| مبارك مزيد المعوشرجي |
كل صباح وقبل الفطور أتصفح ما لا يقل عن ست جرائد يومية، وأقرأ مقالات لكتاب أختلف معهم لحد التناقض، ولآخرين أتفق معهم لدرجة التطابق، لعلي أجد موضوعاً أكتبه لك عزيزي القارئ.
وفي الأسبوع الماضي شدني عنوان مميز لم يكن لمقال في جريدة، بل كلمة في ندوة قالها السيد شريدة المعوشرجي وزير العدل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ولأن أبا عبد الله يجيد كل فنون الكتابة باقتدار حرصت على قراءة ما قاله، وأرجو أن يعذرني في استعارة عنوان كلمته عنواناً لمقالي اليوم.
نعم إن الشباب نصف الحاضر وكل المستقبل، وأصبحت مقولة إن الفرق بين الأستاذ وتلميذه هو الفترة الزمنية بينهما، لم تعد كافية، بل زاد هذه المسافة الكم الهائل من أدوات التواصل وسبل الاطلاع على الإنترنت بسهولة ومجانية ودون رقابة، ونيل المعلومة المطلوبة بسرعة البرق، مع اتساع مع العالم على مدار الساعة.
وهذا ما أوجد صعوبة في التعامل بيننا وبين أبنائنا وأحفادنا، وأنا شخصياً أجد تلك الصعوبة في تعاملي مع أبنائي الكبار، وفي إقناعهم بما اعتدنا عليه من قيم ومُثلٍ، وهم إن قبلوا فذلك حباً واحتراماً ومجاملة لي، لذا على القائمين على التعليم الحرص على ألا يكون الفرق العمري بين المعلم والمتعلم كبيراً، خاصة أولئك الذين يعدون المناهج الدراسية أو يديرون المؤسسات التعليمية، من مديري المدارس الثانوية فما فوق، أو عمداء الكليات، والحرص على إشراك الشباب في كل تعديل وتطوير يطول العملية التعليمية، ولأن الشباب هم كل المستقبل فمن حقهم صنع حياتهم كما يحبون، لا كما نريد، وأن يقتصر دورنا على إعطاء النصيحة والمشورة إن طلبت، مع الكرم في توفير الميزانيات وتوفير أدوات المساعدة، والحرية التامة في صنع ذلك المستقبل، دون تقييدهم بقيم وشروط وقيود الماضي.