الشاعرات العربيات قديماً وحديثاً
| فهد حمود الحيص |
لا يوجد أحد من العرب إلا وهو يقدر على قول الشعر قل قوله أو كثر... بسبب طبيعتهم والكلام لا يختص بالرجال دون النساء... فاللغة والغريزة كما يقال أيضاً... لا تختلف وإنما يتفاوت الجنسان في فنون القول لا في القول نفسه... لذلك إذا كان الكل يقول الشعر فالبقاء والتميز لأكثرهم إبداعاً... و بما أن التاريخ لا يذكر لنا شاعرة تميزت بالجملة ولا كاتبة أتقنت بحيث لم يشاكلها ولا ينافسها أحد... فكانت الطبيعة حجاباً مضروبا قبل الحجاب الذي ضربه الرجال عليهن كما يقول مصطفى الرافعي قلّت الشاعرات وزادهن قلة أن تاريخ النساء فيهم إما عِرضاً يسلب بالسيف أو عِرضاً يحمى بالسيف وبل وكانت أما لم تلد إلا قاتلاً أو مقتولاً، فالمرأة تتميز بشدة الجزع وشدة الصبر... مما يحد من مكانة الشعر في طبعها، إضافة إلى أن العرب يسمون الشعراء أظفار العشيرة (لسانها السياسي) والمرأة لا تصلح لأن تكون ظفرا ولا ناباً... فهي فاكهة العيش و ريحانة الحياة ومبعث الأمل، و كذلك العرب لا يرون كل من يقول الشعر... شاعرة بل الشاعرة هي من تكثر من القول وتتصرف في فنونه ومعانيه. فالشاعرات يتميزن في الرثاء وبعض الغزل وشعر ترقيص الأطفال والشعر الذي يبث الحماس في الحرب ويقول الرافعي لا يهولنك كثرة أسماء النساء اللاتي يقلن شعراً فعمود الشعر عندهن الرثاء ولم تبن منهن إلا الخنساء وليلى الأخيلية والعجيب أن الذين ألفوا في طبقات الشعراء لم يذكروا الشاعرات معهم لا في الحجاز ولا الشام ولا العراق ولا مصر والمغرب والأندلس... إذ لا يكاد أن يعرف في التاريخ كله من تستحق اسم الشاعرة غير بضع نساء معدودات ويتكرر الوضع في عصرنا الحالي مع انتشار هوس الشعر في الفضائيات والمجلات والأمسيات والأصبوحات فأصبح الشعر على لسان الأطفال والكبار الرجال والإناث ولن نستطيع أن نطلق لقب شاعر إلا على المتمير في بث الحماس والتعصب في كل من ينتمي إليه فكراً واعتقاداً وانتماءً قبلياً تارة ودينياً تارة أخرى فنتيجة التصويت دائماً وأبداً هي الفيصل ولها الكلمة الفصل، وستدفن فيه الشاعرة وتوأد فهذا الميدان ليس ميدانها فلا يمكن لشاعرة أن تطلب النجدة والفزعة في التصويت لها لأنه تصرف خارج عن المألوف والمعقول، ولن تخدمها شاعريتها مهما بلغت في أن تنافس لتصبح شاعرة الجمهور أو المليون أو الخليج أو العرب و لن تكون أميرة الشعراء.
لا يوجد أحد من العرب إلا وهو يقدر على قول الشعر قل قوله أو كثر... بسبب طبيعتهم والكلام لا يختص بالرجال دون النساء... فاللغة والغريزة كما يقال أيضاً... لا تختلف وإنما يتفاوت الجنسان في فنون القول لا في القول نفسه... لذلك إذا كان الكل يقول الشعر فالبقاء والتميز لأكثرهم إبداعاً... و بما أن التاريخ لا يذكر لنا شاعرة تميزت بالجملة ولا كاتبة أتقنت بحيث لم يشاكلها ولا ينافسها أحد... فكانت الطبيعة حجاباً مضروبا قبل الحجاب الذي ضربه الرجال عليهن كما يقول مصطفى الرافعي قلّت الشاعرات وزادهن قلة أن تاريخ النساء فيهم إما عِرضاً يسلب بالسيف أو عِرضاً يحمى بالسيف وبل وكانت أما لم تلد إلا قاتلاً أو مقتولاً، فالمرأة تتميز بشدة الجزع وشدة الصبر... مما يحد من مكانة الشعر في طبعها، إضافة إلى أن العرب يسمون الشعراء أظفار العشيرة (لسانها السياسي) والمرأة لا تصلح لأن تكون ظفرا ولا ناباً... فهي فاكهة العيش و ريحانة الحياة ومبعث الأمل، و كذلك العرب لا يرون كل من يقول الشعر... شاعرة بل الشاعرة هي من تكثر من القول وتتصرف في فنونه ومعانيه. فالشاعرات يتميزن في الرثاء وبعض الغزل وشعر ترقيص الأطفال والشعر الذي يبث الحماس في الحرب ويقول الرافعي لا يهولنك كثرة أسماء النساء اللاتي يقلن شعراً فعمود الشعر عندهن الرثاء ولم تبن منهن إلا الخنساء وليلى الأخيلية والعجيب أن الذين ألفوا في طبقات الشعراء لم يذكروا الشاعرات معهم لا في الحجاز ولا الشام ولا العراق ولا مصر والمغرب والأندلس... إذ لا يكاد أن يعرف في التاريخ كله من تستحق اسم الشاعرة غير بضع نساء معدودات ويتكرر الوضع في عصرنا الحالي مع انتشار هوس الشعر في الفضائيات والمجلات والأمسيات والأصبوحات فأصبح الشعر على لسان الأطفال والكبار الرجال والإناث ولن نستطيع أن نطلق لقب شاعر إلا على المتمير في بث الحماس والتعصب في كل من ينتمي إليه فكراً واعتقاداً وانتماءً قبلياً تارة ودينياً تارة أخرى فنتيجة التصويت دائماً وأبداً هي الفيصل ولها الكلمة الفصل، وستدفن فيه الشاعرة وتوأد فهذا الميدان ليس ميدانها فلا يمكن لشاعرة أن تطلب النجدة والفزعة في التصويت لها لأنه تصرف خارج عن المألوف والمعقول، ولن تخدمها شاعريتها مهما بلغت في أن تنافس لتصبح شاعرة الجمهور أو المليون أو الخليج أو العرب و لن تكون أميرة الشعراء.