| سلطان حمود المتروك |
هو رحاب جميل رحاب هذا الوطن المفعم بالخير والذي تتدفق في أوساطه صنوف من النعمة ينعم فيها جميع من يقطن على أرضه وتصدر هذه النعم إلى أصقاع الدنيا بأسرها ويطل الربيع وكم هي جميلة أيامه وعليلة نسائمه وخصبة أرضه.
حتى قيل:
أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا
من الحُسن حتى كاد أن يتكلما
وقد نبه النور وزفِ غسق الدجى
أوائل ورد كنَ بالأمس نوُما
هذا هو الربيع وأتى ما يسمى بالربيع السياسي استغل الشباب من خلاله وبدأ بتونس بقيام بوعزيزي عندما ضاقت بهِ الحيل لم يجد ما يمكنهُ على أن يشق طريق الحياة فأحرق نفسه، ودوت قضية الشباب وفجرت الثورة وأبعد الشباب بعد ذلك عن الساحة، وتصدر من تصدر من غيرهم وبدأت الاعتصامات والمظاهرات وتشكلت أحوال الدنيا وتغيرت.
تكررت هذه الحالة في مصر وأبعد الشباب ولم يكن لهم مجال وهم أصل الثورة وإذا نادى هؤلاء بالثورة فإنهم يعيشون في ضنك وكدر وعوز وبطالة وأحوال نفسية واجتماعية وآدمية كثيرة قد يحسون بها أكثر من غيرهم.
فهل يرى المستقرئ لهذه الأحوال ربيعاً لنا في هذا الصدد؟
وما لنا نحن في هذه الديرة الراغدة التي تعيش ربيعاً منذ أمد طويل ويشتم أزهار ربيعها القاصي والداني، وتأتي مجموعة لترسخ في أذهان بعض الشباب لإعلان صفات وسمات لا تتلاءم مع ما ورثناهُ من الآباء والأجداد يريدون أن يعلموا بعض الشباب ثقافات نحن أبعد ما نكون عنها يعلمونهم عكس الواقع.
يفتعلون قضية وما هي بقضية، يصطنعون الجوع وأمعدتهم ممتلئة بالخير، يقولون جياع كرامة وقد عاشوا في ديرة ممتلئة بالكرامة ومجتمع يعمل على إرساء أواصر الكرامة في ربوعه.
وأتت التشكيلة الجديدة للحكومة وقد ضمت في محتواها وزارة لشؤون الشباب فعسى أن تتلاقح الأفكار عندما ينعقد مجلس الأمة في تكوين بوتقة تنصهر فيها أفكار الأمة وتخرج من خلالها آراء ومشاريع للقرارات وقوانين تعمل على وضع برامج وخطط تعمل على توجيه الشباب وصقل إمكاناتهم واستخدام قدراتهم ووضعهم في الأماكن المختلفة كي يستمروا في استنشاق نسائم الربيع الدائم الذي يساعدهم على الجد والعطاء من أجل بناء أمهم الكويت.
شبابي إذا كنت لا أستطيع
أحقق فيهِ منى أمتي
وأرفع فيهٍ لوائي العزيز
ليخفق بالنصر والعزتي
فلا كان هذا الشباب العقيم
ولا كان زهوي ولا عزتي
ولا كنت يوماً حليف الحياة
إذا كنت أحي بلا عزتي
فالعزة هي العمل بوضوح وإصرار وتهيئة المجال الآمن لا بوضع الأقنعة على الوجوه وارسال ثقافة الخوف بين المساكن وفي الشوارع وحتى في الأندية الرياضية أوقات المباريات التي نحتاج بها إلى أن ندفع بالرياضيين من أجل التقدم في مجالهم ونبعدهم عن أتون السياسة التي إذا استغلت من أجل الهوى فإنها تؤدي بالأمة إلى طريق الهاوية.