مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / محاولة إطفاء نجم

تصغير
تكبير
| مبارك مزيد المعوشرجي |

فهد العنزي نجم كروي شاب، لا يجود بمثله الزمان كثيراً، كان أحد العوامل الرئيسية التي أدت إلى فوز منتخب الكويت لكرة القدم غير المتوقع في بطولة كأس خليجي 20 التي أقيمت في صنعاء.

وبعد هذا الفوز أعطي فهد الشمس بيد، والقمر بيد أخرى، وعشموه بالمنِّ والسلوى، وأروه مرسوم تجنيسه بعينه، وأعطوه بطاقة مدنية كويتية بيديه، ففرح لأنه أصبح مواطناً لبلد يحبه ويخدمه بإخلاص.

فجأة وبعد الإخفاق في تصفيات بطولة كأس آسيا لكرة القدم، التي تلت بطولة كأس خليجي 20 اختفى مرسوم الجنسية، وسُحبت البطاقة المدنية من يده، وحُرم من شرف المواطنة دون جرم أو تقصير منه، فتنقل من نادٍ سعودي إلى آخر كويتي، ثم استقر المقام به أخيراً في نادي الكويت، فصار فهد كما يقول المثل: «مبغوضة وجابت بنت»، وأصبح ضحية من ضحايا الصراع بين أباطرة الرياضة الكويتية.

وعند أول غلطة لفظية بالغ في الاعتذار عنها لكل من حضر الواقعة، واعتذر للجماهير الرياضية، إلا أنه نال عقوبة غير مسبوقة الشدة، جعلته يعلن اعتزاله اللعب الدولي كما صرح بذلك لتلفزيون «الراي» الأسبوع الماضي، وإن تم هذا فالخاسر هو المنتخب الكويتي الذي بات يفتقد نجوماً بمستواه الفني وعمره الصغير، ولست أدري من بيده رفع الظلم عن هذه الموهبة الفذة، فإن شكونا الأمر للاتحاد الكويتي لكرة القدم، وهو الخصم، فكيف يكون الخصم حكماً؟ وإذا رفعنا الأمر للجنة الأولمبية الكويتية فهي أخت الاتحاد من الأم والأب، وإن شكونا الاثنين للهيئة العامة للشباب والرياضة لقالت بالصوت العالي: «فكوني ماكاري»، وإن وصلت السالفة لوزارة الشباب والرياضة فأظنها سترفع الأمر إلى مجلس الوزراء الموقر للبت فيها وإيجاد حل لهذه المشكلة الشائكة، وأنا متأكد أن عقوبة الإيقاف القاسية التي نالها ستنتهي قبل أن يصدر قرار بإنصافه، ويا خوفي على فهد العنزي من اليأس والإحباط بعد الظلم الصارخ الذي ناله، ويخبو نور نجم لمع فجأة في سماء الكويت بسبب أمر لا ناقة له فيه ولا جمل، والشاطر يفهم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي