نسمات / إصلاح النظام التعليمي يتطلب ثورة!

تصغير
تكبير
قليلاً ما سمعنا عن وزراء ينتقدون وزاراتهم ويكشفون مواطن الخلل فيها، الوزير الدكتور نايف الحجرف قد كان صريحا في نقده للمسار التربوي في الكويت بقوله: «لا يوجد قصور لدى الطلاب والطالبات وانما القصور يكمن في نظامنا التعليمي الذي عجز عن محاكاة احتياجات ومستويات الطلبة»، ثم اردف قائلا: «إن الثقة بالتربية فقدت ليس من أهل الميدان فقط بل أيضا من الأهالي وأولياء الامور بسب فشل المشاريع التي اقرتها الوزارة»، مبينا بأن الجميع يتحدث عن ضعف المناهج التي تتطلب المزيد من التطوير لتحقيق التنافسين المحلي والعالمي ووعد الوزير باعادة هيكلة قطاع التعليم الخاص واستحداث وحدات جديدة تضمن فعاليته، وتحدث عن خطة لتوفير بيئة مدرسية جاذبة.

وبين الدكتور الحجرف في لقاءاته التربوية بأن 30 في المئة فقط من ميزانية وزارة التربية التي تبلغ مليارا و600 ألف مليون دينار يوجه الى خدمة الأهداف الاساسية للتعليم، كما كشف عن توجه لرفع نسبة القبول في كليات التربية لتكون 85 في المئة و90 في المئة.

كما أعلن الوزير عن توجه لدى الوزارة، لتغيير المناهج جذريا ولتطبيق نظام تصحيح الاختبارات الكترونيا في المرحلة الثانوية، كما تكلم عن رخصة للمعلم.

لا شك ان هذه الشفافية التي تكلم بها الوزير الدكتور نايف الحجرف امر طيب وهو مطلوب في جميع الامور، وما ذكره من تدن لمستوى التعليم لا يختلف عليه اثنان ولا يتناطح عليه معزان، ولكن لنتذكر بان هنالك عشرات التجارب التربوية التي مرت علينا وتعديلات المناهج المتكررة، كذلك تعديل النظام التعليمي من سنوي الى مقررات الى الحالي وغيرها من التجارب، ولنتذكر خطة الدكتور حسن الإبراهيم- وزير التربية وزير التعليم العالي عام 1986، والتي حاول بها نسف اسس التعليم القائمة واستبدالها بخطة خمسية متكاملة، ولنتذكر خطة الدكتور أحمد الربعي - رحمه الله- وشعار تعديل الهرم المقلوب، والتغييرات الجذرية في المناهج وغيرها... ثم ماذا؟! لقد شاهدنا بان الهرم يزداد انقلابا ومستوى التعليم يزداد انحطاطا.

إذا فالمناهج الدراسية وان كانت احد اسباب تدني مستوى التعليم لكنها ليست المشكلة الرئيسية، والمطلوب هو تجنب اسلوب الحفظ والتلقين الذي يقتل في الطالب الفهم والاستيعاب كذلك فان الرواتب والمكافآت ليست هي المشكلة، فقد تم رفع رواتب المدرسين الى مستويات لم يصلها معظم الموظفين في الحكومة.

المشكلة تتلخص في الادارة التربوية والمعلم، وقبلها في الاوضاع الاجتماعية التي تشجع على الاهمال والتفريط الذي يمارسه نسبة لا بأس بها من المعلمين وأولياء امور الطلبة الذين لا يشجعون الطلبة على التحصيل العلمي، والجد والاجتهاد ولا يعتبرون مهنة التعليم لها اهميتها وانها هي اساس نهضة الامم والحجر الاساس في بناء المجتمع، ولذلك تجد الكثير من المعلمين يتمنون ان تنشق الارض لتبتلع هؤلاء الطلبة وتريحهم منهم.هنالك جوانب دينية واخلاقية لابد من زرعها في نفوس وعقول المعلمين وربطها بضميرهم واخلاقهم، وكذلك هنالك ادوار مشابهة لتربية الطلبة على المراقبة الشخصية واعتبار ما يقومون به هو عبادة لله تعالى واجر عند الله تعالى، وهذا هو سر نجاح التعليم سابقا وبروز كثير من المثقفين والعلماء في بلادنا!!





د. وائل الحساوي

wael_al_hasawi@hotmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي