ديوان الأخ الفاضل أحمد باقر الاسبوعي عبارة عن منتدى سياسي وفكري كبير يؤمه مختلف اطياف المجتمع من مسؤولين حكوميين واساتذة جامعة ومثقفين وغيرهم من جميع الاتجاهات والافكار، ويطرح فيه جميع القضايا المحلية التي تهم المواطن، ويحدث فيه نقاش مفتوح من دون حدود، ولكن على مستوى راق.
دار النقاش هذا الاسبوع حول سؤال طرحه بعض الحضور عن مسميات تجمعات المعارضة الموجودة على الساحة السياسية والعلاقة بينهم وقد ادلى الكثير من الحضور بما يعرفونه عن تلك التجمعات وحصروا العديد من الاسماء كما تكلموا عن العلاقة القائمة بين كل تجمع والآخر ومن ينتمي لمن، لكنهم عجزوا في النهاية عن حصر جميع الاسماء وعن ايضاح اسباب الخلافات القائمة بينهم وسبب انفصال كل تجمع عن التجمع الآخر وانضمامه الى التجمع الذي يليه.
وقد اقترح احد رواد الديوانية ان يتطوع احدنا لرسم شجرة توضح خارطة طريق لمعرفة كل ما يحتاجه الانسان عن التجمعات الكويتية القائمة وارتباطاتها ببعضها، فاعترضت على ذلك الاقتراح لان هذه الارتباطات تتغير ما بين يوم وليلة، فما فائدة وضعها في صورة خارطة؟ مازالت غير ناضجة وانها بحاجة الى وقت طويل لكي تصبح معارضة فاعلة، فهذا التشرذم الذي تعيشه وتعدد الواجهات دون بيان الفوارق الحقيقية بين اطرافها، اضف الى ذلك عدم وضوح خطابها الى الشعب الكويتي - هذا ان كان لها خطاب - فكل يوم يخرج علينا ناشط من المعارضة ليطرح علينا افكارا عجيبة وغريبة، فتارة يتحدى الحكومة وتارة يطعن في القضاء وتارة يرفع سقف المطالبات لدرجة لا حدود لها مثل النظام البرلماني وشعبية الوزارة واعلان العصيان المدني!!
وليت المعارضة تتدرج في مطالبها او تنتهج الطرق الصحيحة للوصول اليها، بل يغلب على كثير من اتباعها اتباع سياسة الشتم والتهديد والوعيد والتحريض، وهم يعتقدون بأن الناس ينطلي عليها كل ما يقولونه.
ونحن نتساءل بعجب: هل هذه النوعيات تمثل الشعب في الحقيقة ام انها سياسة الصوت العالي فقط؟ وهل يمكن لهذه المعارضة ان تحكمنا وتسيّر امورنا كما يجب ام اننا سنجد انفسنا امام عشرات الرؤساء الهامشيين، كل منهم يلوي اعناقنا باتجاه قرصه؟!
اتمنى من الحكومة ان ترسل قيادات المعارضة الى ورش عمل في الخارج لكي يتعلموا كيف يقودون معارضة ناضجة وكيف يستطيعون ادارة دفة الدولة وليرجعوا لاصلاح الاوضاع المقلوبة، وما لم يفعلوا فليسمحوا لي بالقول بأني لا اثق بأحد من عناصر المعارضة بل اعتقد بأنهم اشبه بالدمى المحنطة في متاحف العمل السياسي!!
د. وائل الحساوي
[email protected]