« نسمع جعجعة ولا نرى طحينا»... قول لا يعطيك حلا ناجعا، قول يتداخل فيه نوع من «الثرثرة» وقد تكون الثرثرة التي نشرتها «الراي» في عدد الأحد 10 فبراير 2013 واحدة من الأمثلة لكن البعض يقرأ و « يطوف».... والعلم عند الله!
إئتلاف المعارضة طلع «نهج»... « أوت». لماذا؟ لأن الطحين غير صالح للاستعمال السلوكي «الصح» كما تراه كتلتا العمل الشعبي وحدس، أما طحين ثرثرة «الراي» فهو نموذج لطحين الثرثرة الاجتماعية التي تصيب الهدف بالصميم وغيرها الكثير!
تخيل أنك مقبل على سفر مع زملاء لك وأنت في منطقة نائية لا توجد بها سوى طائرة واحدة وطيار «عليمي» في سنته الأولى ومساعديه «لك عليهم» فماذا تتوقع من الرحلة لو كنت أحد ركابها؟!
بعض قياديينا يعتمد على بعض الاستشارات وهو أشبه بوضع الطيار «العليمي»، فإن أخذ باستشارة غير الملمين بشؤون المؤسسة فإن قراراته ستضر بمصالح الكثير من التابعين ومستقبلي الخدمة!
لذلك، امنح نفسك فرصة وأنت تقود مركبتك ذاهبا إلى مقر عملك للتفكر بالطريق والنظر في منشآتنا وسلوكيات قائدي المركبات ويا «كثر العليمية» وانتبه فقد يصدمك أحدهم و«تعال انطر الدورية»!
امنح نفسك فرصة وأنت تذهب لأخذ نتيجة ابنك بعد انتهاء اختبارات المرحلة الثانية وحاول أن تسأله خاصة اذا كان من الصف الثامن ونازل إن كان يستطيع قراءة أسطر من جريدة وعن حاصل ضرب العدد 9 في 7!
وامنح نفسك ساعة وأنت في الطبيب لمراجعة تخصك : فهل أنت راض عن الخدمات الطبية وبعض اقسام الأشعة والمختبرات!
حاول أن تأخذ إجازة وتجول في بعض المؤسسات من دون واسطة: هل تستطيع انهاء معاملتك؟
مشكلتنا ليست في مضمون ثرثرة «الراي» وغيرها من العناوين الرئيسية التي تتصدر الصفحات الأولى والأخيرة لمعظم صحفنا : هل ترى طحينا أم انها جعجعة لا ترى منها طحينا اجتماعيا مفيدا!
أحيانا تعجبني بعض الضربات الصحافية كثرثرة «الراي» فهي تعطيك «حفنة» من الطحين الصالح.... واضحة كوضوح الشمس في منتصف النهار لكنك تتعجب ممن «تطوف عليهم» أو من يقرأها وكأنه لم يقرأ كحال أبنائنا الطلبة!
فالقيادي الذي لا يحيط نفسه بمستشارين من الكفاءات لا يستطيع توفير ما هو متوقع منه «هذا إن كانت لديه رؤية»، والقيادي السياسي «الذي يسمع من مستشارين ضعفاء وغير منسجمين مع معطيات الساحة السياسية فمن المؤكد انه سيجد نفسه في آخر الطريق مرددا «ما كنت أظن الوضع سيصل إلى هذا الحد»... وعندئذ قد يتمكن من إنقاذ ما يمكن انقاذه!
إنني أستغرب من الطريقة التي تعالج بها المعارضة معضلة الأزمة السياسية، ومصاب بصدمة ما بعدها صدمة من الوسائل العلاجية التي تحاول فرضها الحكومة على تداعيات الأوضاع السياسية في السنوات الأخيرة... وإبقاءها على بعض المستشارين والنظر بعين واحدة والله انعم عليها بعينين!
مما تقدم، يبقى الوضع في خانة «الثرثرة» و ما كل جعجعة تفرز لنا طحينا صالحا والحل في إعادة تركيبتنا الاستشارية والمنظومة القيادية. والله المستعان!
د. تركي العازمي
Twitter: @Terki_ALazmi
[email protected]