الأسد: الغرب سيدفع ثمن دعمه لـ"القاعدة" في سوريا

تصغير
تكبير
أشار الرئيس السوري بشار الاسد الى ان الغرب سيدفع ثمن "تمويله" لتنظيم القاعدة في سوريا، في "قلب اوروبا وقلب الولايات المتحدة"، مشددا ان لا خيار لنظامه إلا "الانتصار" في المعارك القائمة في بلاده، وإلا "تنتهي سوريا".

ولم يغير الاسد قيد أنملة في الخطاب الذي ينتهجه منذ اندلاع الازمة قبل سنتين، محذرا مرة جديدة من امتداد "الحريق" الى الجوار وخصوصا الاردن، ورافضا التفاوض مع المعارضة السورية المعترف بها من جامعة الدول العربية والغرب.

كما جدد تأكيده بأن "المعركة الاساسية في سوريا اليوم هي معركة مع تنظيم القاعدة"، مستفيدا من اعلان جبهة النصرة التي تقاتل في سوريا الى جانب المعارضة المسلحة، اخيرا مبايعتها لزعيم القاعدة ايمن الظواهري.

وقال الرئيس السوري في مقابلة تلفزيونية مع قناة "الاخبارية" السورية استمرت ساعة كاملة: "كما مول الغرب القاعدة في افغانستان في بدايتها، ودفع الثمن غاليا لاحقا... الآن يدعمها في سوريا وفي ليبيا وفي اماكن اخرى، وسيدفع الثمن لاحقا في قلب اوروبا وفي قلب الولايات المتحدة".

وجدد الأسد موقفه لجهة المضي في القتال ورفض التفاوض حول التنحي، قائلا: "لا يوجد خيار لدينا سوى الانتصار. ان لم ننتصر، فسوريا ستنتهي، ولا اعتقد ان هذا الخيار مقبول بالنسبة الى اي مواطن في سوريا".

واضاف: "الحقيقة ان ما يحصل هو حرب بكل ما للكلمة من معنى".

وقال الرئيس السوري الذي كان يتحدث لمناسبة عيد الجلاء في سوريا (ذكرى جلاء آخر جندي فرنسي العام 1946)، ان "سوريا بمثل هذه الظروف التي تمر بها تتعرض لمحاولة استعمار جديدة بكل الوسائل ومختلف الطرق".

ورأى ان "هناك محاولة لاحتلال سوريا من الناحية الثقافية، اي الغزو الفكري في اتجاهين: اما من اجل ان تذهب سوريا باتجاه الخنوع والخضوع للقوى الكبرى والغرب او باتجاه الخضوع للقوى الظلامية والتكفيرية".

وانتقد تقديم الغرب مساعدات الى المعارضة، معتبرا ان "مصطلح المقاتلين المعتدلين هو مصطلح اميركي" يستخدم لتبرر الولايات المتحدة امام شعبها تقديمها الاسلحة.

واكد الرئيس السوري ان "هناك مجموعة من اللصوص، وهناك مجموعة من المرتزقة تاخذ الأموال من الخارج مقابل اعمال تخريبية معينة. وهناك التكفيريون او القاعدة او جبهة النصرة الذين يقعون كلهم تحت مظلة فكرية واحدة. اليوم نواجه بشكل اساسي تلك القوى التكفيرية".

واشار الى ان "القاعدة هي الحالة الطاغية في سوريا"، مؤكدا ان بلاده لا تقوم بعملية "تحرير للأراضي السورية"، بل بـ"القضاء على الارهابيين".

كما انتقد مقولة "التدخل الانساني" في سوريا حيث يوجد ملايين النازحين والمحتاجين الى ماء وغذاء، مشيرا الى ان "مثل هذا التدخل ادى الى ملايين القتلى خلال الحرب الكورية"، وقال "اعتقد ان التدخل الانساني هدفه الوحيد تدمير الانسان السوري".

وتابع: "يجب ان نعلم ان هذه المصطلحات تكرس بالنسبة الينا شيئا معاكسا، وان نقول لا للخنوع لا للتبعية لا للاستسلام لا للانهزام".

وجاء كلام الاسد ليؤكد تراجع كل مبادرات الحوار التي حكي عنها خلال الاشهر الماضية بين النظام ومعارضيه. ومما قاله في هذا الاطار، ردا على الدعوات العربية والغربية لتنحيه عن السلطة، ان "ما يقرره الشعب في هذا الموضوع هو الاساس بالنسبة الى بقاء الرئيس او ذهابه".

في الوقت نفسه، شكك بـ"وطنية" المعارضة، متسائلا "كيف يكون (الشخص) وطنيا اذا كان هناك من يدفع له؟"، ومعتبرا ان "كل معارضة تجلس في الخارج طوعا لا يمكن ان تكون وطنية".

وأوضح "بالمعنى السياسي في كل دول العالم، المعارضة هي معارضة منتخبة لها قاعدة شعبية. اين هي الانتخابات التي حددت حجم هذه المعارضة؟".

واشار الى وجود "احزاب ناشئة في سوريا لكنها احزاب وطنية لا تتلون ولا ترهن نفسها للخارج وقوى وطنية في الداخل" يمكن التفاوض معها.

وتابع "لا تتوقف القضية على من نصب نفسه بموقع المعارضة الوطنية التي تمثل الشعب، ونحن نعلم انهم لا يمثلون غير انفسهم".

على صعيد آخر، حذر الاسد من امتداد الحرب المستمرة في سوريا منذ اكثر من سنتين الى الاردن.

وقال: "رأينا ان الالاف من المسلحين والارهابيين مع سلاحهم وذخائرهم يأتون من الاردن"، مشيرا الى ان حكومته استوضحت السلطات الاردنية حول هذا الامر، وان الاردن نفاه.

واضاف: "من غير الممكن ان نصدق بان الآلاف يدخلون مع عتادهم الى سوريا في وقت كان الاردن قادرا على ايقاف او القاء القبض على شخص واحد يحمل سلاحا بسيطا للمقاومة في فلسطين".

وتمنى "من بعض المسؤولين الاردنيين الذين لا يعون خطورة الوضع في سوريا وما يعني بالنسبة الى الاردن ودول اخرى، ان يكونوا اكثر وعيا في هذا الشيء لان الحريق لن يتوقف عند حدودنا. والكل يعلم ان الاردن معرض كما هي سوريا معرضة".

وتابع "نتمنى ان يتعلموا (...) ما تعلمه المسؤولون العراقيون الذين يعون تماما اهمية الاستقرار في سوريا و(...) ان الحريق في سوريا لا بد ان ينتقل الى دول الجوار".


(ا ف ب)

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي