أكد خلال افتتاح ورشة عمل متخصصة أن أي نشاطات بشرية فيه تجعل الأضرار أكثر وضوحاً

المطيري: مياه جون الكويت لا تتبدل إلا كل 5 سنوات

تصغير
تكبير
| كتب هاني شاكر |

أكد مدير معهد الكويت للابحاث العلمية الدكتور ناجي المطيري أن جون الكويت جسم مائي شبه مغلق وميناء طبيعي ضحل حيث يبلغ متوسط عمقه حوالي ثلاثة أمتار وإن المدة الطويلة التي تمكث فيها المياه في جون الكويت قبل أن تتبدل تتراوح ما بين 3 إلى 5 سنوات مما يمكن اعتباره جسما مائيا راكدا إلى حد ما.

وقال المطيري خلال افتتاح ورشة عمل «مصادر تشبع المياه بالمواد المغذية وتقنيات تخفيفها في الخلجان شبه المغلقة» في فندق ريجنسي أمس، إن أي عمل ناتج عن النشاط الصناعي أو الترويحي وغيرها من نشاطات بشرية في الجون تجعل الأضرار البيئية أكثر وضوحا، وأخذ بعين الاعتبار المغذيات التي تلقى في مياهنا عبر مصب شط العرب في شرق جزيرة بوبيان، وكذلك عندما تجتمع المغذيات الطبيعية وتلك الناتجة عن صنع الانسان لتساهم في النهاية في نشوء ظاهرة تشبع الجسم المائي.

ولفت إلى أن المياه الإقليمية الكويتية تتمتع بأهميتها الاقتصادية بالإضافة إلى أهميتها البيئية فضلاً عن كونها المصدر الرئيسي لمياه الشرب من خلال محطات التحلية وتوليد الطاقة، وبشكل عام تعتبر مياه الخليج منطقة حضانة خصبة للأسماك ذات الأهمية الاقتصادية والترويحية وكذلك تعتبر من أغنى المناطق بالتنوع البيولوجي البحري.

وبين في الوقت الذي يعتمد انتقال تلك الملوثات على نوعها إلا أن عادة ما يكون مصيرها واحداً حيث ترمى في اليابسة أو تنبعث في الجو من خلال المداخن أو تصرف إلى بيئتنا البحرية،وعلى الرغم من أن صرفها في البحر يستدعي إلى نوع من أنواع المعالجة إلا أن الضغط المستمر على البيئة البحرية على المدى البعيد له تبعاته الوخيمة.

ومن جانبها قالت الباحثة بمركز علوم البيئة والعلوم الحياتية بمعهد الكويت للابحاث العلمية دكتورة إقبال العنزي إن العمران السريع والأنشطة المقامة على المناطق الساحلية تؤثر بشكل عام على طبيعة جودة المياه ومن ثم صحة البيئة البحرية بسبب صرف المواد العضوية وغير العضوية في مياه البحر والتي تؤدي إلى زيادة المواد المغذية ومنها إلى زيادة تكاثر سريع للطحالب في البيئة البحرية وهذه المغذيات تدخل البيئة البحرية من خلال عده مصادر منها مصبات المجاري والمصانع وتحلل الكائنات بالماء ومن التربة القاعية للبيئة البحرية.

وذكرت أنه في 23/ 8/ 2009 فشلت الكويت في تشغيل محطة معالجه مياه الصرف الصحي في منطقة مشرف حيث تم ضخ مياه الصرف الصحي مباشرة إلى المياه الساحلية، ونتيجة لذلك تم سكب ما يقارب من 135 ألف متر مكعب من مياه المجاري المعالجة أولياً إلى البحر وبشكل يومي لمدة لا تقل 18 شهرا حتى تم إصلاح المحطة.

وتابعت إن مثل هذه الأحداث تلزمنا بوجوب عمل إجراء البحوث العلمية الجيدة التي تمكن العلماء من تقديم أفضل تقييم بيئي يتعلق بتأثر البيئة البحرية والساحلية من وجود الزيادة في المواد المغذية فلابد من تكثيف الدراسات أيضاً التي تختص بمعرفة مدى تشبع الرواسب القاعية للمغذيات لأنها تعمل كمستودع لتخزين الملوثات والمغذيات والتي تعمل فيما بعد على ضخ المغذيات الموجودة فيها إلى المياه السطحية بسبب حدوث أي تغيرات في ظروف جودة المياه السطحية «كدرجه الملوحة والحموضة والحرارة وغيرها» إلى جانب الظروف الهيدروديناميكية (كالتيارات، وحركه المد والجزر وغيرها).

وبينت أن الهدف المنشود تحقيقة من هذه الورشة تبادل المعلومات ووجهات النظر العلمية حول ما يخص المغذيات في البيئة البحرية، مشيرة إلي أن جدول الورشة يشمل جزأين الأول تقديم أمثلة إقليمية دولية لمصادر المغذيات وتقنيات تخفيفها في الخلجان الشبه مغلقه كجون الكويت، والجزء الثاني سيشمل وضع بعض الحلول التي تساعد على التنبؤ والحد من ارتفاع المواد المغذية باستخدام تقنية النمذجة البيئة والتي تقدم بعض المقترحات في كيفية تأهيل البيئة البحرية في جون الكويت.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي