د. تركي العازمي / وجع الحروف / «المكاشفة» بعد اجتماع الغالبية!

تصغير
تكبير
| د. تركي العازمي |

أعتقد بأن الجميع من دون استثناء يعي الحاجة الماسة لــــــ «المكاشفة» لأهميتها في تحسين العلاقات الأسرية، المهنية، الزمالة، العمل التجاري، وكذلك الحال بالنسبة للمارسة السياسية!

لنأخذ الجانب السياسي، فلقد كان للمكاشفة بعد اجتماع الغالبية الأخير الأثر الكبير ولو أن البعض صرح خلاف ذلك... فالمكاشفة تعني الشفافية وإن كنت مخطئا فستنفعك صراحتك لا محالة!

وغياب المكشافة بين أطراف اللعبة السياسية أوجد ارضا خصبة للكرات «المرتدة» سياسيا... فالبعض تجده معك اليوم وفي الغد يقف في صف المعارضين لك لأنهم بصريح الوصف قوم تبع... فالبعض يتبع مصلحته ويغير مواقفه كما يغير ملابسه ولو تطلب الأمر أن يشهد ضد قول الحق!!

وفي جلسة قضية دخول مجلس الأمة قرأنا ما ذكره الشهود والشهادة يساءل عنها المرء يوم الحساب وللتأكيد من خطورة العمل بها، نذكر الجميع بالحديث الشريف حيث قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلى اللهُ عليهِ وسلمَ: ((أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بِأَكْبَرِ الْكَبَائِرِ - ثَلَاثًا -؟ قُلْنَا: بَلَى يا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ، وَكَانَ مُتَّكِئًا فَجَلَسَ، فقالَ: أَلاَ وَقَوْلُ الزُّورِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ)) فَمَا زَالَ يُكَرِّرُهَا حتَّى قُلْنَا: لَيْتَهُ سَكَتَ!!!

فما دامت من الكبائر... فكيف يقدم عليها البعض؟؟

على أي حال، ستمضي الأيام والأيام دول ولكل زمان دولة ورجال... فأي زمن نعيشه وأي رجال نحتكم لرأيهم!

المشكلة أن البعض يعاين الدموع وهي تسقط من عينيه بعد وداعه لعزيز عليه كان معه وتركه في حفرة القبر لوحده... ولا يعلم بأننا جميعا سنلاقي المصير نفسه والحياة لا تستحق أن نكذب، نشهد شهادة زور تزرع الأحقاد ولا تستحق منا حتى ولو كانت نعمة النسيان ملازمة لطبيعتنا كبشر.... مسكين كل من أغرته الحياة: كم من العمر سيعيش؟

ولو عدنا لموضوع «المكاشفة» وحاولنا بسطها كمنهجية في تعاملاتنا، فإنني على ثقة تامة بأن كل مشاكلنا ستحل... ولو أن قول «ما كل ما يعرف يقال» صحيح لحساسية بعض الأمور، لكن على مستوى الممارسة السياسية يجب أن نفعل «المكاشفة» في معظم القضايا وألا يبقى البعض ملتصقة به صفة «الامعة» مرددا ما يطلب به ولو خالف قناعته!

لماذا لا تكون لدينا «معارضة وموالاة» بأجندة واضحة وصريحة حيال مجمل القضايا المرتبطة بإدارة شؤون البلد؟ لماذا لا نستطيع تطبيق «المكاشفة» بين الخصوم كي يحكم المتابع عقله؟ لماذا لا نكشف عن أقنعة من يقفوا خلف قضايا الفساد الاداري والسياسي؟

إن صفة اتخاذ القرار والشجاعة في عرض الحقائق هما مفتاح سياسة «المكاشفة» التي ندعو إليها.... وأظن أن الحقبة الزمنية الحالية كشفت لنا معادن البعض ولو تشجع البعض في دفع نفسه إلى العمل بسياسة «المكاشفة» لشعرنا بالإغماء من هول ما سنسمعه... والله المستعان!



terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي