قلم أحمر / فنيلة وسروال مكسر... يااااااو
www.alrai media .com
يعن على بالي كثيرا حين أرى امرأة مطفأة الانوار، سواء كان ذلك ظاهرا على ملامحها الباهتة ببشرتها الصفراء والمسامات المفتوحة والذي تلطخه بألوان كثيرة، ولون الشحوب المكتسى به وخبو بريق العينين او ... حتى سمنتها الشديدة او في عزلة الروح التي تشعرك بضعفها، يأتي ببالي ان هذه المرأة غير سعيدة بحياتها، وان انطفاء كهربة أنوارها مرده، انها سمحت لان يكون مفتاح التحكم في الاضاءة والانطفاء بيد الآخر، سواء كان زوجا او اخا او نظما اجتماعية وضعية وظروفا قاهرة. وهي بهذه السمنة الشديدة انما تعاقب نفسها على وضع تكرهه ومع هذا فهي تستمر به .
هل شعرت يوما - سيدتي - انك في حياة شريكك مجرد ... حوض اسماك الزينة !
وان سنوات المرور تعدي دون اشارة احساس نفسك منك بنفسك، وبالتالي دون انتباه احد لك، وبحاجاتك .. واهدافك وتطلعاتك... ولا احد حاسس بالطين الذي تغرقين به.
هل انت مرآة صقيلة لامعة ليرى الآخرون قراراتهم وأوامرهم الجاحدة بك، مطبقة عليك بالرغم من تحملك مسؤوليات البيت الخدماتية بشكل يعجز الرجال عن فعله.
نحن الآن في القرن الواحد والعشرين .. ما هو وضع المرأة الكويتية والعربية .. هل نال عقلها واحساسها بذاتها شيئا من التطور، ام انها ارتدت لمئات السنين الى الخلف، قابعة خلف سور الحرملك، ترتهن عقلها الواسع لافق ضيق، لا يخرج عن كونها، انها خلقت لتكون في خدمة الآخرين .
ماذا اضاف خروج المرأة للعمل لها، قد تكون تحققت اقتصاديا قليلا .. قد تكون قد حققت ذاتها في عمل تحبه بعض الشيء، وقد تكون وظيفة تدر بها دخلا شهريا وتقضي على وقت الفراغ الواسع والسلام، وماذا بعد...
*****
ما الذي دفعته المرأة المتزوجة من ثمن بعد خروجها للعمل... هل تغيرت نظرتها لنفسها فقدرتها كما تحلم لنفسها، وهل لها موقف رافض من اي احد يكسر ضلعا لها ليختمها بختم العبودية، هل اضافت طموحات الرغبة في تطوير ذاتها، هل تغيرت شخصيتها نحو اتساع الرؤية أكثر، هل اصلا عرفت معنى المتعة والترفيه عن النفس بالاطار الذي تريده... ام انها مازالت تحمل افكاراً قديمة من ايام جدتي الراحلة... خدوجة!!
المرأة المتزوجة حين خرجت للعمل لتتحمل اعباء المعيشة الزوجية كانت ومازالت شريكة مع «ابن الحلال» زوجها وقسمت راتبها على نصفين، وبعد العمل يطالبها المحروس ان تدفع ثمن خروجها للعمل، ليس عبر المشاركة الاقتصادية في البيت .
لا.. لا .. لا
هذا اصلا حاصل .. ليس عبر وقوفها الدائم مع قروضه البنكية.
لا.. لا.. لا.. لا ... بيحصل.
ليس عبر الاستئناس معا بمتع الحياة .
لا .. لا.. لا.. لا .. هذا بالمشمش...
بل عبر «هلك اهل جابوها» بالاستيقاظ فجرا لاعداد الافطار والاطفال وتوصيلهم لمدارسهم ومن ثم الذهاب لعملها وبعد استعادتها لصغارها تبدأ سيمفونية تدريسهم ليكونوا «خوش عيال يرفعون راس ابوهم نابليون بونابرت» هذا غير متابعتهم صحيا وترفيهيا وهي وحدها المسؤولة عن توفير كل صغيرة وكبيرة مما يحتاجه البيت من السوبر ماركت، والعناية الخاصة بالزوج من خلال تقديم كافة اشكال وانواع فنون الدلع والولع له، والاحتفاء بأهل «خلفوه» وعائلات اصدقائه واقامة العزائم العامرة لهم قالت لي .. : «كنت اشعر ان الخروف المحشي الذي تعبت في اعداده وحشوه بالأرز والمكسرات والنائم فى غيبوبته الدائمة فوق كومة من الارز الموشى بالمكسرات ايضا، شعرت ان هذا الخروف يشبهني .. هكذا خلقت النساء والخراف للزينة واكلها لحما و... رميها عظما»
*****
ماذ خسر الرجل، حين دخل في الرابطة المقدسة والتى اسمها «الزواج»؟
لاشيئ ... انه زواج هم ومسؤوليات لها، وانعدام احساس بالواجب من طويل العمر زوجها، ومع هذا فإني استغرب معدل طول عمر النساء مقارنة بالرجال في وطني الكويت، انظر الى زاوية الوفيات في الصفحات الاخيرة بالصحف اليومية ان الله يأخذ امانته منها في الثمانين بينما ينقصف عمره بالستين، هل يحصل هذا من كثرة راحته! فيقرر لملمة حاله والرحيل، ام لان المرأة تتحرك كثيرا فتظل في حالة نشاط، وقد تسهم بسرعة اجله بسبب ان المرأة تنفس عن غضبها والضغط الواقع عليها بسلاح البرطمة والحنة والزنه على صماخه..! فيتكل هو على الله ويذهب باكرا...
اثناء حياته معها، يظل محافظا على راحتة بعد الظهر فيما يراها تكد لعياله وبيته ويمتص صحتها وراتبها، وهو راديو لا يتوقف على اذانها منتقدا كل شيء، واحيانا بالفاظ بها الكثير من السخرية منها، وان تكرم وجلس بالبيت فهو مرض التيفوئيد، اما يضرب الصغار ويصارخ على المرأة او يرحمهم الله وينشغل بالكمبيوتر يعمل « شاتنغ» مع المراهقات او يتفرج على المحطات التافهة ويطلب منها ان تكون جالسة بقربه، «الله والقرب» وفي الامسيات الاخرى يذهب لاصحابه في الديوانية، او لملاقاة رفاقه في اماكن اخرى يأتي وينام مثل الوز البري، منبطحا على ظهره كالضب الصحراوي، و يتحرش بها لتبدأ ليلته الحمراء معها، كتبت تقول لي: «لا يراعي ابدا اني كائن مستهلك تماما، فمن اين لي بعد نهار عمل مجهد جدا، وعنايتي لوحدي بكل تفاصيل حاجات اطفالنا، وركض لابتياع انبوبة الغاز، والذهاب لجلب ملابسه من المصبغة، ومتابعة الغسيل والكي مع الخادمة، وتوفير وجبة العشاء له، او اعداد عشاء عرمرمي لاصدقاء الديوانية، وهو لا يساعد في اي شيء على الاطلاق، فقط اتلقى اوامره، وأنفذها كأحسن عسكري في ميدان رماية .. حظي.
كيف يتخيل هذا المخلوق «النادر» اني قادرة على أن ارتدي له قميص نوم مع عطور محببة له، وقبله ... عليّ الذهاب للصالون لانتزع الشعيرات من ساقي وحواجبي التي نسيتهم تماما ... واهدر بذلك جزءا مهما من راتبي لاكون له كاترينا زيتا جونز او.. في ليلة اخرى يريدني هيفاء وهبي.
ثم ما الذي يعمله لي انا؟
طالع لي بطرق «فنيلة وسروال مكسر» هذا اللي الله قدره عليه، يعني الريال سكسي»
****
فيما ذكرت اعلاه، لا يعني ابدا اني ضد خروج المرأة للعمل، ابدا... ولو فهم موضوعي على انه ضد خروجها للعمل، اعتبروني وكأنني لم اكتب لكم شيئا بقلمي الاحمر اليوم واملك الجرأة في نسف المقال من جذوره، وانا اعرف اني اكتب لاذكياء القلب والاحساس والمنفتحين على ابواب النقاش الحي والمنطقي، أنا مع خروجها للعمل ومع مشاركتها في عملية التنمية بوطنها، وعليها ان تكون اكثر فعالية مع منظمات المجتمع المدني، انني في كل ما جاء اعلاه اقصد ان وضع المرأة تغير .. وتوسعت قليلا مداركها، وانها كسبت حرية اقتصادية نسبية في راتبها، لكنها بالمقابل لم تجد الشريك «الادمي» الذي يشعر بآلامها المضاعفة يوما بعد يوم، هو «متيس» لم يتغير، ولم يتفاعل مع الحياة الزوجية كونها اصلا شراكة بين اثنين، ولم يغير عاداته وطلعاته ووناسته، تماما كأنه مازال عازبا، بينما هي في الغالب الاعم نذرت شموع عمرها لعائلتها .. حتى انها في احيان كثيرة - واعتبر ان لذلك دلالة مدمرة لنكران الذات – ان الكثيرات يسعدن حين تتم منادتهن بـ «ام فلان»... كونها امرأة ولود منجبة لذكور رافعين راس الفارس الاسمر زوجها... نابليون بونابرت!
حين يسميني احد زملائي بالعمل قبل شروعه في الحديث معي بـ «ام جاسم» او عند بيتي بمنطقة الشعب البحري بـ «ام علي» او في مدرسة ابنتي الاميركية بـ «ام نينار» لا اشعر بسعادة كبيرة، ولا أفخر بهذه المناداة، ذلك لان امي انجبتني باسم واضح وموثق بشهادة الميلاد، وقد سار معي عمرا قبل انجابي لاولادي، وعملت على نفسي فى تطوير دائم لقدراتي، فلماذا اتحول الى نكرة مختبئة خلف اسماء اولادي والذين هم فخر الصناعة المحلية، واتزين بهم كحبات الالماس في تاجي الذي على رأسي، لكن لن اسمح بإلغائي، ذلك لان «لي» وجودي الاثير الذي بنيته و... الذي احبه !
مزااااج
لا تكن سطح وجه الماء الرقراق، انا لا احب الوجوه المحايدة الساكنة بلا تعبير، هذا لا يروقني، لا تكن لي نبيلا انكليزيا باردا خارجا من قصره من القرون الوسطى، يتعامل مع خشونة البارونات الجامدة العواطف، لا اريد رجلا يتعامل بأدب وترتيب متأنق مع مشاعري، ارفض ان تعاملني بالشوكة والسكينة، لست احب أن تكون بكل هذا القدر من الحذر معي، تراعيني وتنسى انك تحيلني الى تمثال من المجاملات المثلجة، انا يا سيدي يسكنني جموح اللحظات العافرة، العامرة... بمواسم المطر، انا في بعضي ورق خريف حزين، وبعضي شتاء ارتعد من برودته في عز الصيف، انا قلبي ولد في عز ورد الربيع انا التي كلي نار مسكونة ايضا بالطين والماء، ألم اقل لك في لحظة اني عشقت مكانا بجسدك ولم أشي به لك، لا تقل بأدب جم انك لا تريد تجاوزي... ان متعة الحياة ان تتجاوز... اكتب... اكسر... اغضب... عاتب... روووق، وافرح... دع قلبك يضحك، احبني بكل ألوان حالاتك... واعصرني بك، لاني هكذا تبدأ معي قيامة... الحب !