تحقيق «الراي» جالت في قسم التشريح بالكلية

طلبة «الطب»... في أول مرة «مشرحة»: إغماء وصراخ... للطالبات أكثر من الطلاب

تصغير
تكبير
|كتب محمد نزال|

هل جربت التعامل مع الاجزاء والأعضاء البشرية؟ هل سبق أن رأيت جثة تنتظرك للبدء في عمليات التشريح فيها؟ هل طُلب منك أن تمسك يدا أو رجلا **أو «مخا» لتفحصه وتشرحه؟... كل ذلك وأكثر يقوم به طلاب وطالبات مركز العلوم الطبية بجامعة الكويت، بتخصصاته الطبية المختلفة، من طب بشري، وطب أسنان، وتخصصات طبية مساعدة، حيث تكون الدراسة النظرية في خط متوازٍ مع الدراسة العملية والتطبيقية بقسم التشريح.

ويعتبر مقرر التشريح من أهم المقررات الدراسية في مركز العلوم الطبية المساعدة، والذي من خلاله يستطيع الطبيب والطالب الدخول الى جسم الانسان، ومعرفة تفاصيل هذا الجسم، وما يحتوي على أوردة وأعصاب وعضلات، ليتمكن من معالجة المريض بشكل علمي وطبي سليم.

«الراي» التقت مدير مكتب الاستشارات والتدريب الأستاذ المشارك بقسم التشريح بكلية الطب الدكتور وليد محمد رنو، وعدد من الطلبة للحديث عن مقرر التشريح، وكيفية التعامل مع الجثث، والحصول عليها... وتفاصيل آخرى في السطور التالية.





علي شكرالله:

• طالبة أغمي عليها عند بداية دراستها لمقرر التشريح



هبة العجمي:

• مقرر التشريح من المقررات المهمة والضرورية



سارة العماني:

• صراخ الطالبات كان كبيراً عندما قام الأستاذ بتحريك يد جثة



عبدالعزيز الحيان:

• كنت لا أحبذ الدخول للمشرحة ولكنني اعتدت على ذلك



• وليد رنو لـ «الراي»: التشريح هو عماد وأساس الطب والتخصصات الطبية المساعدة

• مقرر التشريح يجعل الطبيب يدخل في جسم الإنسان دون أشعة أو صور مقطعية

• طلبة طب الأسنان يدرسون التشريح وكذلك تخصص العلاج الطبيعي

• نحصل على الجثث من ألمانيا بمعدل 12 إلى 15 جثة في كل عام

• الجثث تأتي من معاهد خاصة لا تقبل إلا  التي وافق أصحابها وأهلها على التبرع بها لخدمة العلم والعلماء

• نحتاج إلى تسهيلات أكثر لاستيراد الجثث بشكل أسرع وتخليصها من الجمارك

• يتم فحص الجثث قبل تطبيق الدراسة عليها للتأكد من سلامتها من الأمراض والفيروسات

• نحفظ الجثث والأعضاء بطرق علمية سليمة

• طالب الماجستير لابد أن يشرّح الجثة كاملة كي يحصل على الشهادة

• لدينا سبعة أعضاء هيئة تدريس بالقسم منهم كويتيتان

• في القسم طالب كويتي مبتعث لاستكمال شهادة الدكتوراه في تخصص التشريح





بداية، قال مدير مكتب الاستشارات والتدريب الأستاذ المشارك بقسم التشريح بكلية الطب الدكتور وليد محمد رنو، ان «قسم التشريح يعد من الأقسام العلمية الأساسية، الذي يعتمد على التعليم النظري والعملي بنفس الوقت، ولابد من الدمج بينهما بحيث يتعلم الطالب المعلومة ثم يراها بعينه للتأكد منها ولمسها بنفسه».

وأضاف الدكتور رنو، أن « أهم كتب التشريح تقول بأن التشريح هو عماد وأساس الطب، ولا يمكن لطبيب ما أن يتخرج دون أن يعي ويستوعب تشريح جسم الانسان بكافة اجزائه وتفاصيله، فعندما يمسك الطبيب مريضا في يده مثلا، يجب أن يعرف هذا الطبيب ماذا يوجد داخل هذا الجزء من أوردة وشرايين وعضلات، وكيف تعمل، وتسير وكيف هي منظمة، كي يكون قادرا على اصلاحها ومعالجتها في حال وجود حالة قطع أو اصابة»، مشيرا الى أن «مادة التشريح تمكن الدكتور من ممارسة الطب، والدخول في جسم المريض من غير أشعة أو تصوير أو صور مقطعية».

ولفت الدكتور رنو، الى أن «التشريح مادة دراسية تدخل في تخصصات الطب المساعدة، وجميع التخصصات المتعلقة بالطب، وحتى طلبة طب الأسنان يدرسون التشريح أيضا لمعالجة الأسنان، ومعرفة الأعصاب الموجودة باللثة وأماكنها، وكيفية التعامل معها، وكيف تسير، ومن أين تبدأ وتنهي، لمعرفة عملية معالجة الأسنان، وأماكن وضع ابر التخدير وغيرها»، مضيفا بأن «تخصص العلاج الطبيعي يتعامل مع جسم الانسان أيضا، ولذا يجب أن يعي أصحاب هذا التخصص جسم الانسان، لأن العلاج الطبيعي مبني على التشريح في معرفة العضلات والأعصاب وكيفية علاجها، وحتى الفنيين والعاملين في الأشعة يتطلبون معرفة التشريح، بمعنى أن أي تخصص طبي يتعامل مع جسم الانسان، لابد وأن يدرس التشريح فيه، وعلم التشريح علم أساسي للطب، وما يتعلق بالطب ككل».

وحول آلية الحصول على الجثث، أوضح الدكتور رنو، ان «الجثث متوافرة في عدة دول، كالهند، وألمانيا، والولايات المتحدة الأميركية، والتكلفة المادية لها تتراوح من دولة لآخرى، والمصادر موجودة لكن الآلية تحتاج لتفعيل أفضل وتسهيل أكثر، بحيث نقوم باستيراد الجثث بشكل أسرع وتخليصها من الجمارك بصورة أسرع أيضا، بحيث تكون لجامعة الكويت ميزة الافراج المباشر عن الجثث ثم بعد ذلك يتم استكمال الاجراءات المطلوبة مع الجمارك، أفضل من أن تبقى الجثة لديهم أسبوع أو أسبوعين، فهذا يتسبب بالتأخير لدينا بعض الشيء، وحقيقة أشيد بدور رجال الجمارك، ولكن مطلبنا هنا هو تسهيل الاجراءات وتسريعها».

وتابع الدكتور رنو، «نحصل على الجثث في جامعة الكويت من ألمانيا، حيث نتعامل مع شركات هناك ولديهم معهد خاص للتشريح وتجهيز الجثث، ونستطيع أن نستورد منهم جثثا كاملة أو أعضاء مشرحة ومحفوظة بطرق علمية سليمة»، لافتا الى أن «في كل عام نوفر من 12 الى 15 جثة، وتشرح من قبل طلبة الطب، والدراسات العليا، وطالب الماجستير لدينا لابد أن يشرح الجثة كاملة، كي يحصل على شهادة الماجستير»، موضحا انه «يتم تشريح الجثة، بمعنى أن يدرس الطالب تفاصيلها الدقيقة، وتكون أمامه جثة كاملة لا قطع فيها، ويبدأ بالتشريح بطرق علمية، وخطوات مدروسة ومعلومة».

وأشار الدكتور رنو، الى أن «هذه جثث تأتي من أماكن ومعاهد خاصة لا تقبل الا بالجثث التي وافق أصحابها وأهلها على التبرع بها لخدمة العلم والعلماء، وعلى سبيل المثال هناك عقد ضمن رخصة السوق الخاصة بالمرور في أميركا يقضي بالتبرع بالأعضاء في حال وفاة السائق بحادث مروري، حتى أن الذي يرغب أن يتبرع بجثته بأميركا فانه يدفع تكاليف التحنيط عند توقيع عقد التبرع»، منوها الى أن «القوانين والاجراءات المتعلقة بهذا الشأن صارمة جدا، وتسير ضمن آليات عمل منظمة ودقيقة».

وبين الدكتور رنو، أن «عملية حفظ الجثث والأعضاء تكون بطريقة علمية سليمة بعدة وسائل، للحفاظ على سلامة الجثة، وبدرجات حرارة معينة، وكل الجثث تفحص بالكامل قبل البدء في تطبيق الدراسة فيها، للتأكد من سلامتها وخلوها من الأمراض المعدية والفيروسات».

وعن قسم التشريح، أفاد الدكتور رنو، أن «عدد الأساتذة بالقسم سبعة، منهم كويتيتان، وهناك طالب كويتي مبتعث لاستكمال شهادة الدكتوراه، ولدينا بالقسم برنامج ماجستير، وحريصون على افساح المجال للكويتيين أهل البلد للقيام بمهام القسم الرئيسية، ولكن أعتقد بأننا نحتاج لوقت ليتحقق ذلك، كون الاقبال على تخصص التشريح ليس كبيرا».

وعن الكثافة الطلابية، قال الدكتور رنو، «دائما نسعى للأفضل، وفي الوقت الحاضر الامكانات تغطي حاجتنا، بينما في المستقبل مع زيادة الطلبة المقبولين في مركز العلوم الطبية، أعتقد أننا بحاجة لميزانية أكثر وتوسعة أكبر».

وعن تقبل الطلبة المستجدين لدراسة مقرر التشريح، لفت الدكتور رنو الى أنه «تحصل بعض حالات الاغماء من قبل الطلبة عند دخولهم المشرحة للمرة الأولى لدراسة مقرر التشريح، ولكن بعد أن يعتادوا على المقرر والمشرحة، فان الوضع يكون طبيعيا بالنسبة لهم، وحالات الاغماء تلك قليلة الحدوث، وتحصل للطالبات أكثر من الطلاب، ونتعامل معها بطريقة سلسة ومرنة، الى أن يعتاد الطالب على التعامل مع الجثث ودراستها».

وأضاف الدكتور رنو، ان «كلية الطب من أفضل كليات الطب في العالم العربي، فقد حصلت على جائزة حمدان بن مكتوم، وهذا شيء يسعدنا ويشرفنا، ويدل على وضع كلية الطب في الوطن العربي والخليج، والمثابرة لدى أعضاء هيئة التدريس في رفع شأن العلم، والكلية أثمرت عن هذا الانجاز الكبير والمهم، وجعلنا نتميز بذلك عن بقية الدول».

وزاد الدكتور رنو، «نقيم دورات في مشرحة الطب، ونحتاج لتسهيل اجراءات دخول الجثة من الجمارك، وهذه الدورات ننظمها لدكاترة في المستشفيات تكلف قيمتها للشخص الواحد في الخارج ما يقارب خمسة آلاف دينار، ونحن ننظمها لعشرين طبيبا بتكلفة بسيطة جدا، ونناشد وندعو لتسريع الاجراءات وتطبيق الافراج المباشر لجامعة الكويت على الجثث، ثم بعد ذلك نكمل الاجراءات المطلوبة أفضل من أن تبقى الجثة لدى الجمارك لفترة أسبوع أو اثنين».

الى ذلك، قال الطالب علي شكر الله، ان «مادة التشريح من المواد الأساسية، لأن الدراسة في مركز العلوم الطبية المساعدة تعتمد على مقرر التشريح، وهي أساس بداية المسيرة الدراسية»، لافتا الى أن «تعامل الطلبة مع هذا المقرر يختلف من طالب لآخر، فهناك طلبة لا يخشون لمس الجثة ورؤيتها والدراسة عليها، وهناك آخرون يتعرضون لحالات اغماء، وعندما سجلت في مقرر التشريح سقطت طالبة مغشية عليها في أول محاضرة لهذا المقرر، وذلك حينما بدأ الدكتور في الشرح على الجثة».

وقالت الطالبة هبة العجمي «انطباعي عن مادة التشريح أنها مادة ممتعة جدا، ولكن تحتاج للمذاكرة المستمرة، وفي بداية دخولنا لمركز العلوم الطبية كان وجودنا بالمشرحة مخيفا، ولكن مع مرور الوقت اعتدنا على الدخول الى المشرحة».

وأضافت الطالبة سارة العماني، ان «مادة التشريح مهمة، وتحتاج لاستيعاب مع التطبيق العملي لتثبيت المعلومة، وبشكل عام هي مادة ممتعة ومفيدة في الحياة العلمية لتكملة مسيرتنا الدراسية، ومن المواقف التي حصلت لنا أن أحد المشرفين في المشرحة قام بتحريك يد جثة ما تسبب بصراخ الطالبات لدينا نتيجة خوفهن وعدم تقبلهن لهذا المنظر».

وقال الطالب عبدالعزيز الحيان، ان «مقرر التشريح من المواد المهمة والتأسيسية لطالب كلية الطب عموما وكلية العلوم الطبية المساعدة، فمن خلاله تتم دراسة تشريح جسم الانسان والأعضاء وأشكالها وترتيبها وأسمائها، ومنها يتم تأسيس الطالب لكي تكون لديه خلفية عن جسم الانسان، وشخصيا كنت متحمسا جدا لهذا المقرر، ولكنني في البداية كنت لا أحبذ الدخول للمشرحة، ومع مرور الوقت اعتدت على ذلك».









الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي