مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / هل لمبنى مجلس الأمة قدسية؟

تصغير
تكبير
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا والمسجد الحرام والمسجد الأقصى»، وشرعاً لا قدسية خاصة إلا لهذه الأماكن الثلاثة فقط، ثم المساجد الأخرى، لها قدسية ولكن أقل من ذلك، أما الأبنية الحكومية أو الأهلية والمساكن الخاصة فقد تكون لها حرمة وخصوصية ولكن لا قدسية لها، وبالتالي إن الادعاء بأن لمجلس الأمة قدسية أو خصوصية أمر باطل، وذلك ينطبق على مجلس الوزراء والمجلس البلدي، فهي أماكن عامة تُقضى بها حاجات الناس.

لقد نُظمت في قاعات مجلس الأمة احتفالات عديدة في مناسبات كثيرة قدمت فيها أنواعا من الفنون الشعبية الكويتية، وأقيمت في صالاته حفلات طعام بعد كسب قضايا قانونية، وأنُشدت قصائد المدح عند زيارة جورج بوش الأب، بل تم اقتحامه وكُسرت أبوابه، وجرى الرقص والغناء في صالة عبد الله السالم، وعُبث بمحتوياتها.

أنا لا أفتي بحرمة الموسيقى أو حلها، مما حدث من احتفالات أقيمت في قاعة الاحتفالات في المجلس مع اختتام المؤتمر البرلماني الأخير الذي أقيم هذا الشهر، وأترك ذلك لرجال الدين، ولكنني أؤكد وبشدة بأن المجلس مكان لا قدسية أو حرمة دينية له، ولا يختلف عن أي مكان آخر في شيء، لذا أرى أن الحديث والنقد للوصلة الفنية الشعبية التي حدثت ما كان لها أن تُلبس ثوب الدين والتقوى، خاصة لأناس شاركوا في سوابق مماثلة لها، وآخرين لم يُعرفوا بشدة التدين والورع أو الانتساب للجمعيات الدينية، إنما الأمر نقد للنقد، ومحاولة للتجريح، لا أكثر ولا أقل، وزج بالدين في غير مكانه.

إضاءة

يقع الكاتب في حرج شديد عندما يخطئ المدقق أو المصحح للمقالات ويبدل حرفاً مكان آخر، فتتحول الكلمة ويتغير معنى الجملة، وفي مقالي الأخير «ما بالحمض أحد»، وقع خطأ في الجملة التالية: (دليل على غياب دائم لهيبة الدولة)، والصحيح: (دليل على غياب تام لهيبة الدولة) أثناء حدوث السرقة، لذا وجب التنويه والاعتذار عن هذا الخطأ غير المقصود.



مبارك مزيد المعوشرجي
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي