مسجد بـ «قبلتين» وشجرة مريم وقبر السبع بنات... أهم معالمها

البهنسا: أرض الشهداء ومقابر الصحابة ومحطة العائلة المقدسة

تصغير
تكبير
| المنيا (مصر) - من ماجد فهيم |
في قلب محافظة المنيا، شمال صعيد مصر، تقع البهنسا، وهي أرض الشهداء حيث مقابر الصحابة والملقبة بالبقيع الثاني بها شجرة مريم ومسجد السبع بنات ومسجد الحسن بن صالح وضريح سيدي فتح الباب ومسجد سيدي علي الجمام.
والبهنسا تقع غرب مدينة بني مزار بنحو 5 كيلو مترات وبالقرب من الطريق الصحراوي الغربي القاهرة أسيوط وبحسب التقسيم الإداري في عهد الفراعنة والرومان فإن التقسيم الإداري للمنيا ينقسم إلى 3 مناطق أولها المنطقة الشمالية وهي البهنسا ثم المنطقة الوسطى وهي «طحا الأعمدة» التابعة حاليا لمركز سمالوط والمنطقة الثالثة هي منطقة «الأشمونية» التابعة لمركز ملوي جنوب محافظة المنيا بـ«50» كيلو مترا.
وبحسب مخطوط أفلاطون وأشعار وإقليدس يعود تاريخ البهنسا إلى الأسرة الـ26 من عهد الأسرات الفرعونية وتمت معرفة ذلك بعد اكتشاف مقبرتين كبيرتين تعودان لهذه الأسرة ومجموعة أخرى من المقابر ترجع إلى العصر القبطي عليها نقوش ملونة يظهر عليها الاسم اليوناني للبهنسا «أوكسرنيكوس».
وكانت البهنسا إحدى محطات رحلة العائلة المقدسة بأرض مصر التي جاوزت الأعوام الثلاثة هربا من الاضطهاد الروماني واستظلت خلالها السيدة مريم وابنها السيد المسيح تحت شجرة تعرف بشجرة مريم ولاتزال موجودة حتى الآن بجوار البئر التي شربوا منها ويتوافد على المكان آلاف الأقباط لأخذ البركة والدعاء في هذا المكان المقدس.
كما تمثل البهنسا صفحة مجيدة من تاريخ الفتح الإسلامي لمصر فهي تمثل «البقيع الثاني» وقال عنها الإمام الراحل الدكتور عبد الحليم محمود ان هذه الأرض لايخلو شبرا فيها من دم شهيد وذلك لما حدث في عام 21 هجرية، حين استعصى الصعيد على عمرو بن العاص، فأرسل في طلب المدد من الخليفة الفاروق عمر بن الخطاب فأرسل له مجموعة من البدريين عددهم 600 ممن شاركوا في غزوة بدر وغزوات أخرى، بالإضافة إلى مجموعة من المقاتلين ووصل عدد هؤلاء على حدود البهنسا 600 أمير بصحبة 8 آلاف مقاتل استشهد منهم 5 آلاف تم دفنهم بهذه المنطقة وعلى رأس هؤلاء الشهداء محمد بن أبي ذر الغفاري وعثمان بن آيات بن عثمان بن عفان ويحيى بن الحسن البصري وخوله بنت الآزوا، وإلى جانب مقابر هؤلاء الصحابة من البدريين يوجد مسجد الحسن بن صالح بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، وهو المسجد الوحيد في مصر الذي له قبلتان كذلك ضريح سيدي فتح الباب أحد أبطال الفتح الإسلامي ومسجد سيدي علي الجمام قاضي قضاة البهنسا وإمام المالكية كما يوجد مسجد السبع بنات، وهن بنات قبطيات ساعدن جيش عمرو بن العاص ضد الرومان وتعود قصتهن إلى اكتشاف دماء على الزلط في مكان يسمى مجرى الحطب وبعد انتهاء المعارك وانتصار جيش عمرو اكتشف المسلمون جثث البنات السبع القبطيات فأقاموا لهن 7 مقابر مجاوره لبئر أثري، وبعدها تم إنشاء مسجد باسم السبع بنات بجوار البئر التي توجد بها مياه حتى الآن على عمق 20 مترا وإلى جانب هذه الآثار ضريح سيدي عبدالله الدكروري أحد المجاهدين الذين استشهدوا أثناء الفتح الإسلامي للبهنسا مدينة الشهداء.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي