| بقلم الدكتور وليد التنيب |
الحيوانات أنواع مختلفة... منها الأليف، ومنها المفترس...
منها الغبي، ومنها الذكي المشهور بدهائه...
منها الخائن، ومنها المشهور بإخلاصه لصاحبه...
إذاً لنبدأ قصتنا ونحكم بعدها.
كان محمد يعيش في قرية صغيرة... قرية اشتهرت عن بقية القرى بكثرة التجار ونفوذهم داخل القرية وخارجها...
نعم، كان الحاكم لهذه القرية يمتلك الكثير من السلطات والقوة والمال، ولكن كلمة التجار وأهل البلد دائماً مسموعة.
فالتاريخ يثبت أنه مع تغيّر الحاكم فإن وضع التجار وأهل القرية لم يتغير... تفاهم بين الكل من أجل مصلحة القرية.
أصبحت بقية القرى تحسد هذه القرية على وضعها المتميز.
يحسدونها لما لأبناء هذه القرية من صوت مسموع عند الحاكم وعند التجار أيضاً.
أما القرى التي حولها، فكما يقال افتقد فيها صوت أهل القرية وكان صوت الحاكم هو الصوت الوحيد المسموع.
ازدهرت هذه القرية من جميع النواحي العلمية و الأدبية والمالية والرياضية وأصبحت درة يتمنى الكل العيش فيها لأن مستوى الأمان كان أكثر من رائع.
واستمرت حال هذه القرية وحال محمد وأهل محمد من أحسن إلى أحسن.
التعليم مجاني وعلى أعلى مستوى...
العلاج مجاني ويضرب به الأمثال...
الشوارع واسعة ولا توجد أي زحمة أبداً...
باختصار، كل شيء مدروس ومخطط له...
ونجح أهل هذه القرية في الفوز بكل المسابقات العلمية والأدبية والرياضية على مستوى القرى.
وأيضاً بسبب دعم الحكومة ودعم التجار وتكاتف أهل القرية، استطاع أبناء القرية دخول عالم الصناعة والاختراعات العلمية وأصبح لهذه القرية مكانة عالمية.
حاول العديد التدخل بأمور هذه القرية الداخلية ولكنهم فشلوا واتجهوا مثل بقية الحاقدين إلى السحر والدجل، ولكنهم أيضاً فشلوا.
أرأيت كيف أن أحداث هذه القرية مملة للكتابة والقراءة؟... لذلك قرر بعض أهل القرية أن يعارض كل شيء وأن يتظاهر احتجاجاً على أي شيء وألا يطيعوا أوامر الحاكم وأن يخالفوا آراء التجار وآراء أهل البلد...
قرروا فعل ذلك وأكثر، ليس من أجل شيء سوى أن يفعلوا شيئاً كي أكتبه لك عزيزي القارئ لكي لا تمل وتكره كتاباتي!
«عرفتوا الحين ليش هناك معارضة بالقرية؟!».
ولكن الذي أثار استغرابي ودعاني إلى عدم استكمال الكتابة، أن محمد وابنه هما من المعارضة... تصوّروا محمد معارضة... «الصراحة من كثرة الاستغراب ما راح أكمل كتابة القصة... ما أدري شقول محمد معارضة...
والله حاله عاد محمد معارضة»!
«صج الحيوانات أنواع، منها الذكي ومنها الغبي».