| مبارك مزيد المعوشرجي |
بعد تبديل بعض أجزاء الدش الفضائي وبرمجة الرسيفر بشرني اختصاصي الستلايت بأنه يمكنني متابعة أكثر من ألف قناة فضائية متنوعة.
بدأت بالتعرف على ما لدي من قنوات فتوقفت عند المئة الأولى، بعد أن أصابني الملل لكثرة الغث وندرة السمين، وسأبدي رأيي بثلاثة أنواع من هذه القنوات: الدينية والإخبارية والفنية.
اسم الدين جاذب لكل من لديه قدر، ولو كان بسيطاً من الإيمان، ولكن وللأسف غالبية هذه القنوات تتاجر مالياً وتتكسب سياسياً باسم الدين، لأن كل تلك القنوات تبعث على التعصب الديني والمذهبي، وتنسى سماحة الأديان التي نادت بها الكتب السماوية الثلاث: التوراة والإنجيل والقرآن، وتعرض هذه القنوات على شاشاتها صور جرائم بشعة يقوم بها حكام ظالمون وينسبونها للدين، بغية إثارة الحمية الدينية وإشاعة الكراهية بين الأديان والمذاهب.
أما القنوات الإخبارية فتبث الحدث من منظورها الخاص، فتصف الأولى الحدث بالعمل البطولي والاستشهادي، بينما تصف الأخرى الحدث ذاته بالعمل الجبان والانتحاري، وتحولت البرامج الحوارية إلى جدل عقيم يدافع فيه المحاور عن نظامه بقدر ما يدفع له من دولارات ودنانير، بعيداً عن الحق والعدالة والمصداقية. أما التحليلات السياسية فهي شتم وقدح للخصوم، ومدح ونفاق للحاكم، ويوصف التقاة بالمجاهدين، وتصور المعارضة بالخونة. أما القنوات الغنائية فحدث ولا حرج ولا حياء، فالمطربات يغنين بخصورهن لا بحناجرهن، بملابس تكشف أكثر مما تستر، متسلحات بمجموعة من المجوهرات المزيفة أو المستعارة، ليثرن غرائز الرجال وغيرة النساء، ويلفتن الأنظار عن شبه العواء الذي يسمونه الغناء.
أما المطربون الرجال فهم يستعينون بكتائب من فتيات الفيديو كليب، ليشغلن الأذهان عن سوء الصوت، ورديء الكلمات، ومكرر الألحان، والشيء السخيف المضحك في بعض جلسات الطرب يقوم عتاويه ملجعين مكسر على رؤوسهم العنجيش (مع الاعتذار للنائب عبد الحميد دشتي لاقتباس مفرداته) برقص النساء بطريقة تشبه رقص حلقات الزار لطرد الجن من المتلبسين.
وأنا هنا لا أعمم فهناك قنوات كويتية وخليجية كثيرة جالبة للمتعة طاردة للمفسدة،، كما أن هناك قنوات أخرى تبث روائع الفن الأصيل والتراث الموسيقي الخالد، وليت وزارات الإعلام العربية تكثر من القنوات العلمية، فهذا النوع من القنوات يحتاجه المشاهد العربي الذي مل الضجيج الإعلامي.