مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / جعلوني أفتخر

تصغير
تكبير
| مبارك مزيد المعوشرجي |

عادة أنا لا أزور إلا ثلاثة أنواع من المعارض، أولها معارض الكتب، وقد تخليت عنها بسبب تضييق وزارة الإعلام على الفكر والرأي، وسعها العم «غوغل»، وسع الله مخزونه من العلم والمعلومات، والمعارض التراثية التي تذكرنا بماضينا المجيد، وكل معرض أو نشاط فكري أو تجاري ويعده وينفذه ويديره الشباب الكويتي، الذي لم يصبه فيروس التردد والتشرذم.

محاولة مني لاستشراق مستقبل أبنائي وأحفادي لأننا نعيش حاضراً يدعو للقلق والتشاؤم، حرصت على زيارة قرية «كويتي وأفتخر» أكثر من مرة، مع أبنائي وأحفادي، وعملت بفخر ترجماناً كما في مصر عند الأهرام وابي الهول، أشرح ما لم يروه من قبل من أشياء وأدوات، وأوضح ما لم يسمعوه من كلمات ومفردات.

أول ما شدني في تلك القرية دروازتها الهائلة وتسمية أقسامها بأسماء أماكن لها دور في تاريخ الكويت القديم، مثل «الشامية والدسمة، والفرضة وقهوة بو ناشي، وتل بهيتة»، وغمرني الفخر والسرور عندما قرأت أسماء وشاهدت صور شبان وشابات الكويت المتفوقين في شتى المجالات، والفنون، والعلوم، على مستوى العالم، وأحسست بالعودة لأيام الشباب عندما تناولت الشاي الـ «حاجم» في أحد المقاهي مستمعاً لأغنية وطنية بصوت شاب والتفاف مجموعة من أطفال رياض الأطفال حولي، مستمعين إلى شرح لماضي الكويت من مدرستهم الشابة.

تجولت بين المحلات التجارية وبعض المعارض الشخصية وأهدتني إحدى الشابات المتطوعات في دكان القرية «بُطل نامليت بوتيلة»، عندما أحست بشغفي لشرائها مع غياب البائع لهذه الزجاجات، ولها مني الشكر والامتنان. لقد نجح شبان وشابات الكويت بتنفيذ مشروعهم رغم ضيق المساحة وقصر فترة العرض وفقر مواد بناء القرية، واتهامات وانتقادات أعداء النجاح، وأكبر دليل على نجاح هذه التجربة هو الحضور الهائل لهذه القرية، ما أدى إلى زيادة أيام العرض، آملين أن تعود هذه القرية السنة المقبلة منذ أول أيام الأعياد الوطنية، وحتى نهاية شهر مارس.

إن نجاح فكرة قرية «كويتي وأفتخر» بسواعد وجهود شباب صغار السن والخبرة، حاملين الأصالة جعلني أفتخر بأني كويتي، وأطمئن على مستقبل أبنائي وأحفادي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي