| سلطان حمود المتروك |
التفكير سمة طيبة يجني صاحبها ثمرات تجعله يستفيد مما يفكر فيه ويجعل له طريقا يتلمس من خلاله الهوى ويبتعد عن دروب الشوك ويجعل من الأشواك التي تعتري دربه تمحيصا وعبرا لكي يتعداها ويصل الى مبتغاه ويحقق أمله ليدرك غايته مسرحا ممتلئا بأتون السياسة المحرقة مرت خلال فصول تشريعية متلاحقة لمجالس الأمة دوت خلالها تصريحات أثارت الناس واستفزتهم من مجلس أثير فيه التعديات على ممتلكات الدولة والمناداة بإسقاط القروض وترك القضية الحاسمة والمهمة وهي التنمية والنهوض بالمجتمع الى سبيل أفضل ثم أتى مجلس آخر فقفز على الدستور وأراد ان يغير في مواده وأثار الناس وطرح ثقافة الاستجوابات قبل الشروع في العمل وعلت الأصوات وتطاول البعض على البعض فأبطل هذا المجلس وأتى مجلس جديد افتتح في السادس عشر من الشهر الجاري واستبشر الناس في الوافدين من أبناء الأمة على مجلسهم، وفي جلسة طيبة يوم الافتتاح استشعر الكل بمسرح سياسي هادئ ومستقر وشكلت لجان المجلس واشترك الجميع في التشكيل لم يستأثر أحد باللجان بل شارك الجميع مما جعل الناس يستبشرون وقلنا: «طبنا وغدا الشر».
ولكن أصبحنا على تصريحات شديدة وقاسية وتلويح من بعض الاعضاء بالاستجواب قبل الشروع بالعمل.
فأصبح التفكير القديم يلوح في الأفق ورجعنا الى المربع الاول وأخذنا نفكر بإسقاط القروض وهددنا بمن يقف في وجه إسقاطها وقال البعض بأنهم وعدوا ناخبيهم بأن يسقطوا عنهم القروض فهل هذه الضجة هي مبتغى وطني أو تصحيح لقضية مهمة أشبعت بحثا وأخذت وقتا كبيرا من مجالس ذهبت ولم تحقق شيئا ورجعنا بنفس المفهوم وبذات الرسالة وبتلك العبارات الصعبة التي اذا وصلت الى الفكر شلته وإلى القلب أدمته وإلى الآذان صمتها.
كيف لا نأخذ من أفكار الماضي عبرا لمسيرة الحاضر فإن الديرة ممتلئة بالخير والشعب ليس بعطشان فهو مرتوٍ من الكرامة وليس طفشان فإن الخير والنعمة والاستقرار تحيط به من كل مكان ولا يتمنى على أعضاء مجلس أمته إلا ان يفكروا مليا في إصدار المشاريع والتفكير في القوانين التي تعمل على رقي الأمة وتقدمها وأن يعدوا الناس بالتخطيط الشامل والنمو المتكامل الذي يرتقي بهذه الديرة الى مستوى أفضل وطريق كله خير وتفاؤل وأمل.
لا نطيق الوجود والدهر يمشي
حولنا بالمنى يسرا ويمنى
يا بلادي وأنت قرة عيني
طبت نفساً على الزمان وعيناً
ستفوزين رغم أنف الليالي
عجل الدهر بالمنى أو تأنى