«الراي» اطلعت ميدانياً على شبكات تقاوم التماسات الكهربائية وتقرع الأجراس مبكراً عند الحريق

«مضخات» المدارس على خط «النار» !

تصغير
تكبير
| كتب علي التركي |

بعد أن تحولت الحرائق إلى ظاهرة عامة أرهقت البلاد في أكثر من موقع خلال الأشهر الفائتة ولتلافي أي كوارث مستقبلية «لا قدر الله» قد تهدد دور العلم خلصت وزارة التربية ممثلة بقطاع المنشآت التربوية إلى طرح عدد من المناقصات الخاصة بتنفيذ أعمال فحص وإصلاح وتشغيل وصيانة شبكات الإنذار ومكافحة الحريق في جميع المناطق التعليمية.

وفي خطوة تسعى من خلالها الوزارة • التي شهدت حوادث مماثلة في بعض مدارسها خلال الفترة السابقة • قامت بتضمين المناقصات الجديدة أرقى المواصفات في اختيار الشبكات التي دخل عدد منها إلى المدارس والمرافق التعليمية التابعة إلى الوزارة بأنظمة متطورة تقاوم الالتماسات الكهربائية وتنذر ضباط الأمن المتواجدين في المرفق التعليمي للتصرف مبكراً حال حدوث الخطر وبما يمكنهم من الاستعداد الجيد لمواجهة الظروف الاستثنائية.

«الراي» جالت في أرجاء مدرسة النزهة المتوسطة بنات في منطقة العاصمة التعليمية واطلعت «ميدانيا» على استعداد كوادرها التعليمية والإدارية على مواجهة الظروف الحرجة وأهمها كيفية إخلاء المدرسة من الطالبات.

بداية كشفت مديرة المدرسة فاطمة المحيميد لـ «الراي» عن وجود 50 شبكة حريق في المدرسة تم توزيعها في أماكن مختلفة شملت الأدوار العليا والسفلى ومختبرات العلوم ومسرح المدرسة وتشتمل كل شبكة حريق على خرطوم مياه وأنبوبتي غاز جاهزة في مواجهة أي طارئ.

وبينت المحيميد أن «إدارة المدرسة قامت بإجراء 4 عمليات إخلاء وهمية للطالبات بدأت أولها أثناء انتشار مرض إنفلونزا الخنازير في المدارس، إذ تم خلالها إخلاء المدرسة بطريقة منظمة خلت من العشوائية والفوضى وتمت في وقت قصير لم يتجاوز الـ15 دقيقة عن طريق مسؤولات الأجنحة المدرسية».

ولفتت الى أن «العائق الوحيد أثناء تنفيذ العملية كان خوف الطالبات من جرس الإنذار الذي كان يقرع بشدة في المدرسة».

وأكدت المحيميد أن «إدارة المدرسة تنسق بشكل مستمر مع مراقبة الصيانة في منطقة العاصمة التعليمية لتعقب أي خلل قد يشوب عمل هذه الشبكات، إضافة إلى متابعة مستلزمات العيادة المدرسية من أدوية وضمادات وأجهزة لا سيما اسطوانات الأوكسجين التي توفرها وزارة الصحة بكميات محدودة خوفاً من استمرار تخزينها لفترات طويلة»، مبينة أن الوزارة «قامت بتوقيف الممرضة لمدة يومين إلى حين إصدار ترخيص مزاولة مهنة لها إلا أنها عادت وأمرت بإرجاعها إلى عملها من جديد خاصة وأنها معتمدة من وزارة الصحة».

من جانبها، استعرضت منال الخليفي «معلمة» أهم الخطوات اللازمة لتنفيذ عملية الإخلاء في المدرسة بدءاً بقرع الأجراس ثم تكرار التنبيه عبر الميكرفونات لتقوم عندها فرق التدخل السريع فوراً بتأمين خروج الطالبات بشكل منظم من خلال تخصيص معلمتين لكل جناح مدرسي مبينة وجود 6 مخارج للمدرسة وهي كافية وفق قولها من تنفيذ العملية بنجاح دون تزاحم أو تدافع.

وتحدثت رئيسة قسم العلوم في المدرسة تهاني الدويهيس عن «وجود 5 شبكات حريق في مختبرات العلوم مزودة بجميع المستلزمات».

وقالت أنها تدربت على طرق استخدامها بشكل آمن رغم ثقل حجم طفايات الحريق، مشيرة في الوقت نفسه إلى عدم تعرض المدرسة «ولله الحمد» لأي حادث من هذا النوع.

وبينت الدويهيس أن «حمض الهيدروكلوريك المركز هو من أكثر المواد الخطرة في المختبر الأمر الذي يدفعنا دائماً إلى تخفيف تركيزه وحفظه في غرفة التحضير بعيداً عن متناول الطالبات»، مؤكدة في الوقت نفسه التنسيق مع الإدارة العامة للإطفاء لفحص هذه الشبكات والتأكد من إجراءات الأمن والسلامة خاصة صافرات الإنذار التي نملك 5 منها تعمل جميعها أوتوماتيكيا بمجرد انتشار الدخان.

وفيما أوجزت ممرضة المدرسة سمية عبدالرحيم نواقص عيادتها في اسطوانات الأوكسجين وسماعات الطبيب وبعض الضمادات أكد ضابط الأمن في المدرسة محمد عبدالجواد أنه يحتفظ بمفاتيح جميع الشبكات في غرفته.

وقال أنه يجيد التصرف في حال حدوث الخطر ولكن أشار إلى أن خراطيم المياه كانت ضعيفة جداً عند تجريبها كأنها «حنفية» الأمر الذي وفق قوله لن تجدي في مقاومة الحريق.

إلى ذلك، وجهت مديرة منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر نشرة عامة إلى جميع مدارسها الابتدائية والمتوسطة والثانوية ورياض الأطفال قالت فيها «تترك الأزمات آثاراً سلبية على الطلاب الذين يتعرضون لها وهذه الآثار إما أن تكون قصيرة المدى تظهر بعد التعرض للأزمة أو تكون بعيدة المدى فتأخذ وقتاً للظهور وفي كلتا الحالتين يتطلب الأمر وضع خطط وبرامج وقائية وعلاجية مهنية لمواجهتها، معتبرة برنامج التدخل السريع أثناء الأزمات من أهم البرامج التي تهدف إلى وقاية الطلاب من الآثار السلبية للأزمات الاجتماعية والنفسية راجيه استمرار تشكيل فريق التدخل السريع أثناء الأزمات بالمدارس والرياض حسب النشرة المرفقة».

وبينت العمر في نشرتها أن فريق التدخل السريع هو فريق فني متخصص ومعد للتعامل مع الأزمات التي قد يواجهها الطلاب في المدارس ومن أهدافه التصرف السليم وقت الحدث حيث يقوم الفريق بوضع خطة عمل واضحة ومحددة لكيفية التصرف عند حدوث أزمة في المدرسة للتقليل من الارتباك والفوضى وإعادة النظام داخل المدرسة إضافة إلى امتصاص تأثير الحدث والتخفيف من حدته عن طريق عقد الجلسات الجماعية واتباع الخطوات الست لمساعدة الطلاب المتأثرين بالأزمة على التعبير عن مشاعرهم والتعرف على هذه المشاعر وأثرها في تكوين الأعراض لديهم وبالتالي تعليمهم المهارات السلوكية والمعرفية للسيطرة على الضغوط التي يعانون منها نتيجة الأزمة والتحكم فيها.

التدخل السريع

قالت المحيميد أن فريق التدخل السريع في مدرستها يتكون من مدير المدرسة وعضوين من الهيئة التعليمية وباحث اجتماعي وآخر نفسي وعضو من الهيئة الإدارية وممرضة للتعامل مع أي طارئ وتأمين الأمن والسلامة لـ 450 طالبة و92 معلمة و20 إدارية في المدرسة.

مهمات الفريق

• وضع خطة عمل واضحة ومحددة لكيفية التصرف السليم عند حدوث أزمة للتقليل من الارتباك والفوضى.

• القدرة على السيطرة على المواقف وإعادة النظام داخل المدرسة.

• التقليل من الاعتماد على المؤسسات خارج المدرسة.

• إيضاح الحقيقة حول الحدث لأعضاء المجتمع المدرسي وأولياء الأمور.

بعد السيطرة على الموقف

أوضحت مديرة منطقة العاصمة التعليمية يسرى العمر مهمة فريق التدخل السريع بعد السيطرة على الموقف وإعادة النظام داخل المدرسة من خلال قيام الباحث الاجتماعي بالتعاون مع الباحث النفسي بعقد لقاءات جماعية لمساعدة المتأثرين بالأزمة من الطلاب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي