منى فهد العبدالرزاق الوهيب / رأي قلمي / رمضانك... مهاراتك!

تصغير
تكبير
إن كان هناك من هو في حاجة إلى استثمار مركز وفعّال لمهاراته، خصوصا مهارة تخطيط وإدارة الوقت في رمضان، فإن «منى الوهيب» هي هذا الشخص. قبل أن نشرع بموضوع مقالنا، علينا أن نوجه سؤالا لأنفسنا؟ هل نحن نعرف من نكون؟ وبصيغة أخرى من أنا؟ لا نقصد هنا التعريف الشخصي، الاسم والسن والوظيفة وما يتبعهم من تعريف لهوية الشخص، إنما ما قصدناه هنا التعريف الذاتي. هل بحثت يوما ما عن نفسك وتعرفت عليها؟!.

عندما نتحدث أو نكتب عن النفس فحديثها ذو شجون، والكتابة عنها ذو دقة وتفاصيل، قد يقول قائل من منا لا يعرف نفسه؟! نرد عليه ونقول الكثير منا لا يعرف نفسه، ولم يتعرف عليها، ابحث عنها وتعرف عليها، حتى تستطيع أن تستثمر مهاراتك في رمضانك، هل تعرف اهتماماتك؟! فاهتمامات الإنسان لا تعبر عن عقله وعلمه فحسب، وإنما تعبر عن خلاصة توجهه في الحياة وعن تفاعله مع المبادئ والقيم السامية وطريقة فهمه لها.

في إمكان الواحد منا أن يتعرف على شخصيته وعلى الطريق الأساسي الذي يمضي فيه من خلال الأمور التي تسيطر على تفكيره، وتوجّه سلوكه ومواقفه، وتنظم ردود أفعاله، فإذا وجد أن الفوز برضوان - الله تعالى وانتشار الفضيلة وغلبة الحق هي التي تستحوذ على جل اهتماماته، فهذا يعني أنه من الصنف النبيل الذي يرجو الخير لنفسه ولأمته، ما عليه إلا أن ينمي ويطور المهارات التي وهبه الله تعالى إياها بما ملّكه من قدرات وإمكانات، ومن ثم يستثمرها في حياته عامة، وفي شهر الخير والبركات خاصة.

أصبحت كلمة «مهارة» في الآونة الأخيرة شائعة الاستخدام، وكثيرة التداول في شتى المجالات، ومن خلال قراءاتي ومتابعاتي للواقع بشكل عام، وجدت أن حاجة الناس إلى الإبداع والتميز، هي ما تجعلهم يمهرون في تخصصاتهم، ويتميزون في مواكبة العصر حتى يرضوا طموحاتهم.

المهارة تعني القدرة على القيام بمهمة ما بدرجة معينة من السرعة، والإتقان، والدقة مع اقتصاد في الجهد المبذول، وقد تؤدّى بصورة بدنية أو عقلية، ويكون لدى الشخص مقدرة ومرتبة فائقة في أداء مميز لما تعلمه واكتسبه، وما أحوجنا برمضان لمهارات الدقة والإتقان والأداء المميز، والتي تسبقهم مهارة تخطيط وإدارة الوقت، لا يكفي أن تخطط ليومك وأسبوعك وشهرك وسنتك، فالأهم كيف تدير الوقت لإنجاز ما خططت له؟.

الوقت هو حياتك، لا يمكن أن تعوض ما فات منه، لا يمكنك أن تخزنه وتدخره لتستفيد منه مستقبلا، كذلك لا يمكنك شراءه فهو لا يباع ولا يشترى، تجديد النية لله تعالى من أهم عوامل استثمار الوقت، فأنت بحاجة لمهارة قراءة القرآن بتدبر في رمضان، كما أنك بحاجة لمهارة التفكر والتأمل، ومهارة الاتصال والتواصل مع الآخرين خصوصا الأقرباء منهم، ومهارة الكتابة، قد يقول قائل نحن بحاجة لهذه المهارات كل أيام السنة لماذا نخصها برمضان؟! رمضان شهر يعود كل سنة، ولكن الأشخاص الذين يتوفاهم الله برحمته قد لا يعودون، كما أن شهر رمضان الأجر فيه مضاعف، فأيُ عائد وأرباح ستعود عليك من استثمار وقتك في رمضان بما تملك من مهارات وإمكانات وقدرات؟، لذا علينا ألا نفرط بأوقاتنا التي هي حياتنا، يجب علينا أن نحافظ عليها ونستفيد منها، ونستغل البركات والرحمات والعطايا الربانية في رمضان بما ينفعنا في الدين والدنيا.



منى فهد العبدالرزاق الوهيب

twitter: @mona_alwohaib

m.alwohaib@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي