د. وليد التنيب / قبل الجراحة / الحلم سيد الأخلاق
| بقلم: الدكتور وليد التنيب |
كان سلطان من أسرة فقيرة...
عاش بداية حياته فقيراً بسبب فقر أسرته...
أب يعمل كاتباً في وزارة من وزارات البلد
أب ذو تعليم متوسط وذكاء متوسط ولكنه ذو همة عالية
اشتهر الأب بحبه للصيد والقنص
ورث سلطان عن أبيه حب الصيد والقنص والولع باقتناء بنادق الصيد على اختلاف أنواعها...
لم يستطع سلطان إكمال تعليمه الجامعي واكتفى بشهادة الثانوية العامة...
التحق وأصدقاؤه بالجيش
ومع الجد والاجتهاد أصبح ضابطاً
تزوج من ابنة جيرانهم الذين كانوا بالمستوى المادي نفسه لأسرة سلطان
كانت زوجته قد حصلت على الشهادة الجامعية واشتغلت بالتدريس... ليس حباً به، بل طمع بالإجازة الصيفية والراحة بالصيف...
رزق سلطان بعدد من الأولاد والبنات...
جاء الاحتلال أو الغزو العراقي للكويت والتحق سلطان بالمقاومة الكويتية تاركاً زوجته وأولاده مع جدهم وجدتهم!
اشتهر بقوة بأسه وقسوته وعنفه إلى جانب رجال المقاومة حتى أصبح قائداً ميدانياً في أرض الكويت.
حاول الغزاة إلقاء القبض عليه والانتقام منه فقد قتل منهم الكثير والكثير.
أصبح «أكثر رجل مطلوب» في الكويت أثناء الغزو
قوات الاحتلال تهابه وتخشاه لشدة قسوته ووحشيته ضدهم...
ذاع صيته داخل الكويت وخارجها وأحبه أهل الكويت وتغنّوا باسمه وببطولاته...
بعد الاحتلال تمت إحالة سلطان للتقاعد بالرغم من صغر سنه وبالرغم من الخبرة الميدانية والعسكرية التي اكتسبها أثناء الاحتلال، ولكن لأسباب تتعلق بقوة شخصيته والسمعة التي اكتسبها بسبب مقاومته للاحتلال مع عدم مقاومة معظم القادة الآخرين وفرارهم من أرض المقاومة...
لذلك قرر القادة إحالة سلطان وكل العسكريين الذين ذكر أنهم قاوموا الاحتلال للتقاعد والتخلص منهم لتجنّب افتضاح أمرهم وليقطفوا ثمرة النصر لوحدهم...
لم يرض سلطان والعسكريون الذين معه بهذا القرار وذهبوا إلى أبعد حد ولكنهم فشلوا في العودة... وهم الذين فشل الاحتلال في إرضاخهم والتغلب عليهم...
فشل الاحتلال والغزو العراقي في النيل منهم ولكن القادة العسكريين في الجيش نالوا منهم من دون أي تعب... أنهوهم وأنهوا حياتهم العسكرية بالخبث والخداع...
وكل ما أخذه هو ومعظم العسكريين المرابطين داخل الكويت «نوط شجاعة» بخمسين ديناراً فقط لا غير!
أصبح سلطان متقاعداً...
التفت إلى تربية أبنائه والاهتمام بأهله
وتطوير هواية القنص والصيد...
كان ابنه الثاني سالم حبيباً لقلب أبيه...
كان يرى في ابنه سالم شبابه وشخصيته...
أينما ذهب يحاول أن يكون سالم معه...
ذات يوم جاءه اتصال من المستشفى القريب من بيته يفيد بأن ابنه سالم قد أدخل المستشفى!
لم يصدق الأمر في البداية...
أخذ زوجته وذهب إلى المستشفى لاستطلاع الأمر والاطمئنان على ابنه سالم...
زادت الأمور تعقيداً عندما علم أن سالم في العناية المركزة بسبب جرعة مخدرات زائدة أو يمكن أن تكون الجرعة الأولى لسالم وجسمه لم يتحملها!
قال الطبيب ذلك وزاد ان سالم الآن بين الحياة والموت...
وان رجال المباحث في المستشفى الآن مع رجال الشرطة...
كان وقع الخبر على سلطان كالكارثة أو أشد من ذلك...
تذكر سالم عند ولادته وكيف كانت ولادته...
تذكر الصعوبات التي واجهت زوجته عند ولادتها لسالم...
تذكر كيف أنه استدان مبلغ التميمة لسالم من زميله وأعز أصدقائه محمد، فقد كان يمر بظروف مادية صعبة... فالحياة مد وجزر...
عادت ذكرياته واستعاد كل الأحداث الحلوة والمرة....
قرر الانتقام وأن يكون الانتقام بمقدار حبه لسالم
كان عليه أن يتعرف على من أعطى سالم المخدرات أو من دله على هذا الطريق السافل...
قرر أن ينتقم بنفسه، فهو على قناعة بأنهم إذا عُرِضوا على القضاء فسيأتي محام فاسد ليخرجهم...
قرر أن يبدأ برجال المباحث
قام بخطف رجل المباحث المكلف بقضية ابنه سالم...
أخذه إلى كراج بيته وهناك هدده بأنه إن لم يتكلم ويعطه أسماء من غرروا بابنه سالم فسيلاقي التعذيب...
حاول رجل المباحث أن يكون قوياً، ولكن عندما أحضر سلطان جهاز التعذيب بالكهرباء - وقبل تشغيله وبمجرد رؤيته له - بدأ رجل المباحث بالكلام
تذكر سلطان كيف عُذِّب رجال المقاومة بكل أنواع أجهزة التعذيب ولم يفشوا أي اسم أو معلومة للغزاة...
أعطى رجل المباحث الأسماء كلها لسلطان مع العناوين وأدق التفاصيل...
قام بخطف أولهم من أمام بيته وذهب به إلى البر...
هناك بدأ بسؤاله عن معرفته بسالم وعندما تأكد من ضالته...
بدأ بتعذيبه للانتقام منه...
أحضر معه أداة تقليم الزرع وبدأ يستخدمها لبتر أصابعه...
وفعلاً بتر أصابعه العشرة وهو يصرخ بأعلى صوته ويتوسل، ولكن حبه لسالم لم يبقِ أي مكان لهذا التوسل...
بعد ذلك قرر أن يقص لسانه
نعم، قرر أن يقص لسان هذا الإنسان ليمنعه من التغرير بأبناء الناس...
لكي لا يترك له أي مجال للنصب على الشباب...
قطع أصابعه وأكمل بقطع لسانه وتركه في خيمة بالبر وذهب عنه!
بعدها ذهب للثاني...
كان صديق سلطان محباً للكلاب بكل أنواعها وعنده جاخور لتربية الكلاب
طلب منه أن يستعير جاخوره ليوم واحد
وافق صديق سلطان فكل أصدقائه يحبونه ويتمنون خدمته...
أخذ الجاخور واصطحب معه الرجل الثاني الذي غرر بابنه سالم
بعد تجويع الكلاب...
ألقى إليها بالرجل وبدأت الكلاب بنهشه والفتك به...
بعدما نهشت الكلاب هذا الرجل وقامت بالانتقام منه وكأنها تعلم مقدار الدمار الذي ألحقه بالمجتمع...
قال لسلطان قبل موته إن هناك سيدة جميلة هي التي توقع بالشباب وتقودهم للمخدرات ليدمنوها...
اختطفها سلطان من أمام عملها وأخذها لشاليه كان قد استأجره...
هناك بدأ سلطان بالانتقام منها...
أولاً قصّ شعرها...
بعدها بدأ بنزع أظافرها وهي تصرخ وتتوسل
ولكن سلطان أراد أن يزيل كل الجمال الذي تغري به الشباب...
بعدها قص لسانها لكي لا تضحك أو تغرر بأي أحد من الشباب...
لم يكتفِ سلطان بذلك، بل أحضر بنزيناً وسكبه على وجهها و أشعل النار به ثم أطفأها وأخذها لناصية الطريق وألقى بها هناك لتكون عبرة لكل من يحاول أن يمشي بطريقها...
أحسّ سلطان بالراحة بعد الانتقام وبدأت أعصابه تهدأ...
عندها أحس بزوجته تصرخ وتناديه لتخبره بأن هناك خطأً...
وأنها كلّمت سالم ابنها وهو مع أصدقائه...
وأن سالم الذي بالمستشفى ليس ابنهما وراحت تسأله بماذا سرحت أو هل كنت تحلم وبماذا حلمت وتصرّ على معرفة بماذا حلم سلطان...
قال سلطان أهناك خطأ؟!...
لم يدخل في نقاش مع المستشفى أو مع من اتصل به...
تمتم قائلاً الحلم سيد الأخلاق
عاش بداية حياته فقيراً بسبب فقر أسرته...
أب يعمل كاتباً في وزارة من وزارات البلد
أب ذو تعليم متوسط وذكاء متوسط ولكنه ذو همة عالية
اشتهر الأب بحبه للصيد والقنص
ورث سلطان عن أبيه حب الصيد والقنص والولع باقتناء بنادق الصيد على اختلاف أنواعها...
لم يستطع سلطان إكمال تعليمه الجامعي واكتفى بشهادة الثانوية العامة...
التحق وأصدقاؤه بالجيش
ومع الجد والاجتهاد أصبح ضابطاً
تزوج من ابنة جيرانهم الذين كانوا بالمستوى المادي نفسه لأسرة سلطان
كانت زوجته قد حصلت على الشهادة الجامعية واشتغلت بالتدريس... ليس حباً به، بل طمع بالإجازة الصيفية والراحة بالصيف...
رزق سلطان بعدد من الأولاد والبنات...
جاء الاحتلال أو الغزو العراقي للكويت والتحق سلطان بالمقاومة الكويتية تاركاً زوجته وأولاده مع جدهم وجدتهم!
اشتهر بقوة بأسه وقسوته وعنفه إلى جانب رجال المقاومة حتى أصبح قائداً ميدانياً في أرض الكويت.
حاول الغزاة إلقاء القبض عليه والانتقام منه فقد قتل منهم الكثير والكثير.
أصبح «أكثر رجل مطلوب» في الكويت أثناء الغزو
قوات الاحتلال تهابه وتخشاه لشدة قسوته ووحشيته ضدهم...
ذاع صيته داخل الكويت وخارجها وأحبه أهل الكويت وتغنّوا باسمه وببطولاته...
بعد الاحتلال تمت إحالة سلطان للتقاعد بالرغم من صغر سنه وبالرغم من الخبرة الميدانية والعسكرية التي اكتسبها أثناء الاحتلال، ولكن لأسباب تتعلق بقوة شخصيته والسمعة التي اكتسبها بسبب مقاومته للاحتلال مع عدم مقاومة معظم القادة الآخرين وفرارهم من أرض المقاومة...
لذلك قرر القادة إحالة سلطان وكل العسكريين الذين ذكر أنهم قاوموا الاحتلال للتقاعد والتخلص منهم لتجنّب افتضاح أمرهم وليقطفوا ثمرة النصر لوحدهم...
لم يرض سلطان والعسكريون الذين معه بهذا القرار وذهبوا إلى أبعد حد ولكنهم فشلوا في العودة... وهم الذين فشل الاحتلال في إرضاخهم والتغلب عليهم...
فشل الاحتلال والغزو العراقي في النيل منهم ولكن القادة العسكريين في الجيش نالوا منهم من دون أي تعب... أنهوهم وأنهوا حياتهم العسكرية بالخبث والخداع...
وكل ما أخذه هو ومعظم العسكريين المرابطين داخل الكويت «نوط شجاعة» بخمسين ديناراً فقط لا غير!
أصبح سلطان متقاعداً...
التفت إلى تربية أبنائه والاهتمام بأهله
وتطوير هواية القنص والصيد...
كان ابنه الثاني سالم حبيباً لقلب أبيه...
كان يرى في ابنه سالم شبابه وشخصيته...
أينما ذهب يحاول أن يكون سالم معه...
ذات يوم جاءه اتصال من المستشفى القريب من بيته يفيد بأن ابنه سالم قد أدخل المستشفى!
لم يصدق الأمر في البداية...
أخذ زوجته وذهب إلى المستشفى لاستطلاع الأمر والاطمئنان على ابنه سالم...
زادت الأمور تعقيداً عندما علم أن سالم في العناية المركزة بسبب جرعة مخدرات زائدة أو يمكن أن تكون الجرعة الأولى لسالم وجسمه لم يتحملها!
قال الطبيب ذلك وزاد ان سالم الآن بين الحياة والموت...
وان رجال المباحث في المستشفى الآن مع رجال الشرطة...
كان وقع الخبر على سلطان كالكارثة أو أشد من ذلك...
تذكر سالم عند ولادته وكيف كانت ولادته...
تذكر الصعوبات التي واجهت زوجته عند ولادتها لسالم...
تذكر كيف أنه استدان مبلغ التميمة لسالم من زميله وأعز أصدقائه محمد، فقد كان يمر بظروف مادية صعبة... فالحياة مد وجزر...
عادت ذكرياته واستعاد كل الأحداث الحلوة والمرة....
قرر الانتقام وأن يكون الانتقام بمقدار حبه لسالم
كان عليه أن يتعرف على من أعطى سالم المخدرات أو من دله على هذا الطريق السافل...
قرر أن ينتقم بنفسه، فهو على قناعة بأنهم إذا عُرِضوا على القضاء فسيأتي محام فاسد ليخرجهم...
قرر أن يبدأ برجال المباحث
قام بخطف رجل المباحث المكلف بقضية ابنه سالم...
أخذه إلى كراج بيته وهناك هدده بأنه إن لم يتكلم ويعطه أسماء من غرروا بابنه سالم فسيلاقي التعذيب...
حاول رجل المباحث أن يكون قوياً، ولكن عندما أحضر سلطان جهاز التعذيب بالكهرباء - وقبل تشغيله وبمجرد رؤيته له - بدأ رجل المباحث بالكلام
تذكر سلطان كيف عُذِّب رجال المقاومة بكل أنواع أجهزة التعذيب ولم يفشوا أي اسم أو معلومة للغزاة...
أعطى رجل المباحث الأسماء كلها لسلطان مع العناوين وأدق التفاصيل...
قام بخطف أولهم من أمام بيته وذهب به إلى البر...
هناك بدأ بسؤاله عن معرفته بسالم وعندما تأكد من ضالته...
بدأ بتعذيبه للانتقام منه...
أحضر معه أداة تقليم الزرع وبدأ يستخدمها لبتر أصابعه...
وفعلاً بتر أصابعه العشرة وهو يصرخ بأعلى صوته ويتوسل، ولكن حبه لسالم لم يبقِ أي مكان لهذا التوسل...
بعد ذلك قرر أن يقص لسانه
نعم، قرر أن يقص لسان هذا الإنسان ليمنعه من التغرير بأبناء الناس...
لكي لا يترك له أي مجال للنصب على الشباب...
قطع أصابعه وأكمل بقطع لسانه وتركه في خيمة بالبر وذهب عنه!
بعدها ذهب للثاني...
كان صديق سلطان محباً للكلاب بكل أنواعها وعنده جاخور لتربية الكلاب
طلب منه أن يستعير جاخوره ليوم واحد
وافق صديق سلطان فكل أصدقائه يحبونه ويتمنون خدمته...
أخذ الجاخور واصطحب معه الرجل الثاني الذي غرر بابنه سالم
بعد تجويع الكلاب...
ألقى إليها بالرجل وبدأت الكلاب بنهشه والفتك به...
بعدما نهشت الكلاب هذا الرجل وقامت بالانتقام منه وكأنها تعلم مقدار الدمار الذي ألحقه بالمجتمع...
قال لسلطان قبل موته إن هناك سيدة جميلة هي التي توقع بالشباب وتقودهم للمخدرات ليدمنوها...
اختطفها سلطان من أمام عملها وأخذها لشاليه كان قد استأجره...
هناك بدأ سلطان بالانتقام منها...
أولاً قصّ شعرها...
بعدها بدأ بنزع أظافرها وهي تصرخ وتتوسل
ولكن سلطان أراد أن يزيل كل الجمال الذي تغري به الشباب...
بعدها قص لسانها لكي لا تضحك أو تغرر بأي أحد من الشباب...
لم يكتفِ سلطان بذلك، بل أحضر بنزيناً وسكبه على وجهها و أشعل النار به ثم أطفأها وأخذها لناصية الطريق وألقى بها هناك لتكون عبرة لكل من يحاول أن يمشي بطريقها...
أحسّ سلطان بالراحة بعد الانتقام وبدأت أعصابه تهدأ...
عندها أحس بزوجته تصرخ وتناديه لتخبره بأن هناك خطأً...
وأنها كلّمت سالم ابنها وهو مع أصدقائه...
وأن سالم الذي بالمستشفى ليس ابنهما وراحت تسأله بماذا سرحت أو هل كنت تحلم وبماذا حلمت وتصرّ على معرفة بماذا حلم سلطان...
قال سلطان أهناك خطأ؟!...
لم يدخل في نقاش مع المستشفى أو مع من اتصل به...
تمتم قائلاً الحلم سيد الأخلاق