الجميّل لسكاف: لا تقحم نفسك في معركة أكبر منك بكثير
| بيروت - «الراي» |
سارت زحلة (البقاع) والمناطق المجاورة امس، خلف نعشيْ القياديين في حزب الكتائب اللبنانية نصري ماروني وسليم عاصي، اللذين سقطا الاحد برصاص جوزف الزوقي وشقيقه طعمة (من أنصار النائب المعارض الياس سكاف) اللذين ما زالا متوارييْن.
زحلة «المفجوعة» والتي ارتدت «ثوب الحداد»، شيّعت ماروني وعاصي، وسط «حبس أنفاس» وإجراءات أمنية استثنائية، وبمشاركة شعبية حاشدة وبحضور رئيس حزب الكتائب امين الجميل وقيادات في فريق «14 مارس»، فيما صبّ المشيّعون غضبهم على النائب سكاف وزعيم «التيار الوطني الحر» العماد ميشال عون والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصرالله، بهتافات أُطلقت ضدّهم.
وقبيل مراسم التشييع، دعا الجميّل، سكاف، الى «التصرف بمسؤولية وتسليم الجناة بأسرع وقت كي يكون هذا الامر مدخلاً لترطيب الاجواء وتهدئة النفوس وبعدها لكل حادث حديث». وقال في حديث لـ «المؤسسة اللبنانية للارسال» متوجّهاً الى سكاف: «أنا أنظر في عينيك وأقول لك: لا تقحم نفسك وعائلتك ومنطقة زحلة في معركة أكبر منك بكثير، ولا تحاول اللعب بالنار لأنك تعرف من هي الكتائب اللبنانية، ونحن نتصرف بمسؤولية، لكن مسؤوليتنا أيضاً أن نحمي أنفسنا ونحمي أهلنا. لذلك أطالبك بتسليم الجناة من دون أي تأخير وسنكون بالمرصاد لأي شيء».
واضاف: «الكتائبيون سيتصرفون بمسؤولية لكنهم لا ينامون على ضيم. ولدينا معلومات ان النائب سكاف لديه علم بما جرى من الالف الى الياء وتبين ان القصة اكبر مما تصورنا وهي ليست عملاً فردياً بل مخطط واضح وكبير ومن المؤسف ان هناك قيادات في زحلة غارقة في هذا المخطط».
وتقاطعت معلومات أمنية مع ما قاله شهود لـ «الراي»، أن تنفيذ عملية القتل كان مشابهاً في العديد من وجوه لعملية اغتيال النائب والوزير بيار الجميل، فالجناة في زحلة ورغم إصابة من استهدفوهم وسقوطهم على الأرض، إلا أنهم واصلوا إطلاق النار عليهم ومن قرب للتأكد من مقتلهم، وتلفت هذه المعلومات إلى أن عملية الهروب السريع كانت الجزء الثاني من الخطة بحيث ان الجناة كانوا على علم أن سيارة في انتظارهم لنقلهم إلى حيث يكونون بأمان إما في المدينة أو خارج لبنان، فالمسافة بين مكان الجريمة والحدود اللبنانية - السورية لا تستغرق اكثر من 20 دقيقة».
ومن ابرز ما توصلت اليه التحقيقات:
• ان الشقيقين الزوقي استخدما في العملية سيارة مسروقة من أحد مناطق المتن ذات لوحة مزورة وقاما بإطلاق النار على الجهة الخلفية منها، كي يوهما القضاء واجهزة التحقيق بانهما تعرضا لاطلاق النار وقاما بالدفاع المشروع عن النفس، في حين ان التحقيقات اثبتت ان الرصاص الذي اخترق السيارة يعود الى السلاح نفسه المستعمل في الجريمة العائد الى جوزف والى السلاح الأميري الذي كان مع شقيقه.
• ان جوزف الزوقي سبق ان حضر الى مكان الاحتفال الكتائبي بإعادة فتح مقر الحزب في حوش الزراعنة، فطلب منه قائد المجموعة الامنية الانصراف الى حين الانتهاء حتى تفتح الطريق، فغادر متخذا مكانا مطلا على بيت الكتائب يتيح له المراقبة الدقيقة. ولما تأكد من انصراف معظم الحضور وفتح الطريق ومغادرة القوى الامنية عمد الى العودة الى المكان الذي لم يكن حاضرا فيه الا الاشخاص الخمسة فقط (عاصي وماروني والجرحى الثلاثة الآخرون) فأطلق النار عليهم، بدءا من ماروني الذي اصيب برصاصات عدة قاتلة تجاوزت العشر. ثم فر بالسيارة الاخرى التي كانت في الانتظار تاركا السيارة المسروقة في مكان الحادث بعدما حاول وشقيقه تفجيرها.
• ان اي تلاسُن لم يحل بين الجاني واي من العناصر الكتائبية.
• ان جوزف القزي عمد الى إخلاء منزله وإرسال عائلته الى جهة مجهولة قبل تنفيذ جريمته.