| مبارك مزيد المعوشرجي |
عندما تجلس أي مجموعة بشرية رجالية أم نسائية، في مجلس خاص أو ديوان أو استراحة أو مخيم أو صالون، تدور أحاديث وروايات وتنشد بعض القصائد والأشعار وتضرب الأمثال الشعبية المتوارثة عبر الأجيال وفي هذه الأمور كلها بعض المسِّ والنقد بالأمم والشعوب والقبائل والعوائل والأفراد، ومن يراجع دواوين الشعر القديم أو يتابع فن القلطة يجد في ذلك الكثير.
وتروي بعض النكات الإباحية والسياسية كل ذلك من باب «الألفة تسقط الكلفة»، وفي نهاية الجلسة يقول صاحب المكان: استروا على ما واجهتم.
بل إن هناك حديثاً نبوياً يسمى حديث كفارة المجلس يقول: (سبحانك اللهم وبحمدك، نستغفرك ونتوب إليك) تكفيراً عما يدور في المجلس من أحاديث.
واليوم أصبحنا نتحرى وننتقي المفردات خصوصاً إذا حضر المجلس شخص قريب، فقد أصبح لدينا حرج في المجالس عندما نرى من يعبث بجهاز تليفون، فقد اعتاد البعض على التسجيل خلسة مما يدور في هذه المجالس ويجري عليه بعض المونتاج والزيادة والنقصان ثم يبثها في اليوتيوب بحثا عن الشهرة والإثارة دون إحساس مما قد يؤدي إليه هذا البث من فتنة وخصومة وعداوة بين مكونات المجتمع الكويتي، فالمجالس أمانات فلا يصح خٌلقاً ولا يجوز شرعاً اغتصاب سريتها ونشرها عبر وسائل التواصل الجديدة.
أنا شخصياً أزور العديد من الدواوين اسبوعياً وأصبحت أتحرج وأتلفت عند إبداء أي رأي سياسي قد يخالف هذه الفئة أو تلك، والكثير مثلي يفعلون ذلك بل أصبحت بعض المجالس تتبادل فيها الصور والأفلام المسجلة خلسة من بعض المجالس والتجمعات أو حتى الاعراس، وأتمنى على وسائل الإعلام الوطني عدم بث هذه الصور والأفلام على شاشاتها وصفحاتها حرصاً على ما تبقى لنا من وحدة وطنية، وأتمنى على وزارة الإعلام تجريم ومعاقبة من يبث هذا النوع من الصور والأفلام، دون إذن من أصحابها عبر وسائل التواصل الاجتماعية الحديثة.