المجمع التكنولوجي في الشويخ من أجمل المجمعات وأكثرها حداثة وتطوراً وتقع فيه كليات ومعاهد عدة تابعة للهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب ويدرس بها آلاف الطلاب والطالبات.
المشكلة الوحيدة التي تواجهنا منذ زمن طويل وتؤرق مضاجعنا هي جرأة بعض الفتيان والفتيات على كسر الحاجز الأخلاقي الذي تتمتع به الكويت، فلا يكاد يمر يوم لا نجد فيه عشرات المواعدات والأوضاع المخلة في المواقف والسراديب والشوارع، وبالطبع فإن غالبية هؤلاء ليسوا من أبناء وبنات الهيئة ولكنهم يأتون من كل مكان ليمارسوا تلك الأخلاقيات الرذيلة.
اضطررنا أخيراً إلى تشكيل لجنة أمنية تضم ممثلين عن جميع الكليات والمعاهد لبحث ومعالجة هذا الملف الشائك وطلبنا من وزارة الداخلية مساعدتنا لحل تلك المشكلة.
أود أن أجيب على اندفاع بعض النواب إلى اقتراح إلغاء قانون منع الاختلاط في الجامعة والتطبيقي بحجة تأخر تخرج دفعات من الطلبة بسبب عدم فتح مجموعات كافية للجنسين وبحجة أن الاختلاط هو أمر واقع في المجتمع.
أما بالنسبة لأعداد المجموعات في الجامعة والتطبيقي فلم نعاني يوماً من تعطيلها لفتح مجموعات مطلوبة، وحتى لو حصل ذلك فيجب النظر إلى التعليم من وجهة نظر تربوية تعليمية وليس فقط من وجهة نظر مادية لاسيما في دولة مثل الكويت.
أما بالنسبة للحجة التي يثيرها دعاة الاختلاط دائماً وهي أن الاختلاط موجود في حياتنا فلماذا تحظرونه على مؤسساتنا التعليمية؟ والرد على هذه الشبهة كذلك بسيط إذ اننا نتحدث عن مرحلة عمرية دقيقة وحساسة لا ينبغي أن نقارنها بما بعد مرحلة الجامعة حيث يتوافر النضج الكافي للشباب فيها.
كذلك فإن الاختلاط في الأسواق وغيرها وإن كان فيه ما فيه من المحاذير إلا أنه يستحيل منعه بالكامل وما لا يُستطاع كله لا يترك جله كما يقول المثل.
دعوني ألخص بعض التوصيات التي توصلت لها دراسة حديثة لجامعة هارفارد الشهيرة حول فوائد المدارس النسائية غير المختلطة:
1- تحقق أهدافاً تربوية أعلى.
2- تحقق الطالبات فيها درجة أعلى من القيم الذاتية.
3- درجة أفضل في العلوم والقراءة.
4- التخلص من النظرة النمطية التقليدية تجاه العلاقة بين الجنسين.
5- درجة أقل من التغيب الدراسي ومشاكل عدم الانضباط السلوكي.
6- مراجعة منزلية أفضل ودرجة أقل من ضياع الوقت في مشاهدة التلفاز.
وهنالك بحوث كثيرة وكتب تؤكد أهمية الفصل في التعليم لا مجال لاستعراضها هنا.
أخيراً فإني أسأل دعاة إلغاء قانون الفصل: لماذا تتركون قضايا الكويت الشائكة وتركزون على قضية تم حسمها منذ نهائيات القرن الماضي واستقر عليها الوضع الاجتماعي وصممت الجامعات والكليات على أساسها ولم يشتكِ منها أحد؟! وماذا إن جاء مجلس آخر ليصوت مرة أخرى على الفصل بين الجنسين؟!
أليست حماية الأجيال وتحصينها من الضرر أولى من إرضاء مجموعة صغيرة من العلمانيين على حساب مصلحة الوطن وحماية الأجيال؟!
د. وائل الحساوي
[email protected]