أكد في الجلسة الثالثة لمؤتمر مجلس العلاقات العربية والدولية أن «شقيقتكم هبّت لنجدتكم»

الحسيني: أحمل رسالة سلام من إيران للكويت ... تعالوا نوقف النفخ في الفتنة الطائفية

تصغير
تكبير
| كتبت غانم السليماني وغادة عبدالسلام |

حمل أمين عام منتدى الحوار العربي - الإيراني الدكتور محمد الحسيني رسالة محبة وسلام خاصة إلى الكويت والكويتيين، فحواها أن المنطقة وشعوبها لم تعد تحتمل نفخا في نار الفتنة والطائفية ويجب وقف هذا المد.

وخاطب الحسيني الكويتيين في الجلسة الصباحية الثالثة للمؤتمر الدولي الاول لمجلس العلاقات العربية والدولية امس التي كانت تحت عنوان «الوطن العربي ودول الجوار: تعالوا نوقف نحن واياكم النفخ بالفتنة الطائفية والمذهبية والا نسمح لاحد بان يلعب على اختلافنا بالرأي فيكفينا حروبا عبثية وسفك دماء استمرت طويلا بسبب هذا الشحن المذهبي المدمر ايام الحرب الصدامية التي فرضت علينا وعليكم اولا ومن ثم الغزو الظالم لبلادكم ثانيا وتذكروا شقيقتكم وجارتكم إيران هذه التي هرعت لنجدتكم وفتحت ابوابها امامكم دون منة ورفضت نداءات البعض للتشفي او استغلال الموقف فلا تسمحوا لهم العودة من جديد الى طريق الدم والفتنة العمياء.

وأضاف: شعبنا وشعبكم والمنطقة لا تتحمل نافخا جديدا ببوق الفتنة ولا محرضا جديدا على القتل بالاحزمة الناسفة والمفخخات تدير شبكتها عصابات الموساد من وراء ستار باسم ربيع هنا او ربيع هناك!

وتحدث الحسيني انه جاء من إيران الإسلام والثورة إيران الشقيقة والصديقة والمحبة للعدل والامن والسلام بين الاهل والاحبة على الدوام حاملا رسالة إلى المجتمع الاهلي وكذلك مجتمع اهل الحكم من ابناء الطبقة السياسية الحاكمة، مضيفا: رسالتنا الى اخوتنا العرب في الكويت الشقيقة على الاخص والوطن العربي على العموم «امننا من امنكم وامنكم من امننا ولا يمكن لاحد من الاغيار ان يغير في طبيعة هذه العلاقة ولو استخدم كل ما اوتي من سبل الاحتيال او الخديعة او الغدر او الطعن في الظهر او تحريف حقائق التاريخ والجغرافية او الثقافة او الدين والمصالح المشتركة والله على كل ذلك شهيد».

وأضاف: بعيدا عن دخان المعارك والحروب الفتنوية والدماء والضجيج والضخ الإعلامي اقول لكم إن الوطن العربي الكبير بالنسبة لنا نحن الإيرانيين من ابناء حركة التحرر الإسلامي الحاكمة ومجتمعها الاهلي المتلاحم معها والذي انا واحد منه هنا بينكم يهمنا ويعز علينا ونعتبره جزءا لا يتجزأ من انفسنا ونشاطره الضراء والسراء منذ المؤتمر القومي العربي الاول في 18 يونيو 1913 مرورا بالثورة العربية الكبرى المغدورة والمطعونة في الظهر والمعلق شهداؤها الاحرار على المشانق في مايو من العام 1916 وشهداء الكفاح ضد معاهدة سايكس بيكو المجحفة وشهداء النضالات ضد وعد بلفور المشؤوم وانتفاضات الفسطينيين عبر العقود المتوالية مرورا بنضالات رموز الصحوة الإسلامية والعربية من سعد زغلول والشهيد حسن البنا الى عبد الناصر العظيم وصولا الى الانتصارات الاخيرة في اكثر من قطر عربي نحن معكم معكم لا مع عدوكم ايا كانت الاثمان فهذه عقيدتنا وقناعاتنا التي لن نغيرها تحت اي ظرف كان.

وأضاف ان إيران يا احبتي واخوتي واخواتي ليست بحاجة لارض اضافية حتى يكون لديها نوايا توسعية ولا بحاجة الى معدن او ماء او اي امكانات مادية او كادر بشري اضافي حتى تطمع في ممتلكات جيرانها او تأخذ شيئا من احد اي احد او يكون لها اطماع في هذا البلد او ذاك من بلاد الجوار فهي لديها ما يفيض في كل شيء، نعم ينقصها محبتكم لها ونصحكم وتسديداتكم وكل ما ترونه من ملاحظات اخوية على سياساتها فالدين النصيحة. سندافع عن السعودية ومصر وتونس والكويت لو تعرضت اي منها للعدوان او خطر التشرذم او التفتيت لا سمح الله تماما كما ندافع اليوم عن فلسطين وسورية والعراق ولبنان والمقاومة ولن نفرق بين احد من الاشقاء.



ناجي كورو

نائب وزير الخارجية التركي ناجي كورو قال ان العلاقات العربية - التركية مشتركة، لافتا الى وجود جهود حثيثة لتوثيق هذه العلاقات خلال العقد الماضي بشكل خاص، وظهرت حواجز معينة وكان واجب علينا ان نتخطاها، لافتا الى ان مثل هذه الاجتماعات تساعد في تعزيز العلاقات بين تركيا والوطن العربي وبحث سبل توثيقها خلال المرحلة المقبلة.

وأضاف ان النقاش في هذه المسائل بين تركيا والوطن العربي يحتاج الى نظرة مستقبلية لهذه العلاقات خصوصا، وان هناك رغبة من الجانبين في تعزيز هذه العلاقات وتوثيقها خلال المرحلة المقبلة من الجانب الاقتصادي والثقافي والاجتماعي، مؤكدا على ضرورة حشد جميع الامكانيات المتاحية في تركيا والوطن العربي من اجل توثيق العلاقات.

واشار الى ان التعاون بين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي تسير بشكل مميز وستساهم مستقبلا في تحقيق الازدهار لهذه الدول، موضحا اننا نتطلع الى توحيد مواقفنا امام المنظمات الدولية من اجل مصالح بلادنا، لافتا الى انه كان من الاهم فهم مايحدث من التغيير السياسي في المنطقة مع اخذ بعين الاعتبار خصوصية كل دولة.



سيجمان والبرغوثي

وفي الجلسة الرابعة والاخيرة التي ترأسها وزير الخارجية السابق الشيخ الدكتور محمد الصباح، تحت عنوان «الوطن العربي ودول الجوار» تحدث رئيس مشروع الشرق الاوسط بالولايات المتحدة الاميركية هنري سيجمان وقال: اريد التحدث عن الخطة التي سيأتي بها اوباما حين زيارته لاسرائيل قريبا، موضحا ان المشكلة ان النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني لم يحل، ولابد ان يأتي الرئيس أوباما بكل عزم وأصرار لحل النزاع وسترون من خلال كلمتي أنني لست متفائلا بحل النزاع عن التبادل وحتى أكثر الناس تفائلا لا يستطيع أن يقول إن هناك حلا ويعتقدون ان التحول في المشروع الاستيطاني قد يؤثر في عملية السلام بعد نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية وأن خيار الدولتين مازال قائما وحل النزاع بين العرب واسرائيل.

من جانبه، قال وزير الإعلام السابق في حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي ان المؤتمر ملأ فراغا فكريا كنا نحتاج اليه هذه الفترة لما يحتوي من نقاشات في قضايا تهم الوطن العربي.

وأضاف ان العلاقات الفلسطينية - الاسرائيلية لها ثلاثة ابعاد هي الاقليمي والعربي، والفلسطيني والدولي، لافتا الى ان هناك تماسا مباشرا في موضوع اسرائيل، مشيرا الى ان اسرائيل تعتبر دولة تمييز عنصري، والبعد الفلسطيني هو بوابة العلاقات بين اسرئيل والعرب، موضحا ان هذا العمق له تأثير مباشر على عملية السلام خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، وازداد ذلك بعد توقيع اتفاقية اوسلو التي تعتبر فخا كبيرا للفلسطينيين.

وأشار الى ان اسرائيل لا تعتمد فقط على تكريس التطهير العرقي الذي بدأت به عام 1948، بل تواصل العملية الاستطيانية في الضفة الغربية والتطهير العرقي وتقضي بذلك على آخر فرصة للحل الدولي، مبينا ان عملية السلام أصبحت آلية لكسب الوقت لاسرائيل للتهويد، ومن الصعب فهم مايجري دون النظر للخارطة.

واشار الى ان اسرائيل تحاول ان تكون قوة اقتصادية وتكنولوجية مهيمنة وتحاول ايضا فرض سيطرة استراتيجية في المنطقة بالاضافة الى دفع الولايات المتحدة الاميركية الى اتباع سياسة الاحتواء المزدوجة، فهم يحاولون تدمير سورية ومصر والعراق، لافتا الى ان اسرائيل تحاول ايضا العبث بمصادر المياه مثل نهر النيل في العمق الافريقي، وعلى الجميع ان يدرك ان اسرائيل خطر على كل دول المنطقة.



موسى وعثمان

من جانبه، دعا الامين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى الى انشاء دولة فلسطينية - اسرائيلية موحدة، تحت الفصل السابع من الامم المتحدة، وليس كما طرحه القذافي من انشاء كيان اسمه «اسراطين»، لافتا الى ان عملية السلام كانت خدعة،مضيفا اننا نسمع دائما اراء متحررة من رؤساء الولايات المتحدة الاميركية في الولاية الثانية، حيث يتحرر الرئيس من الضغوط والقيود، لكن هذا الكلام اصبح غير مقنع.

واضاف موسى ان مايحدث في واشنطن وتل ابيب هو جزء من النصب السياسي، موضحا ان ما يضعف القضية الفلسطينية هو الخلاف الفلسطيني، وفي حال استمر هذا الخالف سيستمر الضعف الفلسطيني، مؤكدا ان الامن العربي والاقليمي يتطلب حل هذه القضية بشكل جذري،لافتا الى ان اميركا لم تكن وسيطا نزيها في القضية الفلسطينية فهي منحازة لاسرائيل بنسبة 100 في المئة، داعيا الى ان يكون هناك موقف عربي واحد خاصة ان الشرق الاوسط يعاد تشكيله الان، مشددا على ان غياب مصر اثر كثيرا على حل هذه القضية، متنميا ألا يطول هذا الغياب.

من جهته، قال وزير الاستثمار في جمهورية السودان الدكتور مصطفى عثمان ان العلاقات العربية - الافريقية كانت وثيقة وتاريخية حيث دعمت الدول العربية حركات التحرر الافريقية خلال فترة مابعد الحرب العالمية الثالثة، مشيرا الى ان ما بعد حرب اكتوبر 1973 تميزت في توالي قطع الدول الافريقية علاقتها مع اسرائيل، لكن هذه المرحلة لم تستمر طويلا.

واضاف عثمان ان ما حدث من ثورات في العالم العربي وعدم وضوح السياسات الخارجية لهذه الدول، يؤكد اننا في مرحلة من اعقد المراحل التي تشهدها القارة الافريقية، موضحا ان العلاقات الاقتصادية بدأت علاقات عادية مع الدول العربية، لافتا الى ان افريقيا طلقت الانقلابات العسكرية وبدأت تتجه نحو النمو الاقتصادي.

ولفت الى ان هناك عوامل كثيرة مشتركة بين القارة الافريقية والدول العربية مثل الدين الإسلامي ووجود 300 مليون عربي، مشددا على ان هناك وعيا بان اسرائيل ساهمت بشكل كبير في تمزيق العلاقات الافريقية - العربية.

وأضاف أن ما نشهده من انجذاب افريقي للصين اصبح واضحا ومنتشرا في جميع دول افريقيا، مؤكدا اننا بحاجة الى وضع استراتيجية سياسية واقتصادية واحدة، ووضع حد ادنى للتفاهم العربي - الافريقي، داعيا الى استغلال نقاط الالتقاء مع الدول العربية والافريقية وأهمية العمل المشترك بين الجانبين.





كم وزيراً سنياً

في الحكومة الإيرانية؟!



بعد محاضرة امين عام منتدى الحوار العربي - الإيراني الدكتور محمد الحسيني طرح رئيس مجلس العلاقات العربية الدولية محمد الصقر سؤالا عليه جاء فيه: ان الجمهورية الإسلامية الإيرانية تطرح نفسها حامية للشيعة في الوطن العربي، فكم وزيرا سنيا في الحكومة الإيرانية؟ خاصة ان إيران تطالب دول الخليج العربي باعطاء الشيعة حقوقهم.

رد الحسيني انه للأسف الشديد بعد مرور 33 عاما على ما حدث في إيران لم يدرس العرب الفارسية، في إيران الفارسية ثقافة وليست لغة، التشيع في إيران مدنية وليس مذهبا فقهيا فقط، حتى العلماني الإيراني والارمني الإيراني واليهودي الإيراني يشتركون في اقامة عاشوراء، الإيرانيون اسطوريون، فهم يناقشون كل شيء في الدين.





الفيصل: العلاقات الإيرانية - العربية يجب أن تقوم على المصارحة



بعد جلسة الحوار الاولى، قال رئيس مجلس ادارة مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية الامير تركي الفيصل ان ما سمعته من الخبراء حول العلاقات العربية - الايرانية والتي لابد من ان تكون مبنية على المصالح التجارية والاجتماعية والزيارات، مضيفا انه لابد من ان يفصح كل منا للآخر، متسائلا اذا لم يكن لدى إيران ما تخفيه فلماذا لا تضع كل اوراقها على الطاولة؟ مشيرا الى اننا العرب وضعنا كل اوراقنا على الطاولة والملك عبدالله منذ سنوات طالب بعدم التدخل في الشؤون الداخلية وقد ابلغ الإيرانيين بشكل علني وبصفة خاصة.

وتابع ان التدخل الإيراني في الشأن الداخلي الخليجي لا يخدم العلاقات وقد سمعنا من المداخلات ان هناك تدخلا إيرانيا بينما نحن نحتاج الى علاقات لا تشوبها شائبة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي