No Script

تقرير / بابوات الفاتيكان ... «رياضيون» لخدمة الإنسان

تصغير
تكبير
نيقوسيا - ا ف ب - في ختام المجمع العام للكرادلة الذي انتخب الالماني جوزف راتسينغر بابا جديدا اختار اسم بنديكتوس السادس عشر العام 2005، علق احد الكرادلة قائلا: «لقد وجدت الكنيسة باكنباورها». وبعد ثمانية اعوام سيختار الفاتيكان «كابتن» آخر، بعدما فضل البابا الـ265 التقاعد وهو في الخامسة الثمانين.

ولعل في رمزية تعليق هذا الكاردينال ما يقودنا الى الحديث عن الاهتمام بالرياضة في حاضرة الفاتيكان والعناية التي يوليها لها الحبر الاعظم، على الاقل في العقود الاخيرة.

فخلال فترة حبريته، تابع بنديكتوس السادس عشر ادخال الرياضة عموما الى الكرسي الرسولي، وهو كان في فترة شبابه من انصار فريق ميونيخ 1860، ولم يكن في ذلك تناقضا مع حبه للموسيقى الكلاسيكية وعزفه على البيانو، وغزارة تأليفه المتضمن ثلاث رسائل بابوية ونحو 40 كتابا، خصوصا انه احد كبار اللاهوتيين.

ونشاط بنديكتوس الرياضي لا سيما على صعيد استقبال الفرق والنجوم والابطال، تقليد في الكرسي الرسولي باعتبار ان الرياضة «رسالة حياة وشهادة عطاء». ففي 17 كانون الاول (ديسمبر) الماضي خلال لقائه الابطال الاولمبيين الايطاليين الفائزين في دورة لندن 2012، شدد البابا «المعتزل» في كلمته امامهم على «ان تكون الرياضة في خدمة الانسان وليس الانسان في خدمة الرياضة».

اما سلفه يوحنا بولس الثاني (1978-2005)، فكتب 120 خطابا حول كرة القدم. والعام 2004 ضم قسم الكنيسة والرياضة المرتبط بالمجلس البابوي للعلمانيين الى اسقفية روما، من اجل نشر تعاليم الكنيسة عبر الرياضة. واراد البابا الراحل ان يساهم هذا القسم في بلورة مفهوم الرياضة والايمان. وبناء عليه، نظمت ثلاثة مؤتمرات عالمية في الفاتيكان حول «الكنيسة والرياضة» شهدت مداخلات اختصاصيين من بلدان عدة.

ولعل «الارادة الرياضية» تجلت من خلال اطلاق «كأس العالم للكهنة» بعد عامين من وفاة يوحنا بولس الثاني، بطلب من الكاردينال تارسيسيو برتوني سكرتير ابرشية روما، المساعد المقرب من بنديكتوس السادس عشر، واحد انصار نادي يوفنتوس. وكان سعى العام الماضي لانشاء منتخب رسمي للفاتيكان يحظى باعتراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، مقترحا ان يكون الكاثوليكي جيوفاني تراباتوني مدربا له، وذلك قبل ان يعود برتوني عن قراره بعدما وجد ان «الفكرة مستحيلة» نظرا لصغر مساحة حاضرة الفاتيكان (كيلومتر مربع واحد) وباعتبار ان «سكانها» ينتمون الى بلدانهم (حوالى 832 شخصا).

وفي عام 2008 اطلقت في الفاتيكان كأس خاصة تجمع فرق المدراس الايكليركية (16 فريقا) والاديرة البابوية في روما التي تضم كهنة ورهبانا ودارسين من 60 بلدا. وتشبه هذه المسابقة في انظمتها اي بطولة او دورة، ويحظر خلال مبارياتها التلفظ بالشتائم والكلمات النابية او الحركات المثيرة. والعام الماضي فاز بلقبها فريق المدرسة الاميركية الشمالية اثر تغلبه في النهائي على نظيره التابع للمدرسة الغريغورية.

ومنذ عام 1981، تشهد حاضرة الفاتيكان بطولة كروية سنوية تضم 8 فرق تمثل مختلف المؤسسات والوظائف فيها، مثل جمعية القديسين بطرس وبولس ومتحف الفاتيكان وراديو الفاتيكان وصحيفة لوبسرفاتوري رومانو والشرطة والحرس السويسري المولج الاهتمام بأمن البابا والذي لم يحرز اللقب بعد. كما شكل منتخب ضم ابرز لاعبي هذه البطولة يرتدي الزي الابيض والاصفر (علم الفاتيكان)، ودرج على خوض مباريات ودية، منها واحدة تاريخية مع امارة موناكو، اي بين اصغر دولتين في العالم، اجريت على «ستاد بيوس الـ12» في شمال غربي روما عام 2002 وانتهت بالتعادل من دون اهداف.

و«في سبيل السلام»، خاض منتخب الفاتيكان مباراة مع فريق فلسطيني عام 2010 اسفرت عن خسارته بنتيجة 1-9.

اما فريق المنوعات الفرنسي الذي يضم نجوما معتزلين ومشاهير فواجه فريق حرس الفاتيكان على ملعب نادي روما عام 2009، فاز عليه 4-1. والتقى للمناسبة البابا بنديكتوس السادس عشر.

وعلى غرار استقباله الاولمبيين الايطاليين قبل اسابيع من اعلانه تقاعده، التقى البابا نجم التنس السويسري روجيه فيدرر وزوجته ميركا عام 2006.

وتحفظ سجلات الفاتيكان لقاء البابا بيوس الثاني عشر الايطالي «الورع» جينو براتالي بطل دورة فرنسا للدراجات عام 1948. ومباركة البابا يوحنا الثالث والعشرين الوفود المشاركة في دورة روما الاولمبية عشية حفلة الافتتاح عام 1960، وقد احتشدت في ساحة القديس بطرس.

اما يوحنا بولس الثاني العاشق لكرة القدم، واللاعب في خط الدفاع وحراسة المرمى، فكان عضوا فخريا في نادي برشلونة، وظل وفيا لفريق كراكوفيا المدينة التي كان اسقفها ومنح بطاقة عضويته مدى الحياة. وكان يحرص خلال توليه ابرشيتها على حضور المباريات، يشتري التذاكر ويجلس بين المشجعين.

عام 1988، جال البابا الراحل على متن فيراري في حلبة مارنيللو، وشيد حوضا للسباحة في المقر الصيفي للبابوات في قلعة غاندولفو الواقعة على بعد 15 ميلا جنوب شرقي روما. والتقطت له صور يعوم فيه، ثم يهم بالخروج مبللا.

واطلق على البابا يوحنا بولس الثاني لقب «البابا الرياضي». وفي عام 1989 بارك بادرة صديقه ايفانو فانيني الذي سمى فريقه للدراجات الهوائية «حب وحياة». وهو شعار في الكنيسة الكاثوليكية، يرمز الى التضامن والسلام، خصوصا ان الفريق يضم اداريين وفنيين ومتسابقين ملتزمين بالمنافسة الشريفة والمثل السامية.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي