جعفر رجب / تحت الحزام / من الجاخور إلى المزرعة

تصغير
تكبير
علينا أن نفهم الآن هذه القضية البسيطة، اذا كانت الجرائم تتم في العلن، وأمام الناس في المجمعات والأسواق العامة، فلماذا تطالب الداخلية بسرية عقد جلسات مجلس الأمة حول الانفلات الامني؟ وما القضايا الحساسة التي سيطرحها الوزير ولا يعرفها الناس، إلا إذا كانت تريدها سرية، حتى لا تكون فضيحتها علنية.

وعلينا أن نفهم أيضا، سر علاقة النواب بالمزارع والجواخير، وتركهم للمجلس بقاعاته، وكأن الحوار والتفاهم والقوانين لا يمكن أن تقر إلا في مزرعة أو جاخور، وبعد أن ابتلينا بخرفان الجواخير ها نحن نُبتلى بالحصن والبغال في المزارع، إلا إذا كان النواب مصِّرين على كشف ذمتهم الزراعية والجاخورية، وليكشفوا عن مادة جديدة في الدستور تعتبر الجاخور والمزرعة سلطة رابعة!

وعلينا أن نفهم أيضا، سر تخصص سفيرنا في البحرين في نوعيات القماش ودراسته المعمقة لانعكاس الضوء على الأقمشة، فقد اهتم شخصيا للون الأعلام الكويتية المرفوعة في البحرين والتي أثارت جدلا حولها، ما يشير إلى تطور الوعي الفيزيائي لسفرائنا في الخارج، وبقي ان يحلل لنا.

وعلينا ان نفهم ايضا سر تمسك المعارضة بالخطاب نفسه، والأسلوب ذاته، وطريقة التعامل مع الوضع نفسه، فهي مازالت تسمي نفسها غالبية برلمانية! ومازالت تتخبط بين مسيرة مرخصة وغير مرخصة، ومازالت تهتم بالتافه من الأمور مثل استنكارها شتم القوات الخاصة، وكان المطلوب من رجالها أن يغنوا الأغاني العاطفية وهم يضربون الناس!

وقد نفهم ما سبق اذا فهمنا لماذا ميسي يصبح افضل لاعب بالعالم للمرة الرابعة، مثله مثل الآسيوي الذي يفوز بسحوبات البنوك كلها وهو لا يملك حسابا في أي بنك، وحتى لو فهمنا فلن نفهم هذا المجلس وهذه الحكومة وماذا يريدان، لاننا حتى الان لا نعرف، ويبدو انه لا احد مقتنع والأمر أشبه بمباراة ودية، ولعب في الوقت الضائع بانتظار شيء ما... علينا أن ننتظر شيئا ما!

وما هو «شيء ما»؟ مثلكم، لا أعرف!





جعفر رجب

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي