لا يكاد يمر عام إلا ونسمع عن اشتعال النيران في مصنع من مصانع الألعاب النارية في دولة من دول شرق آسيا، أو وقوع كارثة إنسانية في احتفالات شعبية تستخدم فيها هذه الألعاب بكثرة.
وزارة التجارة الكويتية تمنع استيراد وبيع هذه الألعاب في المحال التجارية لخطورتها على الناس، ولكن للأسف نراها هذه الأيام بكثرة بين أيدي الأطفال وتباع «عيني عينك» في الشوارع والطرقات السريعة وبأسعار مرتفعة لقرب الأعياد الوطنية رغم أنها ممنوعة ولكنها مهربة من تجار ذوي نفوذ وحظوة.
والطامة الكبرى استعمال هذه الألعاب في المسيرات المعارضة التي تحدث في المناطق السكنية حيث يرد بها المتظاهرون على قنابل القوات الخاصة الصوتية والدخانية، من دون إدراك لخطرها على المستعمل أولاً والبيئة المحيطة ثانياً من منازل فارغة من السكان، ومليئة بالأثاث والملابس القطنية، وسيارات مليئة بالوقود سريع الاشتعال.
وهذا الاستخدام لهذه الوسائل ألغى حجة سلمية وأمان المظاهرات، وأعطى العذر للقوات الخاصة للتمادي في استعمال القوة لتفريق المتظاهرين واعتقال من يستعملون هذه الألعاب وكان الأولى على وزارة التجارة منع تسرب هذه الألعاب الخطرة للبلد، ومصادرتها من البائعين في الشوارع والطرقات ومعاقبتهم بالإبعاد، إن كانوا وافدين، أو تغليظ الغرامة على المواطنين، وأتمنى على منظمي المسيرات منع الشباب من استعمال هذه الأدوات الخطرة خوفاً على سلامتهم وإضفاء السلمية على المسيرات بصورة حقيقية، وكذلك استعمال بعض «النباطات» الخطرة، فهي سلاح صامت قاتل تستخدمه القوات العسكرية في المهمات الخاصة، وما المتظاهرون والقوات الخاصة إلا إخوان وأبناء عمومة وإن فرقتهم طبيعة العمل والأوضاع السياسية الحالية.
مبارك مزيد المعوشرجي