مها بنت حليم / رسالة الظواهري ولجنة المصالحة... التطور الخطير ودلالاته!

تصغير
تكبير



قبل أشهر طالعتنا الأخبار من تمكن قوات الأمن السعودي من القبض على منسوبين إلى «القاعدة» يروجون لرسالة صوتية من الرجل الثاني في «القاعدة» أيمن الظواهري بغرض الحصول على مساعدات مادية، ورغم ان هذا الحدث الإرهابي أو الأسلوب الجديد إلا انه لا يخرج عن أسلوب «القاعدة» ومبدأ نشأتها الأولى الذي يعتمد على التسرب من خلال عقول البسطاء واستغفال العقول والمرور من خلال صغار السن وعدم مكتملي النضج الفكري، فمنذ البدء والقاعدة تتغلغل من خلال تشويه الغطاء الديني ولي أعناق النصوص الدينية السمحة، مستغلة بذلك طبقتين من الشباب الذين إما يعانون من الغلو وإما يعانون من الضحالة الدينية وبالذات في مجال الفقه السياسي.

ولعل هذا السبب لم يفت على وزارة الداخلية السعودية التي قامت بتأسيس لجنة للمصالحة وهي فكرة مبتكرة ونادرة تستحق الاشادة والفخر لما تحمله من معان سامية واحساس مذهل بالمسؤولية تجاه أمن المجتمع الفكري، وكم أتمنى أن يسلط الضوء على الأصعدة كافة على مجهودات لجنة المصالحة وأجندة أعمالها، هي حل حضاري ومتطور جدا يجب أن تلتف جميع أطياف المجتمع حوله، مراجعات لجنة المصالحة مع المغرر بهم من ضحايا الفكر القاعدي مجهود يثبت قدرة ونجاح وزارة الداخلية في حماية أمن المجتمع من أساليب التخريب والإرهاب التي يمارسها الأعداء بضراوة ضد مجتمعنا وثرواتنا الدينية والدنيوية، وكم أتمنى أن نجد لجنة المصالحة وقد أصبحت تحظى بالدعم الأهم من قبل الجهات الحكومية وغير الحكومية كافة، فقد حققت نجاحا منقطع النظير قياسا بعمر تأسيسها وقطعت الخط على «القاعدة» في كثير من مخططاتها الإرهابية، فعندما تحاول «القاعدة» تسريب تلك الرسالة الصوتية للظواهري فهي تحاول أن تستفيد- بالإضافة الاستفادة المادية- الاستفادة من خلال زرع أكبر كمية من الأرجاف وزعزعة الأمن واستغلال السذج الذين قد تورطهم «القاعدة» من دون دراية منهم بأن تداول تلك الرسالة جريمة بحق الدين والوطن، فكان قرار وزارة الداخلية بمنح مهلة لكل مواطن اطلع على فحوى الرسالة بأن يبرئ ذمته تجاه وطنه ودينه.

هذه المهلة قطعت على «القاعدة» طريق استغلال السذج وفرصة انسانية لمن التبس عليه الأمر بمراجعة ضميره للعودة إلى طريق الصواب، إذ تؤكد هذه المهلة أن وزارة الداخلية من خلال لجنة المصالحة ومن خلال تفكير قيادات وزارة الداخلية حاضرة الحضور كله، ومستعدة الاستعداد كله لحماية أمن الوطن من ألاعيب ودسائس القاعدة لزعزعة الصفوف، وهي خطوة موفقة تحسب لوزارة الداخلية التي أصبحت بفضل الله ثم بفضل رجل الأمن الأول صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز ومجهودات رجل الأمن المتحضر محمد بن نايف، اللذين يؤكدان يوماً بعد يوم قدرتهما الفائقة على القضاء على كل ما من شأنه افساد أمن الوطن.

تؤكد رسالة الظواهري الصوتية ان «القاعدة» بدأت تفقد اتزانها وقوتها وأصبحت ضعيفة أمام تضييق الخناق عليها إلى الدرجة التي أجبرتها على امتهان التسول من خلال الرسائل الصوتية، ومع مجهودات لجنة المصالحة وتعامل وزارة الداخلية مع أساليب الإرهاب الجديدة أصبحت «القاعدة» غير قادرة على التوغل الفكري بين أوساط المجتمع السعودي. وما اختيار «القاعدة» لتسريب رسالة صوتية بصوت الظواهري نفسه إلا دلالة أكيدة أن «القاعدة» لا تجد قبولاً ولا تعاطفا بين أفراد مجتمعنا ولله الحمد، فهي وسيلة هزيلة دلت على أن الفكر القاعدي انهار على رؤوس أصحابه الذين أصبحوا يتخبطون في محاولة منهم للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، ومع تحصين الشباب وبالذات صغار السن من قبل رجالات لجنة المصالحة وتراجع الكثيرين من المغرر بهم لن تجد «القاعدة» وسيلة أخرى لاستغلال المزيد من الاتباع.


مها بنت حليم

كاتبة سعودية

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي