استباحها الرعي الجائر بعد التراخي في تطبيق القانون
الجديليات... حكاية التاريخ تدمّرها «الانتهاكات»
طبيعة خلابة على الساحل
الإبل ترتع في الجديليات
| كتب غانم السليماني |
من جهة الشمال شرقا تطل منطقة الجديليات الساحرة على ضفاف الخليج العربي في ابهى صورة كما لو انها تعيد التاريخ بصولاته وجولاته وحكايات الحب شعرا وتغزلا وطربا.
لكن هذه المنطقة المحاذية لمنطقة الجهراء لاتزال خارج حسابات الاهتمام الرسمي بعدما تركت خيراتها وأعشابها وجمالها عرضة للاقتحام في كل الاوقات حتى اضحت حياة الطبيعة فيها مهددة بكارثة بيئية بحسب خبرائها.
وباعتبارها لاتزال نابضة بالبهاء والخضرة التي لاتهتم بالشمس وقسوة الازمان اصبحت الجديليات قبلة اصحاب الحلال الذين وجدوا في هذه البقعة الممتدة على طول الساحل الشرقي مكانا شهيا وآمنا للرعي من دون ان يكون في الاعتبار ان هذه الاعشاب والاشجار الباسقة مهددة بالزوال في حال استمر وجود الماشية فيها تحصد اطلالتها البهية.
وتستمد الجديليات شهرتها من قصص العصر الجاهلي كما تتكاثر فيها شجرة الغردق ذات الثمر الأحمر الشهي وتتميز برونقها الساحر على سواحل الخليج العربي وجبال كاظمة الشهيرة.
وتقع الجديليات تحديدا بين الساحل الطيني ورمال الصحراء حيث تكون الأرض خصبة لشجرة الغردق المعمرة التي يعيش عليها الانسان والحيوان والطيور.
وتعتبر أرض الجديليات فريدة من نوعها حيث البحر القريب منها يعتبر حاضنا لبيض الأسماك والربيان، أما السواحل فهي ملجأ للطيور المهاجرة... فأرضها غنية بالنباتات المعمرة التي تتحمل أشد درجات الحرارة ولذلك فهي مكان مناسب للحيوانات مثل الثعالب والجرابيع وكذلك لتفريخ الطيور.
ومن المفارقات الغريبة ان يد العمران امتدت على مساحات كبيرة من الجديليات ولم يتبق الا جزء يسير استباحه الرعيان بعد التراخي في تطبيق القانون.
والغريب ايضا أن تنشأ محميات في الكويت وتترك هذه المنطقة التي تعادل بنباتاتها جميع المحميات الحاضرة والقادمة ما يستدعي الاسراع في وضعها تحت الحماية ومنع الصيد والرعي لتكون كما كانت منارة تاريخية خالدة في التاريخ.
واتساقا مع خط المخاوف يقول الباحث البيئي عضو فريق رصد وحماية الطيور في جمعية حماية البيئة راشد الحجي ان «منطقة الجديليات تتعرض لهجمة شرسة من قبل اصحاب الابل الذين قضوا على مساحة شاسعة من الغطاء النباتي الذي يعد ملاذاً ومصدراً غذائيا مهما للطيور وأعشاشها.
واضاف: «ويعد الغطاء النباتي في منطقة الجديليات التي تشتهر بنبات الغردق الذي يخضر في فترة الصيف خط الدفاع الأول لجميع الحيوانات في تلك المنطقة كما تكون ثماره غذاء للطيور والقوارض والسحالي... وتكون بيوت الحيوانات بين هذه الاشجار، كما ان المنطقة أصبحت مستباحة من رعاة الابل والأغنام ولم تتبق الا أغصان قليلة من هذه الشجرة».
ويزيد: «في السابق كان الرعاة يتحركون في شاليهات متنقلة خوفا من قرار البلدية في منع المخيمات أما الآن فهناك خيام وشاليهات متنقلة والكثير من الابل والأغنام ولا توجد رقابة عليها».
ويشير الحجي الى «وجود مصب مياه معالجة جعل المنطقة الساحلية تعمر بنبات القصب الذي ينمو على المياه قليلة الملوحة فتكونت منطقة خضراء جميلة جذبت أنواعا كثيرة من الطيور التي تعيش على المستنقعات وكانت المنطقة أفضل المناطق على مستوى الخليج لمراقبة الطيور، حيث تفرخ فيها صيفا الكثير من الطيور أهمها دجاجة الماء والمرادم والمطارق والطنيفة».
ويضيف: «قبل سنوات تم تعميق مجرى الماء مما حرم منطقة القصب من 90 في المئة من الماء الذي أصبح يذهب للبحر مباشرة بعد أن كان يتوزع على منطقة القصب مما ساهم في هجرة الكثير من الطيور والحيوانات لهذه المنطقة المهمة وأصبح المكان صغيراً بين المصب والمجرى للتفريخ وفقدت المنطقة أفضل الأماكن».
ويفيد الحجي ان «منطقة الجديليات من المناطق ذات الحساسية البيئية الكبيرة، حيث انها تتميز بتنوع احيائي عالٍ للغاية مما أهلها لتكون حاضنة للمئات من الكائنات الحية النباتية والحيوانية، كما سجلت المراجع العلمية العالمية رصدا لهجرة الطـــيور من خـــلال هـــذا المـــوقع المهم».
ويطالب الحجي بتحويل المنطقة الى محمية طبيعية نظرا لخصوصيتها البيئية الكبيرة، الا أنها قد تعرضت أكثر من مرة لضغوط بيئية شديدة أثارتها الجمعية لأكثر من مرة، ومن ذلك الرعي الجائر المستمر في المنطقة على الرغم من خطره في هذه المنطقة، فضلا عن اندلاع الحرائق كنتيجة حتمية لإهمال هذا الموقع، ناهيك عن الصيد الجائر المستمر للطيور المهاجرة والمستوطنة البرية منها والبحرية وبأعداد ضخمة وكبيرة».
ويشدد الحجي على ضرورة تداعي جميع وزارات الدولة المعنية بادارة المنطقة وعلى رأسها كل من الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بالاضافة الى كل من بلدية الكويت ووزارة الأشغال العامة لارتباطها بمخرج المياه المعالجة المنصرفة الى البحر في المنطقة وذلك لمناقشة آلية حماية تلك المنطقة من خلال فرق رقابية مشتركة ودائمة إضافة الى الاسراع في تسوير المنطقة واعادة تأهيل المناطق المتضررة منها.
من جهة الشمال شرقا تطل منطقة الجديليات الساحرة على ضفاف الخليج العربي في ابهى صورة كما لو انها تعيد التاريخ بصولاته وجولاته وحكايات الحب شعرا وتغزلا وطربا.
لكن هذه المنطقة المحاذية لمنطقة الجهراء لاتزال خارج حسابات الاهتمام الرسمي بعدما تركت خيراتها وأعشابها وجمالها عرضة للاقتحام في كل الاوقات حتى اضحت حياة الطبيعة فيها مهددة بكارثة بيئية بحسب خبرائها.
وباعتبارها لاتزال نابضة بالبهاء والخضرة التي لاتهتم بالشمس وقسوة الازمان اصبحت الجديليات قبلة اصحاب الحلال الذين وجدوا في هذه البقعة الممتدة على طول الساحل الشرقي مكانا شهيا وآمنا للرعي من دون ان يكون في الاعتبار ان هذه الاعشاب والاشجار الباسقة مهددة بالزوال في حال استمر وجود الماشية فيها تحصد اطلالتها البهية.
وتستمد الجديليات شهرتها من قصص العصر الجاهلي كما تتكاثر فيها شجرة الغردق ذات الثمر الأحمر الشهي وتتميز برونقها الساحر على سواحل الخليج العربي وجبال كاظمة الشهيرة.
وتقع الجديليات تحديدا بين الساحل الطيني ورمال الصحراء حيث تكون الأرض خصبة لشجرة الغردق المعمرة التي يعيش عليها الانسان والحيوان والطيور.
وتعتبر أرض الجديليات فريدة من نوعها حيث البحر القريب منها يعتبر حاضنا لبيض الأسماك والربيان، أما السواحل فهي ملجأ للطيور المهاجرة... فأرضها غنية بالنباتات المعمرة التي تتحمل أشد درجات الحرارة ولذلك فهي مكان مناسب للحيوانات مثل الثعالب والجرابيع وكذلك لتفريخ الطيور.
ومن المفارقات الغريبة ان يد العمران امتدت على مساحات كبيرة من الجديليات ولم يتبق الا جزء يسير استباحه الرعيان بعد التراخي في تطبيق القانون.
والغريب ايضا أن تنشأ محميات في الكويت وتترك هذه المنطقة التي تعادل بنباتاتها جميع المحميات الحاضرة والقادمة ما يستدعي الاسراع في وضعها تحت الحماية ومنع الصيد والرعي لتكون كما كانت منارة تاريخية خالدة في التاريخ.
واتساقا مع خط المخاوف يقول الباحث البيئي عضو فريق رصد وحماية الطيور في جمعية حماية البيئة راشد الحجي ان «منطقة الجديليات تتعرض لهجمة شرسة من قبل اصحاب الابل الذين قضوا على مساحة شاسعة من الغطاء النباتي الذي يعد ملاذاً ومصدراً غذائيا مهما للطيور وأعشاشها.
واضاف: «ويعد الغطاء النباتي في منطقة الجديليات التي تشتهر بنبات الغردق الذي يخضر في فترة الصيف خط الدفاع الأول لجميع الحيوانات في تلك المنطقة كما تكون ثماره غذاء للطيور والقوارض والسحالي... وتكون بيوت الحيوانات بين هذه الاشجار، كما ان المنطقة أصبحت مستباحة من رعاة الابل والأغنام ولم تتبق الا أغصان قليلة من هذه الشجرة».
ويزيد: «في السابق كان الرعاة يتحركون في شاليهات متنقلة خوفا من قرار البلدية في منع المخيمات أما الآن فهناك خيام وشاليهات متنقلة والكثير من الابل والأغنام ولا توجد رقابة عليها».
ويشير الحجي الى «وجود مصب مياه معالجة جعل المنطقة الساحلية تعمر بنبات القصب الذي ينمو على المياه قليلة الملوحة فتكونت منطقة خضراء جميلة جذبت أنواعا كثيرة من الطيور التي تعيش على المستنقعات وكانت المنطقة أفضل المناطق على مستوى الخليج لمراقبة الطيور، حيث تفرخ فيها صيفا الكثير من الطيور أهمها دجاجة الماء والمرادم والمطارق والطنيفة».
ويضيف: «قبل سنوات تم تعميق مجرى الماء مما حرم منطقة القصب من 90 في المئة من الماء الذي أصبح يذهب للبحر مباشرة بعد أن كان يتوزع على منطقة القصب مما ساهم في هجرة الكثير من الطيور والحيوانات لهذه المنطقة المهمة وأصبح المكان صغيراً بين المصب والمجرى للتفريخ وفقدت المنطقة أفضل الأماكن».
ويفيد الحجي ان «منطقة الجديليات من المناطق ذات الحساسية البيئية الكبيرة، حيث انها تتميز بتنوع احيائي عالٍ للغاية مما أهلها لتكون حاضنة للمئات من الكائنات الحية النباتية والحيوانية، كما سجلت المراجع العلمية العالمية رصدا لهجرة الطـــيور من خـــلال هـــذا المـــوقع المهم».
ويطالب الحجي بتحويل المنطقة الى محمية طبيعية نظرا لخصوصيتها البيئية الكبيرة، الا أنها قد تعرضت أكثر من مرة لضغوط بيئية شديدة أثارتها الجمعية لأكثر من مرة، ومن ذلك الرعي الجائر المستمر في المنطقة على الرغم من خطره في هذه المنطقة، فضلا عن اندلاع الحرائق كنتيجة حتمية لإهمال هذا الموقع، ناهيك عن الصيد الجائر المستمر للطيور المهاجرة والمستوطنة البرية منها والبحرية وبأعداد ضخمة وكبيرة».
ويشدد الحجي على ضرورة تداعي جميع وزارات الدولة المعنية بادارة المنطقة وعلى رأسها كل من الهيئة العامة للبيئة والهيئة العامة لشؤون الزراعة والثروة السمكية بالاضافة الى كل من بلدية الكويت ووزارة الأشغال العامة لارتباطها بمخرج المياه المعالجة المنصرفة الى البحر في المنطقة وذلك لمناقشة آلية حماية تلك المنطقة من خلال فرق رقابية مشتركة ودائمة إضافة الى الاسراع في تسوير المنطقة واعادة تأهيل المناطق المتضررة منها.