شعرت بالسعادة وأنا استمع لأبي عبدالعزيز (أحمد السعدون) وهو يتكلم بتفاؤل عن الكويت ويمتدح الشيخ ناصر المحمد وخطواته الإصلاحية، مع بيان تدخل من أسماها بقوى الفساد لكي تعرقل خطواته وتسعى لبيع البلد من جديد، وأن الشعب كله سيتصدى لها بإذن الله، كما امتدح وزير الداخلية لصرامته في منع تخريب الانتخابات والحرص على تطبيق القانون، وتفاءل بقانون الدوائر الخمس.
الحقيقة أننا فعلاً بحاجة إلى التفاؤل، وأن ننظر إلى نصف الكأس المملوءة، فليس من المعقول ان نتفنن في نقد الواقع إلى درجة الوصول إلى اليأس من الإصلاح، فالكويت فيها خير كثير وأمامها مستقبل باهر بإذن الله تعالى، بل إن جلد الذات الذي نمارسه كل يوم هو نوع من التفاؤل إذ كما قال الشاعر (ما لجرح بميت إيلام)، بينما نحن نتألم لما وصل اليه حالنا، وهذه هي المقدمة لأي تغيير جذري في المجتمع.
قوى الفساد التي اشار اليها ابو عبدالعزيز وبين جوانب افسادها في عقود الشركات وحقول النفط وتخريب الانتخابات بالرغم من انتعاشها فإن الخناق يضيق عليها يوماً بعد يوم، وتشعر بأن ساعة رحيلها قد ازفت، ليس في الحكومة القادمة ولكن تدريجياً، وعندما اسمع كم الهجوم عليها في الفضائيات والصحف والجرأة في كشف الاسماء اشعر بأنها تلفظ انفاسها، طبعاً هذه مبالغة في التفاؤل إذ انه ما من مجتمع حتى المجتمعات المتحضرة التي يسود فيها القانون الا وفيها فساد مالي واخلاقي، ولكن سيادة القانون تنتصر أخيراً، لذا لا بد لنا من تشجيع المصلحين في الحكومة وشد أزرهم لإكمال مسيرة الإصلاح، كما لا بد للمجلس القادم من تشريع قوانين لمحاسبة اعضاء المجلس لا تخضع للرغبات، وأن يبتدئ قادة المجلس وصفوته بكشف ذممهم المالية وذمم كل من يقرب لهم وألا يكون كلامنا عن تجار ووزراء سابقين خطفوا الكويت وسرقوها، بينما الشبهات تحوم حول بعض النواب وأقربائهم الذين مازالوا على قمة عملهم.
أعجبني كذلك كلام السيد جاسم السعدون ومقارنته بين الدول التي ساء فيها القانون والدول التي هدمت القانون او ما أسماه (حكم السلطان مقابل حكم السلطات) والتي سعت إلى التفرقة بين شعوبها، فنيلسون مانديلا الذي سجنوه 27 سنة، خرج من السجن ليقيم نظاماً مبنياً على القانون لا يفرق بين البيض والسود فتحولت جنوب افريقيا إلى واحدة من اكثر بلدان العالم تطوراً بينما جارتها زيمبابوي التي خضعت لحكم الفرد (موجابي) وسيادة السود قد تدمرت واصبحت من افقر بلاد العالم وأشدها فوضى، والبطالة وصلت فيها إلى 80 في المئة. أما كوريا الجنوبية فقد حكمت بالدستور واصبحت رقم 13 عالمياً في الاقتصاد، بينما كوريا الشمالية بحكم الحزب الواحد اصبحت من أفقر بلدان العالم، ثم قال: من يصدق بأن اميركا التي كان محرماً على الأسود لعب الجولف قبل خمسين عاماً يترشح فيها أسود للرئاسة ويكاد يفوز!!
ان محاربة العنصرية والقبلية والطائفية هي طوق النجاة لنا جميعاً وهي عنوان التقدم الحقيقي.
د. علي ... أحمر الخدين
تناقشوا طويلاً ليبحثوا عن عيب في الورد، فلما استيأسوا قالوا: أحمر الخدين!! تبين لي مدى نزاهة الدكتور علي العمير - مرشح الدائرة الثالثة، إذ إن حاسديه ومبغضيه بحثوا في ملفاته ليطعنوا فيه، وقد كانت السنتان اللتان قضاهما في المجلس وقبلهما 25 عاماً من العمل الحكومي كافية ليصبح مليونيراً كما حصل مع اصحاب الذمم الواسعة، هل تعرفون ماذا وجدوا عليه؟! قالوا بأنه سمح لنفسه بأن يأخذ معاشاً تقاعدياً بعد حل مجلس الأمة ليتميز عن بقية النواب، وهذه لا شك تزكية لهذا الرجل اذ انه تسلم حقه كبقية النواب في الراتب التقاعدي - الا من كان منهم مليونيراً ولم يحتج إلى فلوس الحكومة - كما تدل على بعده عن الشبهات واعتماده على راتبه فقط.
كذلك قالوا بأنه قد رضخ للحكومة وأصبح حكومياً عندما استمع له رئيس الوزراء وأوقف توزيع قسائم أم الهيمان الصناعية فإذا كان كذلك، فكيف سيكفر عن مواقفه الجريئة في استجواب اربعة او خمسة وزراء في الحكومة السابقة؟! وهل الدفاع عن حقوق المواطنين وصحتهم تجعل الإنسان حكوميا؟! إذا كان الأمر كذلك فأنعم بها من صفة.
د. وائل الحساوي
[email protected]