تركي العازمي / وجع الحروف / التفاؤل بين التقاعد المبكر وإسقاط القروض...!

تصغير
تكبير
في الأمس القريب وافق مجلس الأمة على إسقاط القروض الذي رأينا فيه عدم توافر مبدأ العدالة والمساواة وبالتالي فهو مخالف لنص دستوري صريح ناهيك عن غياب المعالجة المطلوبة والتي يفترض أن تكون في اتجاه محاسبة البنوك المخالفة التي حملت المقترضين فوائد «فوق» فوائد!

واليوم تحدث النائب أحمد لاري عن صندوق للتقاعد المبكر وهو توجه ينم عن تفهم النائب لضرورة تجاهلها نواب المجالس السابقة!

بين الموافقة على إسقاط القروض وصندوق التقاعد المبكر نجد «النوعية» في ماهية اقتراحات النواب، فمقترح إسقاط القروض مخالف والتقاعد المبكر توجه ينتظر إقراره الجميع لما فيه من العدالة والمساواة!

كنا قد تحدثنا عن مشاكل يواجهها المواطنون والمقيمون في وزارتي الداخلية والصحة.. وعرضنا للمشاكل لا يمكن تصوره هجوما على الوزيرين الحمود والهيفي بل هو من صميم واجبنا فتقديم النصح واجب يجب أن يستوعبه معالي الوزراء الكرام!

نضع نصب أعيننا مقولة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه «رحم الله إمرأً أهدى إلي عيوبي»... فهي ماثلة أمامنا في كل حال وزمان ولا نخشى كائناً من كان في قول الحق ونحن بطبيعتنا «ضعفاء» تلازمنا العيوب ونحاول قدر المستطاع تجاوزها والبعد عن مسبباتها وتبقى مسألة تقدير العيوب وطريقة عرضها مسألة جدلية يختلف حولها الكثير من أحبتنا!

إنني استغرب من بعض الأصدقاء ممن تواصلوا معنا سائلين «ليش حاط على وزير الصحة الهيفي ووزير الداخلية الحمود وأنت تعلم أن الوزيرين (شادين حيلهم)»... استغراب من حقهم توجيهه وكان رجائي بأن يعيدوا قراءة المقال قبل توجيه العتب.. إننا ناصحون ليس إلا! وتوجيه النصيحة بعثناها للحكومة مجتمعة، فالشاهد أن إدارة شؤون الدولة بحاجة من وجهة نظري لنوعية خاصة من القياديين وهي غير متوافرة في الوقت الحالي، ولا أظنها ستتوافر لأن أساس الاختيار خاطئ، وفي المقابل نجد «تراخيا» حكوميا تجاه إنحدار الحوار الذي تبعثه الحناجر قولا أو كتابة بقصد توجيه النصح ظاهريا وباطنه «قلة أدب» وقد يكون لمنفعة خاصة تحت باب الضغط! في زمن «الرويبضة» كل ما لا تتوقعه حاصل... وكل ما نتمناه من رقي في الأخلاق وحسن التعامل غير متوافر... اصبحنا غرباء «ضعفاء» أمام أغلبية مفسدة.. تحاول أن تنصح ويأتيك العتب، ولو أننا من جماعة «هجوم بالوكالة» كان حالنا غير!

في زمن «الرويبضة» يتسابقون في بسط التشاؤم، والحديث عن «التفاؤل» مرفوض، فعجيب أمر «معارضة» البعض... كيف لنا أن لا نتفاءل والله عز شأنه عليم بذات الصدور و «لو خليت خربت»، فقس على مقترح راتب ربة المنزل والتقاعد المبكر ورفع القرض الاسكاني على حالة التفاؤل التي نتحدث عنها!

كنت وما زلت متفائلا حول معظم الأمور باستثناء «الإعلام الموحد» فهو بحد ذاته عامل محفز للتشاؤم بعد مسلسل الملاحقات السياسية. والله المستعان!



د. تركي العازمي

Twitter: @Terki_ALazmi

terki.alazmi@gmail.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي