| مبارك مزيد المعوشرجي |
أنا لا أؤيد حركة الإخوان المسلمين الدولية، ولا نسختهم الكويتية (حدس) لمكيافيلتهم السياسية، وتغير مواقفهم بسرعة، ولحد التناقض، وانتهازية بعض رجالاتهم بطريقة فجة.
ولكن لا يمكن لمنصف ذي عقل أن ينسى دورهم الريادي في نشر الصحوة الإسلامية في الكويت، وإحياء العديد من السنن والنوافل، وإزالة الكثير من البدع والخرافات، وما يواجهونه اليوم من هجمة شرسة قد يكون فيه شيء من الصحة، ولكن فيه من الظلم أيضاً، والظلم ظلمات.
بل طالت هذه الهجمات عقائد غالبية الكويتيين، بالاستهزاء والاستنكار، ومست رجالاً نعتد بهم ونأخذ عنهم، ونصلي خلفهم، بالاتهام والتشكيك في أمانتهم، ولا أدري إن كانت هذه الأعمال عن جهل ودون قصد، أم عن تعمد وخبث؟! فغالبية المهاجمين من مخالفي الإخوان سياسياً وعقائدياً.
ولعل أسوأ هذه الادعاءات على الإطلاق قول لا يستسيغه أهل الكويت عامة لمخالفته العادات والعدالة والأخلاق، مفاده أن بعضهم جلب للكويت بعض الفتيات من سورية الجريحة، وقام بتأجير عمارة خاصة لهن، وتزويجهن زواجاً عرفياً وموقتاً، وغير ذلك من صيغ مرفوضة ومستهجنة في البلد.
وخيراً فعل الدكتور عبد الله العتيقي- أمين سر جمعية الإصلاح الاجتماعي- بنفيه هذه الإشاعة المغرضة، وتبيان السبب منها وهدف مطلقيها.
***
إضاءة
لم يدر في خلدي أنه سيأتي يوم أكتب فيه مدافعاً عن الإخوان أو (حدس)، ولكن الحق أحق أن يُتبع، فالله عز وجل يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (8)» [المائدة].