تركي العازمي / المرشح بين الذمة المالية والقيم البرلمانية

تصغير
تكبير



الانتخابات الفرعية، التشاورية، التزكيات أو أي مسمى آخر يراه الأخوة من أبناء القبائل قد انتهت وسيتقلص عدد المرشحين بعد ظهور النتائج... وستبدأ المرحلة الحاسمة من خلال حملة انتخابية مختصرة ومقيدة في طبيعتها الجديدة. ويبقى الاختيار ومعاييره المؤثر الفعلي على التركيبة النيابية المقبلة.

هناك جانبان أساسيان في عملية الاختيار بعيدان عن طريقة الاختيار التقليدية، والتي أخرجت لنا نواباً لم يكونوا منسجمين مع تطلعات الشارع الكويتي.

الجانب الأول يعتمد على الذمة المالية للمرشح، والجانب الآخر متصل بالسلوك الشخصي للمرشح، وكل ما نتمناه من الناخبين من الجنسين التركيز على المرشح الذي يتسم بنزاهة ذمته المالية وسلوك شخصي مميز.

أحياناً تصعب السيطرة على معرفة الخيوط المؤدية إلى كشف الذمة المالية، إذ إنه بالإمكان تحويل حال الثراء إلى أطراف أخرى، ولكن سلوك المرشح وطبيعة صرفه المادي يمكن كشفها من خلال معرفة وضع المرشح المادي قبل دخول المعترك السياسي البرلماني وأثنائه وبعد نجاحه إن حالفه الحظ.

أما القيم البرلمانية فهي ظاهرة للعيان وبالإمكان الحكم على المرشح إن كان متزناً في طرحه وينتقي عباراته بشكل حذر ومحترم من دون تجريح وتصعيد يؤدي إلى خلق حال من التأزم! ولا ينبغي أن يتصور المرشح من تلقاء نفسه، وكأن الوضع مقبل على معركة سياسية، فالطرح القويم بحاجة إلى عقلانية وبعد نظر وهدوء في مناقشة القضايا الخلافية وبشفافية مطلقة وأنفس نقية.

المرشح القادر على إدارة حملته الانتخابية رجل وطني في المقام الأول عايش الوضع المحلي، ويعرف مكامن الخلل ويطرح أجندته بشكل سليم، ويحاول أن يؤسس قناة اتصال دورية بينه وبين الناخبين. نريد مرشحاً يقود سرب الإصلاح بخبرة وأدب حوار لا يستفز ولا تؤثر به المعطيات وتدفعه إلى فقدان الأعصاب، وبالتالي تظهر الكلمات غير «المشفرة» وتساعد في رفع حال الاحتقان بين السلطتين.

«إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»، فالأخلاقيات تظهرها التصرفات، والعقل يجب أن يكون المحرك الرئيسي لها، لأن العاطفة أحياناً تهدم وتخدش جدار الأخلاق الكريمة. فالأخلاق الكريمة تدفعنا إلى اختيار الكفاءة التي تعتبر الذمة المالية وصلاحها والسلوك الشخصي من أهم الجوانب التي تحدد خلق المرشح والناخب على حد سواء.

إننا ندعوكم جميعاً إلى قيادة البلد إلى مستقبل إصلاحي تُزال فيه شوائب الأنفس، فقد حان الوقت لحسن الاختيار... فهل نحن على قدر من المسؤولية ونصوّت بأمانة مجردة؟... والله المستعان.


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي