مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / أيام ضائعة

تصغير
تكبير
| مبارك مزيد المعوشرجي |

حسبت الإجازات الرسمية - الدينية والوطنية - خلال العام الميلادي 2013 فوجدتها 20 يوماً، وجرت أن تسبق وتلي كل إجازة رسمية أيام غياب تصل نسبتها إلى أرقام مرتفعة.

في تقرير نشرته جريدة «الجريدة» بعد إجازة رأس السنة يقول إن هناك أكثر من 150 ألف حالة غياب في الدوائر الرسمية، وما يزيد على 50 ألف إجازة مرضية، أما نسبة الغياب في المدارس فقد وصلت إلى 80 في المئة، سبقت وتلت إجازة رأس السنة الميلادية.

وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على التسيب في الإدارات الحكومية والتساهل في إعطاء الإجازات المرضية من الأطباء خوفاً من المراجعين أو مجاملة لهم، وأن هناك في المدارس من يشجع الطلبة على الغياب.

أنا لا أريد أن أناقش أسباب التغيب وطرق العلاج فذلك يعرفه العامة قبل الخاصة ولكن لا قرار شجاعاً في ذلك، ولكنني أريد أن أبين أثر ذلك سلباً على مستوى التحصيل التعليمي، خاصة في المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، حيث تُدرس أساسيات العلوم ويعتمد الطالب بدرجة كبيرة على شرح المدرس، فكل مادة علمية تحتاج إلى عدد من الحصص الدراسية للشرح والمناقشة ثم التدريب والقياس عبر الأسئلة التحريرية والمسائل الحسابية والتجارب المخبرية وتسميع النصوص القرآنية والأدبية.

وعدد الساعات الدراسية مع كل هذه الإجازات المقررة والانقطاعات لم يعد يكفي لذلك، ما أضعف مستوى وكمية التحصيل العلمي لدى طلبة المرحلتين الابتدائية والمتوسطة، وتفشت ظاهرة الدروس الخصوصية التي أصبحت عبئاً على ميزانية الأسرة محدودة الدخل ووصلت أجرة الساعة الدراسية إلى 10 دنانير وما فوق.

والحل في رأيي لمنع هذا التسيب والغياب غير المبرر عن الدراسة ألا يسمح لأي طالب بدخول امتحانات آخر العام، لمن تقل نسبة حضوره عن 85 في المئة مع التشدد في محاسبة المتغيبين من دون عذر، وتحذير أولياء أمورهم من خطر ذلك على مستوى أبنائهم، وأن تكون امتحانات آخر العام موحدة، تعدها المنطقة التعليمية، بإشراف التوجيهات العامة للمادة، تسبقها دروس تقوية ممولة من الجمعيات التعاونية لرفع مستوى الطلاب التحصيلي لتعويض ما فاتهم من حصص، ولنعرف مدى هذا الخطر نعرف مدى تسرب طلاب الجامعة من التخصصات العلمية كالطب والهندسة والعلوم بسبب ضعفهم في المواد التراكمية مثل الرياضيات واللغة الإنجليزية والعلوم.

راجين من الوزير الشاب نايف الحجرف أن تكون هذه الأمور من أولوياته.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي