حمادية، فكشف لنا عن مزيد من الآمال امام تلك النوعية من المرضي، وفي الوقت نفسه حذّر من كثير من الأوهام والخرافات في هذا الشأن، فهو يؤكد أن الفحوصات التي تجريها المرأة لدى طبيب النساء بخصوص أمراض معينة لديها لا تمت بصلة من قريب أو بعيد بقدرتها على الانجاب.

وهو يرى فائدة علمية لتقنية تحديد جنس المولود، فهي لا تقتصر على القضاء على مشكلة «الذكر والأنثى» لدى البعض، بل تساهم في تجنب أمراض وراثية ترتبط بجنس معين في بعض العائلات، وهو يمنح المرأة الأربعينية الأمل في الحمل فكشف عن عدة تقنيات يمكن عن طريقها ان تحمل باذن الله، ويحذر النساء من التسرع في اجراء طفل الانابيب، فيمكن تجنب تلك الخطوة بالتحلي بالصبر وممارسة العلاج، خصوصا انه لوحظ كثرة حالات الاجهاض في عمليات طفل الانابيب مقارنة بطرق الحمل الأخرى... ونفي الدكتور ناهض اي علاقة بين الضعف الجنسي والقدرة على الانجاب، فمتى بلغ عدد الحيوانات المنوية لدى الرجل عشرة ملايين يمكنه ان ينجب، نافيا كذلك ان يكون العقم متوارثا، الا ان بعض التشوهات الجينية الموجودة لدى بعض العائلات هي سبب هذا الظن الخاطئ... وهكذا يمضي الحوار مع الدكتور ناهض مليئاً بالآمال الجديدة، ومصححاً المفاهيم الخاطئة واليكم التفاصيل:


• في البداية نريد ان نعرف معنى العقم؟

- في الحقيقة لا يوجد اختلاف حول تعريف العقم فإذا كان هناك زوجان مرّ على زواجهما سنة وتمت بينهما عملية الاتصال الجنسي بشكل طبيعي ولا يوجد لديهما أي موانع، ولم يتم الحمل خلال 12 شهرا ففي هذه الحالة هما في حاجة الى المساعدة الطبية لمنحهما الفرصة في الانجاب، حيث يخضعان لبعض الفوحصات والاستقصاءات لمعرفة السبب في عدم حمل الزوجة.


خلل في التعريف

لكن هذا التعريف كلاسيكي وغير قابل للتطبيق في بعض الاحيان، لان التعريف ليس بقانون، فمن الممكن ألا تنتظر الزوجة 12 شهرا اذا كان عمرها على سبيل المثال 35 عاما أو أكبر، فتبدأ في عمل الفحوصات سريعا حتى بعد الزواج بفترة ثلاثة إلى ستة أشهر وايضا من الممكن ان يقوما ببعض الفحوصات في فترة ما قبل الزواج وهذا شائع في بعض الدول الاوروبية وهذا ما يقال عنه «نصائح ما قبل الحمل»، ليعرفا «اذا ما كانت هناك مشكلة أم لا».

والحقيقة ان هذا التعريف خاطئ جدا، ولا ينطبق على كل مريضة لان عمر المريضة هو العامل الأساسي ويجب على أي مريضة فوق 35 عاما ألا تنتظر 12 شهرا حتى تقوم باجراء الفحوصات، وأحب ان اوضح نقطة مهمة للمرضى بانه ليست هناك علاقة بين فحوصات الامراض النسائية الخاصة وفحوصات قدرة الزوجين على الانجاب.


حمل الاربعينية

• ما فحوص الحمل للمرأة التي يتجاوز عمرها سن الأربعين؟

- في البداية الله سبحانه وتعالى خلق المرأة مهيأة لتحمل خلال فترة محددة، تسمى فترة الخصوبة وهي تختلف من سيدة الى اخرى، وتتراوح هذه الفترة من 20 الى 25 سنة حسب الاحتياط والمدخرات الموجودة في المبيضين، فكلما كبرت المرأة في السن وبالتحديد عند سن الخامسة والثلاثين بدأت فرصة الحمل في العد التنازلي، وعند سن الاربعين تقل فرصة الحمل بشكل حاد جدا، لكن ليس معنى هذا ان المرأة لا تحمل وانما تقل عندها فرصة الحمل وهذه حقيقة علمية ليست قابلة للجدل، فأحيانا بعض السيدات يكون عمرهن الزمني 45 عاما لكن عمر مبيضهن 35 عاما.

تقل نسبة الحمل فوق الاربعين بالنسبة للمرأة وهذه حقيقة علمية ليست قابلة للجدل لكن تبقى فرصة الحمل موجودة فما الذي يمكن ان يقدم للمرأة التي تجاوزت الاربعين ليساعدها على تحقيق رغبتها وأمنيتها في الانجاب؟

في الحقيقة هناك بعض الاستقصاءات والتحاليل يمكن اجراؤها للمرأة فوق الاربعين وعندئذ يمكن معرفة نسبة الاحتياط في المبيض ومعرفة مدى امكانية حدوث الحمل.وهذه التحاليل تتضمن مؤشر كتلة الجسم «BMi» وهو يستعمل في الدول الاوروبية كثيرا، حيث تتم قسمة مساحة الجسم على الوزن لنحصل على مؤشر كتلة الجسم، وكلما زاد معدل مؤشر كتلة الجسم تقل فرصة حمل المرأة وتحتاج إلى ادوية اكثر لتنشيط المبيضين، وبالتالي فنحن نحتاج إلى معرفة مؤشر كتلة الجسم وعمر المريضة بشكل دقيق وكذلك معرفة حجم المبيضين وعدد الجريبات البيضية، التي تخرج منها البويضات في المستقبل، اضف إلى ذلك هناك معادلة يمكن من خلالها معرفة امكانية اذا كانت المرأة باستطاعتها ان تحمل وان تخرج بويضات ام لا، وهناك ايضا تحاليل دم لتقييم مخزون المبيضين فعلى سبيل المثال يمكن اجراء تحليل هرموني يدعى «هرمون الحث المبيضي FSH»، وتحاليل هرمونية اخرى مثل «Inhibin Factor» وتحليل «AMH»، لكن ليس من الضروري ان تجرى كلها فمن الممكن ان نقوم باجراء واحد او اثنين او ثلاثة ومن ثم يمكن الحكم على امكانية نسبة حمل المرأة، كما ينبغي على المرأة قبل ان تقبل على اي خطوة ان تسأل الطبيب عن امكانية حملها من عدمه ومن واجب الطبيب هنا ان يخبرها بالنسبة المئوية عن فرصتها في الحمل لان العملية مكلفة ومجهدة نفسيا وجسميا فيجب أن تعرف ذلك مسبقا قبل الاقدام على اي خطوة.


فحوصات قبل الزواج

• قبل الزواج هل يمكن معرفة ما اذا كان احد الزوجين يعاني من عدم القدرة على الإنجاب؟

- نعم بعد إجراء تحاليل معينة يمكن معرفة ذلك، لكن احب ان اوضح نقطة مهمة وهي ان كل امرأة لديها دورة شهرية منتظمة فهي بنسبة عالية ليست عقيمة لان انتظام الدورة الشهرية خير دليل على ان المرأة ليست عقيمة او على الاقل عندها تبويض وذلك في 95 في المئة من الحالات.

انما في بعض الحالات قد تكون هناك مشكلة او تشوه في صبغيات معينة الامر الذي يمكن ان تصبح معه المرأة عقيمة على سبيل المثال اذا كانت تعاني من التهاب حوضي شديد في السابق او خضعت لعملية اثرت على قدرتها على الانجاب، اما بالنسبة للرجال فانه من خلال تحليل السائل المنوي يمكن معرفة ما اذا كان قادرا على الانجاب أم لا.


العقم المناعي

• هناك بعض الزوجات يحملن مرة ثم بعد ذلك لا يحملن مرة اخرى، فهل يجوز أن نطلق عليها عقيمة؟

- عموما كلمة عقيم ليس مرغوبا فيها في العالم العربي وبالتالي يجب ان تستبدل بكلمة غير قادرة على الانجاب، ومن الممكن ان تحمل المرأة مرة ولا تحمل مرة ثانية وهذا يسمى العقم الثانوي وهو ناتج عن اسباب معينة مثل التهابات في بطانة الرحم بعد الولادة تؤدي إلى التهابات من أنابيب الرحم، ومن الممكن ان يكون جسم المرأة أجساما مضادة للحمل بعد الحمل الاول وهذا يسمى العقم المناعي لان الجنين عبارة عن قسمين جزء من الاب وجزء من الأم... وجزء الأم يمكن أن تتعرف عليه لانه جزء من جسمها اما الجزء الخاص بالأب فيعتبر بالنسبة للام جسما غريبا من الممكن ان ترفضه، وفي الحقيقة هناك تحاليل معينة تجريها بعض المعامل الكبرى في العالم في هذا الشأن ومن خلال هذه التحاليل يمكن معرفة اذا كانت المرأة لديها عقم مناعي ام لا ويمكن ايضا معرفة سبب حدوث عملية الاجهاض عندها ومعرفة سبب رفض جسمها للحمل وعلى ضوء نتيجة التحليل يتم تقديم العلاج المناسب.

• هل  نسبة الاجهاض في أطفال الانابيب اعلى من الحمل الطبيعي؟

- هذا السؤال مهم جدا وهناك دراسة ولكنها ليست دقيقة تقول إن نسبة الاجهاض اعلى في اطفال الانابيب لكن ليس معنى ذلك ان اطفال الانابيب تخرج اجنة غير سليمة بل على العكس لا توجد اي مشكلة في اطفال الانابيب ويخرجون في النهاية في شكل سليم... انما بشكل عام نسبة الاجهاض او فقدان الحمل في اطفال الانابيب اعلى من الاجهاض في الحمل الطبيعي لان في اطفال الانابيب نسبة الحمول المتعددة «توأم أو أكثر» عالية وتتراوح بين 20 إلى 25 في المئة وهذا يسبب نوعا ما زيادة في فقدان نسبة الحمل في الاشهر الاولى ومشاكل الحمل اعلى وأكثر من الحمول المتعددة الاجنة


الضعف الجنسي

هل الضعف الجنسي مرادف للعقم؟

- لا توجد اي علاقة بين قدرة الرجل على ممارسة الجنس وقدرته على الانجاب أما بالنسبة للشخص الذي يعاني من ضعف جنسي لأنه لا يقوم بالعلاقة الجنسية في الوقت المناسب فمن الممكن ان يقلل هذا من احتمالية حدوث الحمل عند زوجته ويوجد علاج لمثل هذه الحالات من خلال معرفة أسبابه

ومعظم اسباب الضعف الجنسي نفسية وهذا ما يحدث غالباً في اسابيع الزواج الأولى الذي يسمى الضعف الجنسي من شهر العسل.

• ما أحدث التطوات في مجال اطفال الانابيب؟

- أطفال الانابيب احدى الطفرات العلمية في العصر الحديث وبدأت في حل مشاكل كثيرة من الأزواج، ومن أهم واحدث التطورات التي حدثت في هذا المجال طريقة الحقن المجهري خاصة للأزواج الذين يعانون من ضعف في الانجاب لأسباب مرتبطة بالزوج خاصة للانخفاض الشديدفي وجود الحيوانات المنوية وهناك تطور خاص بالمريضة التي تعاني من تعدد مرات الاجهاض، والتي يتجاوز عمرها الخامسة والثلاثين وتعاني من خلل صبغي او وراثي فإنه يمكن التغلب على هذه المشكلة عن طريق خلق اجنة عن طريق أطفال الأنابيب حيث يتم أخذ خلية من الجنين بعد ان يتشكل الجنين في اليوم الثالث ويتم تحليلها لمعرفة الاجنة السليمة التي ليس فيها خلل صبغي او وراثي ويتم نقل الاجنة السليمة فقط وبالتالي تزداد فرصة الحمل عند الزوجين ويتم تحسين الظروف حتى تحمل جنيناً سليماً مئة في المئة.

وهناك تقنية  جديدة هي التحليل الوراثي للاجنة قبل زرعها وهو ثورة علمية حديثة تفيد في تحديد جنس الجنين المراد سواء كان ذكراً او انثى وهذا قد يتم ليس فقط لأسباب اجتماعية لأن الزوجين يحتاجان لطفل ذكر بل احياناً نحتاج لتحديد جنس الجنين نظراً لارتباط بعض الأمراض الوراثية بهذا الجنس او ذاك.

ومن تطورات اطفال الانابيب ايضاً ما يسمى بالعقم المناعي فاذا كانت المريضة اجرت عملية أطفال الانابيب اكثر من ثلاث مرات ولم تحمل تتجه الانظار إلى انها تعاني من العقم المناعي ومن خلال التحاليل المناعية نستطيع ان نصل إلى نتيجة فإذا كان هناك خلل معين نعطي المرأة ادوية لمعالجته وهذا ما يزيد فعلياً في نسبة نجاح الحمل.


توريث العقم

• كثيراً ما نسمع عن عوائل ينتشر العقم بين ابنائها فهل هناك علاقة بين العوامل الوراثية والعقم؟

- الحقيقة ان العقم لا يورث. لكن يمكن ان يكون عدم القدرة على الانجاب منتشراً في العائلة فعلى سبيل المثال هناك حالة لعائلة عربية ترددت على المركز الذي كنت اعمل فيه في بريطانيا حيث كان الرجال ينتجون حيوانات منوية غير قادرة على الانجاب بسبب وجود تشوه غريب ونادر يسمى الحيوان ذا الرأس الكروي»... وايضاً هناك بعض الحالات يمكن ان تحدث فيها بعض الاضطرابات الجينية الوراثية لكنها نادرا ما تجعل الشخص عقيماً بشكل مطلق.


السرطان والانجاب

• دكتور كيف تساعد المرضى المصابين بالأمراض السرطانية القابلة للشفاء على الانجاب؟

- في حال اصابة احد الزوجين بأي ورم خبيث قابل للشفاء مثل الأمراض اللمفاوية او سرطانات الدم فيمكن قبل الاقدام على العلاج الاشعاعي او الكيماوي ان نطلب من الزوج ان يعطينا عينة من السائل المنوي ثم نقوم بتجميدها وبعد اخذ العينة يمكن للرجل ان يتابع علاجه الاشعاعي او الكيماوي وعند انتهاء فترة العلاج يمكن ان نساعد الزوجين على الانجاب باستعمال السائل المنوي المجمد... وبالطريقة ذاتها اذا كانت المرأة المصابة بالمرض ذاته وتحتاج للعلاج «الاشعاعي او الكيماوي» عندها يمكن قبل بدء العلاج ان نقوم بعملية تحريض المبيض ونحاول ان نحصل على البويضات نجمدها وبعد نهاية العلاج نساعد الزوجين على الانجاب من دون ان نكون قد عرضنا فرصتهما للحمل لأي خطورة هذا من ناحية ومن ناحية اخرى تجنب الزوجين ان ينجبا طفلاً مشوهاً نتيجة العلاج الكيماوي.


عقم غير مفسر

• عموماً ما أكثر الأسباب الشائعة لعدم القدرة على الانجاب؟

- هناك أسباب كثيرة لعدم القدرة على الانجاب لكن اكثرها شيوعاً ما يسمى بالأسباب غير المفسرة، فأحياناً يقوم الزوجان بعمل بعض التحاليل لتخرج النتيجة بأنه ليست هناك مشكلة ومع ذلك لا يتم الحمل وفي هذه الحالة نلجأ إلى تحاليل اكثر عمقاً وأكثر كلفة... لكن احب ان اشير إلى ان العالم اختصر الطريق باللجوء إلى اطفال الانابيب لكن في الوقت نفسه لا اطالب من كل زوجة لا تحمل بعد مرور عام من زواجها ان تلجأ إلى اطفال الانابيب فهذا خطأ كبير لأن اللجوء إلى اطفال الانابيب لا يتم الا في حالات محددة جداً مثل امرأة فقدت قناتي فالوب أو زوج غير قادر على الانجاب لأن عدد الحيوانات المنوية عنده محدود جداً اي اقل من عشرة ملايين حيوان منوي... في مثل هذه الحالات يمكن الاتجاه إلى اطفال الانابيب أما خلاف ذلك فهناك بعض الأمراض يمكن معالجتها بالأدوية  البسيطة فهناك ادوية تساعد على تحسين وزيادة عملية التبويض عند المرأة ايضاً يمكن اعطاؤها بعض الحقن البسيطة مع مراقبة حثيثة ويمكن ايضاً ان نعمل عملية تعتيم انبوب الرحم بطريقة حديثة جداً تتم من غير اشعة لأن الطريقة المتبعة عادة من عملية تعتيم انبوب الرحم في معظم بلدان العالم تتم اما عن طريق عمل جراحي بوضع منظار في البطن ويتم حقن مادة ظليلة تحت تأثير التخدير العام (وفي الحقيقة لا نريد ان نعرض المريضة للتخدير العام ومشاكله وتكلفته المرتفعة) او عن طريق الحقن بمادة ظليلة عن طريق الأشعة على انه ينبغي الا تقوم بعمل الاشعة الا في حالة الضرورة القصوى حتى لا يكون هناك تأثير على المبيضين, والطريقة التي أتبعها في عملية تعقيم انبوب الرحم تسمى (Hycosy Test)، حيث تأتي المريضة وتقوم بعمل الاختبارات لانابيب الرحم وذلك بالحقن بمادة نسميها (Echovest) تحقن من خلال عنق الرحم ونراقب مرور هذه المادة من خلال سونار داخلي في العيادة الخارجية.

وبعد دقائق تخرج المريضة دون ان تحدث هناك اي اعراض جانبية او خلل ولا تتعرض للاشعة وهي طريقة غير مكلفة ايضا ونحن بذلك نكون سباقين في الكويت وفي العالم العربي في هذا الشأن.


تقنيات متطورة

• أهم ما قام الدكتور ناهض بتطويره؟

- من الاشياء التي نقوم بتطويرها العمل بطرق مختلفة عن الطرق العادية المتبعة في المنطقة العربية مثل مريضة عندها صعوبة في الانجاب او الاصابة بالتهاب او انسداد في قناة فالوب، وكون تلك الانابيب مغلقة فهي تمنع الحمل، فنحن نقوم بفتح تلك الانابيب من غير تدخل جراحي ونجريها في قسم الاشعة عن طريق حقن مادة ظليلة، ونعرف بالضبط انسداد الانبوب في اي منطقة، ومن ثم نقوم بادخال سلك بسيط جدا في عنق الرحم ونفتح الانبوب لكن هذه الطريقة لا تصلح لكل الحالات فاذا كانت منطقة الانبوب مغلقة في النهاية القريبة من الرحم فهذا من السهل فتحه وقمنا بدراسة كبيرة حول هذا الموضوع وتم نشرها في مجلة علمية متخصصة في المجال الطبي اسمها (Human Production) وفاقت نسبة الحمل من خلال هذه الطريقة الـ 30 في المئة وهذه الطريقة يمكن ان يتم عملها ايضا بالنسبة للنساء المتقدمات في العمر في حال كان العقم لديهن سببه انسداد قناة فالوب.

هناك نقطة أخرى مهمة بالنسبة لمريض العقم او غير القادر على الانجاب حيث لابد ان يكون هناك تقييم جيد للمريض فهناك بعض الاجراءات يمكن للمريضة اتباعها قبل عمل اطفال الانابيب فينبغي ان تحسن نسبة الحمل إلى 50 في المئة، فاذا كان هناك على سبيل المثال اصابة شديدة في الانابيب او هناك استسقاء ففي هذه الحالة لابد من تحسين صورة الحمل لان السائل الموجود بالانبوبين من الممكن ان يرجع إلى الرحم ويمنع الجنين من ان يأخذ مكانه في الرحم، المريضة في هذه الحالة معرضة للعمل الجراحي، لكنني قمت وعدد من زملائي من جامعة برمنغهام بتطوير طريقة لسحب السائل السيئ الذي يؤثر على الحمل من دون تدخل جراحي وهي طريقة غير مكلفة، وهذه الطريقة تضاعف نسبة الحمل.

ايضا قمت بعمل دراسة عشوائية تم نشرها في اكبر مجلات الخصوبة في اوروبا وهذه الدراسة توفر على المريض العمل الجراحي والاجهاد والكلفة


أوهام وخرافات

• دكتور تكثر بعض الخرافات والمفاهيم الخاطئة عن العقم فهل يمكن ان تطلعنا عليها؟

- الحقيقة ان الخرافات والمفاهيم الخاطئة عن العقم كثيرة ومنها ان الدورة الشهرية المؤلمة او غير المنتظمة تسبب العقم وان عدم تطابق فئات الدم بين الزوج والزوجة يمكن ان يسبب العقم وكذلك ان تسرب النطف من المهبل بعد الجماع سبب لعدم حدوث الحمل، «وهناك من يحكم على خصوبة الرجل من كثافة وكمية السائل المنوي» وينتشر بين الناس ان العقم وراثي «وهناك من يظن ان الرحم المقلوب يسبب العقم لان الحيوانات المنوية لا تستطيع الوصول لعنق الرحم» بل ان هناك من يعتقد انه ينبغي ممارسة الجماع يوميا لتحقيق الحمل، وكل هذه خرافات تنتشر بين الناس.

وهناك من يقول ان عدم التوتر يساعد على حدوث الحمل وان الدورة الشهرية اكثر او اقل من 28 يوما يعني انها غير منتظمة ويخطئ من يظن ان عدم وجود اعراض لالتهاب الحوض ليس دليلا على ان قناة ثالوب مفتوحة، وكل ذلك غير صحيح تماما.

والبعض يرى ان الفحوصات الروتينية من قبل طبيب النساء يمكنها ان تدلل على امكانية الحمل او إذا كانت المرأة تأخذ منشطات للاخصاب فهذا سوف يؤدي إلى حدوث حمل باكثر من جنين وكل ذلك مفاهيم خاطئة تنتشر بين الناس.

وهناك خرافات مثل: ان كل مرة يتم فيها فحص السائل المنوي سيكون عدد الحيوانات المنوية متساويا وان وضع وسادة تحت الحوض اثناء الجماع يعزز فرصة الحمل وكذلك ان المرأة تطلق بيضة من المبيض الايسر خلال شهر معين وبيضة من المبيض الايمن من الشهر الثاني او انه إذا كانت قدرة الزوج على ممارسة الجنس جيدة هذا يعني ان عدد الحيوانات المنوية عنده جيدة.

• دكتور نود في نهاية اللقاء تقديم بعض النصائح المهمة المرتبطة بالثقافة الانجابية؟

- بداية لابد ان نكون حذرين جدا في عملية تأخير الحمل لان المرء قابل للتعرض لاي مرض او عمل جراحي يمكن ان يحول بينه وبين الانجاب، ايضا التثقيف الصحي في مجال الانجاب مهم جدا لاننا نعلم ان الحديث في مثل هذه المواضيع صعب جدا في العالم العربي لكن عملية التثقيف ضرورية جدا لانه على سبيل المثال كثير من الازواج يكتشف ان عملية الجماع تحدث في غير فترة التبويض عند المرأة لذا لابد ان تكون هناك زيارة لطبيب او طبيبة خصوبة وانجاب لاعطائها معلومات كافية عن الصحة الانجابية ويجب على المريضة ان تطلب من الطبيب معرفة امكانية ونسبة حملها.


الدكتور ناهض حمادية

في سطور

• اول طبيب تمكن من الحصول على درجة اختصاص دقيق في امراض الخصوبة والعقم من جامعة كاردين.

• تلقى تدريبه في امراض النساء والولادة في جنوب انكلترا وحصل على شهادة الزمالة من الكلية الملكية البريطانية قبل انتقاله الى ميدلاندز في عام 1999 ليشغل منصب طبيب باحث في طب الانجاب في جامعة برمنغهام في انكلترا اضافة إلى حصوله على درجة محاضر في مستشفى برمنغهام التعليمي.

• اصدر العديد من المقالات الطبية في مجال الخصوبة وكان مهتما بتعليم طلبة الطب وطلاب الدراسات العليا ومازال عضوا في القسم الاكاديمي في المستشفى الجامعي في ويلز لجراحة المناظير والتدريب على السونار.

• عضو الكلية الملكية لامراض النساء والولادة في لندن، جمعية العقم الاوروبية، جمعية العقم البريطانية، جمعية الاطباء ذوي الاختصاصات الدقيقة في الخصوبة والانجاب في لندن، عضو الهيئة الاكاديمية العليا للتدريس في بريطانيا.

• منح درجة الدكتوراه من جامعة برمنغهام عام 2004.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي