رسالة إلى روح والدي عبدالوهاب خلف عبدالله الخلف السعيد

تصغير
تكبير

تلاشت جميع الصور، توقف الزمن، ذابت كل الألقاب، وتحجرت الدموع في العين وأنا أقف أمام ضريح والدي، بكيت فيه الأب الحاني، وكانت تلك اللحظة وكأنها لحظة الوداع الأولى فعلى الرغم من مرور عام على الرحيل الا ان اللحظة مازالت حية داخلي، ذلك انه هو من استوعبني حين ضاقت بي الأرض بما رحبت، وكان صدره الجدار الصلب الذي طالما استندت اليه، واستند اليه الكثيرون.

بكيته، وعلى مثله تبكي البواكي، الا ان دموعي كانت ممزوجة بكثير من الفخر والاعتزاز لما انجز وحقق خلال حياته الحافلة بالعطاء في مختلف الميادين وعلى المستوى الوطني، ناهيك عن الجانب الانساني الذي لم يغفله بتاتا.

لقد كنت جداً ملازمة لوالدي، الذي فقدته في مرحلة حرجة الا وهي بداية حياتي، وازداد الفقدان لحظة زواجي فكم تمنيت ان يراني وأن يكون معي في هذا اليوم، خواطر كثيرة دارت في خلدي لكني رأيت روحه تبتسم لي وتبارك زواجي، إنه معي في كل لحظة حتى بعد فراقه... حقاً انه الحاضر الغائب.

فكم كان طيباً، جميلاً، حنوناً، فكم من مرة ابكته دمعة طفل يتيم او شكوى ارملة متعسرة الحال، فكان يمنحهم مقابل دعاء لا يكون بينه وبين الله سبحانه حاجب، ونظرة رضا وسرور، فقد كان للفقراء واليتامى مكان في عالمه المتسع للجميع، يمنح العطاء تلو العطاء، مردداً «في العطاء بركة، فالله يضاعف لمن يشاء بغير حساب» وكان للعبادة نبراساً يدعونا للعبادة والصلاة في كل وقت وحين. اللهم افرغ علينا صبراً وانزل علينا سكينتك، ربنا اجعله تلك النفس المطمئنة التي خاطبتها سبحانك قائلاً: «يأيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي».

سارة الخلف


 


 


 

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي