سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / محطة

تصغير
تكبير
|سلطان حمود المتروك|

الحياة سفر عظيم يخلد فيه احوال الناس واحداثهم وحوادثهم، والحياة تزخر بالايام والايام تتنوع في مضامينها ومشاهدها واحوالها، وقد وضعت المنظمات الدولية اياما بل اعيادا تحتفل بها الامم والشعوب لتخلد مواقف واعمال واحوال وصفات وخصائص لكي تكون للناس دلائل يؤخذ من خلالها صنوف الخير ويبتعدون عن سمات الشر، انما يتمسكون بالخصائص الجميلة وينبذون سمات السوء.

ولعل آخر عيد اقبل في الاسبوع الماضي هو عيد الحب، كلمة جميلة إذا تغلغلت في النفس تزيدها اشراقا وإذا حلت في الروح فانها تعمل على حيويتها وتدفقها بالاشراق ولكن كيف يحتفل بهذا العيد؟

هل يحتفل به عن طريق الورود الحمراء التي سرعان ما تذبل وتذهب ادراج الرياح؟ وكيف يحتفل بعيد الحب وقد كدنا أن نفتقده؟ وكيف الحب والارهاب يتغلغل في شريان الدنيا واساليب الخوف والفساد تنشر هنا وهناك والمفخخات تودي بحياة آلاف البشر الابرياء دون أن يقترفوا اثما أو ذنبا أو عملا سيئا؟

هل نحتفل بعيد الحب عن طريق اذكاء الشموع الحمراء التي تحترق فتذهب في مهب الريح ونرى الامهات يقبعن في دور الرعاية وأولادهن في معزل عن هذه المشاهد التي تحرق القلب وتدمي الفؤاد؟

هل نحتفل بعيد الحب عن طريق اشكال الحلوى التي هي على هيئة قلب فنأكلها ثم تذهب وكأن شيئا لم يكن والاطفال في بيوتهم وكأنهم في حضانة آباؤهم وامهاتهم في معزل عنهم وهم في اوساطهم واولياء امورهم عمالة اتت من بيئات مختلفة واحوال مغايرة وثقافات بعيدة.

اي حب هذا الذي نحتفل به؟ انما نحتفل كل يوم بعيد للحب يكون فيه الود بين الناس والصفاء في قلوبهم والعذوبة في ألسنتهم والفكر الصافي الذي يدعو إلى الخير على فلتات ألسنتهم والصفات التي تدعو إلى الوحدة والازدهار على صفحات وجوههم ان العيد هو ذلك اليوم الذي تتقاطر فيه دموع الرحيم إذا وقع نظرهُ على منظر من مناظر البؤس أو مشهد من مشاهد الشقاء.

ويبقى عزيزي القارئ أن نقول قول الاديب:

أي شيء بالعيد أهدي إليكِ

يا ملاكي وكل شيء لديكِ

أسوار أم دملج من نظار

لا أحب القيود في معصميكِ
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي