الدنيا تزخر بالمشاهد والرؤى والأحداث والحوادث والمطالعات وتعظم بعضها في أعين الناس وتبهرهم وتدمي الأخرى قلوب بعضهم لوعة وحسرة وآسى، وكل هذه المشاهد الكبرى عجائب والدنيا تعج بعجائب مختلفة ومتنوعة ومتباينة، وكلما أفلت عجيبة ظهر أعجب منها وقيل: «عش رجباً ترى عجباً».
حتى عجائب الدنيا السبع التي تعجبت منها الأمم وجعلوها أعجب شيء في أنظارهم بدلت وغيرت وأصبحت من بنات أفكار السويسري «بيرنرد ويبر» الذي عمل في السابق كمخرج سينمائي ومدير متحف، ونأت منظمة اليونسكو بنفسها عن هذا الحدث الكوني المهم، وأصبح هناك قائمتان من عجائب الدنيا حيث تربع في السابع من الشهر السابع من عام 2007 القائمة الحديثة على عرش العجائب حيث شملت هرم (تش ايتزا) في المكسيك وتمثال (السيد المسيح) في البرازيل ومدينة (البتراء الوردية) في جنوب الاردن ومسرح (الكلوسيوم) في إيطاليا و(تاج محل) في الهند و(ماكشو بيكشو) في المكسيك الى جانب سور الصين العظيم واختفت عجيبة اهرامات الجيزة من القائمة الجديدة.
وتترى العجائب في هذه الدنيا وجميل ان يستمتع الانسان بالعجائب الكونية والابداع المميز والفن الراقي والتفكير المنظم، ولكن يبقى ان نرى عجائب تعج في اوساطنا اليوم فيدمى لها القلب وتنفذ ما في الاماقي من دموع اسى وحسرة على مشاهد تعج بالأمم والشعوب فهذه أتون الخريف العربي تضرب ومئات الثكلى وألوف المشردين وآلاف مؤلفة من الزوجات التي لا يملكن عقوداً شرعية تضرب في أتون هذه الدنيا، حقا انها عجيبة تضاف الى العجائب التي تذهل القلب قبل الفكر وتدمي العيون بعد القلوب عجيب في مسرحنا السياسي.
ديرة هادئة مطمئنة راغدة أبوا إلا أن يفتتوها ويقطعوا اوصالها بالفتن واضطراب الاستقرار.
عجيب ما شهدناه في منطقة الاندلس عجيب التصدي لرجال الإطفاء وعرقلتهم عن اداء واجبهم.
عجيب استخدام الطلقات النارية والتراشق بالفشق.
عجيب رمي الألعاب النارية على الناس.
عجيب ان يشتري في هذا الامر المشين أناس من الكويتيين والخليجيين وغيرهم.
ماذا يريدون؟ وما يهدفون إليه؟ ومن بعثهم؟ ومن يخطط لهم؟ ومن يحمسهم على أن يعتدوا على اجدادهم وآبائهم وأمهاتهم وأخواتهم؟
لم نعرف ذلك من قبل، امر عجيب يبعث على العجب والاستغراب، ولابد لابناء الوطن ان يعملوا على استقرار ديرتهم بالعمل والرأي المتحد والفكر الأصيل والنية الصادقة نحو مستقبل زاهر لهذه الامة، ويبقى تنفيذ حكم المحكمة العادل هو الملاذ نحو استقرار الامور ويعلم الكل من اجل وطنه الكويت الذي ترعرع فيه وتغذى من خيره ودرج في أحضانه.
تبارك الله الكريم الذي يجزل خيره على عباده انه لا يمكن لأحد أن يفر من حكومته.
ويبقى عزيزي القارئ أن نتأمل قول الأديب:
تفكر في ربوع الأرض وانظر
إلى آثار ما صنع المليك
عيون من لجين ناظرات
على أحداقها ذهب سبيك
على صفد الزبرجد شهادات
بأن الله ليس له شريك
سلطان حمود المتروك