المستشارة الفنية في وزارة الصحة قدمت «وصفة» لتقف مستشفياتنا في مصاف الدول المتقدمة
دلال الودعاني... حكاية «طبيبة» مع لقب «الأولى» في الكويت
في مستشفى الولادة
تتلقى التكريم في الجامعة الأميركية في بيروت
خلال مشاركتها في منتدى علمي في باريس
الودعاني في مؤتمر جامعة هارفارد
مع الشيخة أوراد في إحدى الفعاليات
دلال الودعاني يوم تخرجها
طالعتنا الصحف المحلية ووكالة الانباء الكويتية الاسبوع الفائت وتحديدا يوم 25 نوفمبر 2012، بخبر حصول أول كويتية زاادارااازها ارد اادارة الصحية وهي** ارة اووزارة ااون اوادةوزارة اارة دل الودعاني، ومن هنا بادرت «كويتي وافتخر» بلقاء الدكتورة دلال، لنطلع قراءنا الأعزاء على شخصية كويتية عصامية بامتياز، فالبورد الاميركي ليس إنجازها الوحيد ولن يكون الأخير مع تلك الكويتية المثابرة التي لا يروي عطشها العلمي شهادة ولا تقف عند حدود دولة بعينها بل تشد الرحال لتطرق باب «ساقي العلم» أينما كان.
فالودعاني التي بدأت السير في درب الطب لم تكتف بالحصول على بكالوريوس العلوم من الجامعة الأمريكية في بيروت، بل واصلت دراستها لتنال درجة الدكتوراه في الطب من الجامعة ذاتها،ثم تشعر مثل غيرها من أولي العلم أنها في حاجة الى المزيد من المعرفة ومسايرة عجلة الجديد في عالم الطب التي لا تتوقف، فحصلت على دكتوراه اخرى في طب العائلة من معهد الاختصاصات الطبية، وبعدها راودها الطموح الى شد الرحال الى امريكا لتنال زمالة الكلية الأمريكية لقياديي الرعاية الصحية، فالبورد الأمريكي في الإدارة الصحية.
هل اقتنعت الدكتورة دلال بما بين يديها وخلدت الى الراحة في كنف أسرتها؟ كلا، فهي تقول «أؤمن بأن التعليم المهني المستمر في جميع المجالات في وقتنا الحاضر ليس خياراً بل هو من الضروريات الكفيلة بتطوير أي خدمة»، وربما هذا ما يفسر سر المشاركات الواسعة لها في المؤتمرات، فقد شاركت في 52 مؤتمرا محليا ودوليا ودورة تدريبية كمحاضرة.
وليس شغف الودعاني هنا بتحصيل العلم فقط، بل تريد ان تنقل ما حصلته من خبرات وعلوم ومعارف الى غيرها، وعن ذلك تقول « أدرس حالياً اقتراحا بتدريس الإدارة الصحية وذلك لقناعاتي الشخصية بأن الإدارة الصحية ليست موهبة فقط بل هي علم وفن». مضيفة «لن يكون هناك تطوير جذري في جودة الخدمة الصحية إلا بتطوير الكفاءات البشرية المقدمة لهذه الخدمة».
الدكتورة دلال التي تم اختيارها في يناير 2000 لتولي منصب نائب مدير مستشفى الولادة لتكون أول طبيبة كويتية تتولى منصب نائب مدير مستشفى بتاريخ وزارة الصحة، اصبحت كذلك أول طبيبة كويتية تعين مدير مستشفى وذلك سنة 2006 لمستشفى الولادة، لتتولى بعد ذلك منصب مدير مستشفى الطب الطبيعي، ثم لخبرتها وحنكتها في الادارة الصحية استقر بها المطاف مستشارة فنية للوكيل المساعد لشؤون التخطيط.
وعن مستوى الخدمات الصحية في الكويت، ترى انها بشكل عام جيدة «لولا بعض التجاوزات الفردية التي تصدر من البعض». وهي تقصد لفظ «جيدة» في التقييم، «ولم أقل إنها جيدة جداً أو ممتازة لأنه نسبةً إلى الإمكانات المقدمة من الحكومة من المفترض أن تكون في مصاف المستويات العالمية،فنحن لا ينقصنا شيء لا كفاءات بشرية ولا إمكانات مادية، بل ينقصنا بذل المزيد من التضحيات والإخلاص بالعمل لأن الكويت تستحق المزيد والمزيد من التضحيات».وتضيف «إن التطوير ليس فقط ببناء المباني الفخمة وشراء الاحهزة الطبية الغالية الثمن، فهي تأتي بعد الأولويات «.
ونترككم في هذا الحوار الذي يجسد تجربة كويتية جديرة بمحاكاتها من قبل شباب الكويت من ناحية، واطلاع المسؤولين واصحاب القرار على الكفاءات التي يملكها مجتمعنا وربما يغفل عنها الاعلام الغارق في هموم السياسة.
• دكتورة، نبارك لك أولا الحصول على البورد الاميركي وتحقيق هذا الانجاز للكويت، ماذا يعني لك هذا الانجاز؟
- أشكركم على مباركتكم كما أشكر القائمين على مشروع كويتي وافتخر وجريدة الراي على اهتمامكم بتسليط الضوء على الكفاءات الكويتية لما له من أثر على الأجيال الحالية والقادمة لتحفيزهم على تحقيق المزيد من الإنجازات في شتى المجالات لرفع اسم وطننا الكويت عالياً.
أما بالنسبة لما يعنيه لي حصولي على البورد الأميركي في الإدارة الصحية فهو طموح علمي لطالما حلمت بتحقيقه منذ سنوات. فالحصول على البورد الأمريكي ومنزلة زميل للكلية الأمريكية لقياديي الرعاية الصحية هي وصول لأعلى مستوى من التطوير المهني في الإدارة الصحية لتحقيق أعلى معايير الأداء في التعليم والقيادة والأخلاق المهنية والسلوكية والنهوض بإدارة الرعاية الصحية. كما انني أؤمن بأن التعليم المهني المستمر في جميع المجالات في وقتنا الحاضر ليس خياراً بل هو من الضروريات الكفيلة بتطوير أي خدمة مقدمة سواء كانت خدمة صحية أو أي خدمة مهنية أخرى.
• تشغلين منصب المستشارة الفنية في مكتب وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التخطيط والجودة، هل حتّم عليك هذا المنصب تطوير ذاتك والحصول على البورد ام هو الشغف بتحصيل العلم؟
- حالياً ومنذ نهاية شهر يونيو 2012 أشغل منصب المستشارة الفنية لوكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التخطيط والجودة ولم يحتم علي هذا المنصب تطوير ذاتي بل هو شغفي بتحصيل العلم وقد بدأت بتطوير ذاتي في مجال الإدارة الصحية منذ يناير 2000 عندما تم اختياري لتولي منصب نائب مدير مستشفى الولادة وبهذا فإنني كنت أول طبيبة كويتية تتولى منصب نائب مدير مستشفى بتاريخ وزارة الصحة، كما كنت أول طبيبة كويتية تعين مدير مستشفى وذلك سنة 2006 لمستشفى الولادة.
• ما طموحاتك المستقبلية في المجال العلمي؟
- طموحاتي المستقبلية في المجال العلمي هي عدم التوقف عن متابعة ودراسة كل ما هو جديد في مجال الخدمة والإدارة الصحية. كما أنني أدرس حالياً اقتراحا بتدريس الإدارة الصحية وذلك لقناعاتي الشخصية بأن الإدارة الصحية ليست موهبة فقط بل هي علم وفن. كما إنني من المؤمنين بأنه لن يكون هناك تطوير جذري في جودة الخدمة الصحية إلا بتطوير الكفاءات البشرية المقدمة لهذه الخدمة.
إن التطوير ليس فقط ببناء المباني الفخمة وشراء الأجهزة الطبية الغالية الثمن، فهي تأتي بعد الأولويات والتي هي تأهيل جميع الكفاءات البشرية من أطباء وفنيين وإداريين. ولكن هذا لا يعني إنني ضد بناء مستشفيات جديدة وأجهزة متطورة.
• كيف توفقين بين عملك، والتحصيل العملي والواجبات الأسرية والاجتماعية، ألا تشعرين بالضغوط؟
لا أخفي عليك بأن هناك بعض الفترات التي أحس فيها بالضغوط للتوفيق بين جميع الواجيات الملقاة علي ولكن كما كنت ومنذ بداية عملي كطبيبة في وزارة الصحة فأنا أختار التضحية بالواجبات الاجتماعية وذلك لأن أولوياتي التفاني والإخلاص في العمل مهما كانت التحديات. كما أن التحصيل العلمي هو من أولوياتي وذلك لما له من أثر إيجابي على تطوير أدائي في مجال الإدارة الصحية.
أما من ناحية واجباتي الأسرية فإنني أتمنى أن لا أكون قصرت بأي شيء. وما يشعرني بالسعادة أنني استطعت مساندة ابنتي وتحفيزها على التحصيل العلمي. فلقد تخرجت من كلية الهندسة كمعمارية بتميز كما حصلت على الماجستير في الإدارة الهندسية بتفوق من الجامعة الأمريكية في بيروت. وأنا أشجعها حالياً على متابعة دراسة الدكتوراة في هذا المجال.
• بصراحة، ألا تطمحين الى ان تصبحي يوما ما وزيرة للصحة، واذا أصبحت بالفعل وزيرة ما رؤيتك لتطوير هذا القطاع؟
- بصراحة لا أعتقد شخصياً أن هناك من لا يتمنى بأن يكون وزيراً في أي مجال إلا أذا كان هناك بعض الموانع. أما بالنسبة لي فأنا لم يكن هدفي من عملي الجاد وتحصيلي العلمي إلا تقديم خدمة صحية عالية الحودة لجميع المرضى في الكويت. وذلك لقناعتي بأننا والحمد لله في الكويت نملك إمكانيات مادية عالية تخولنا للوصول لأفضل المستويات العالمية بالنسبة للمنظومة الصحية. ولكنها لا تستغل بالطريقة الصحيحة. أما من ناحية رؤيتي لتطوير هذا القطاع فهي نظرة مستقبلية شاملة لا يتسع لنا في هذا الحديث التعمق بها ولكنني أشير لبعض النقاط:-
أ- وضع استراتيجية محددة الهدف للوزارة تماشياً مع الإستراتيجية المستقبلية للدولة من ناحية متطلبات الوضع الصحي في البلاد، ولا تتغير بتغيير الوزير التي طالما تكون لتحقيق الأجندات الشخصية بل تتغير بناءً على المستجدات التي تحتم عليها المصلحة العامة للدولة.
ب- تطوير وتشجيع الكفاءات البشرية لأنهم مقدمو الخدمة بالدرجة الأولى.
ج- تجديد الهيكل التنظيمي للوزارة وتجديد بعض القرارات الوزارية التي لا يواكب بعضها المستجدات على الساحة الصحية.
د- تنظيم وتحديث السياسات العامة للوزارة واستحداث أنظمة للتقييم والمتابعة المستمرة للخدمة المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية. فلا يوجد هناك تطوير حقيقي إذا لم يكن هناك متابعة حثيثة لكل ما يجري من القائمين على هذه الخدمات.
وكما نعلم جميعاً أنه هناك مشاكل في وزارة الصحة، لا يتسع لنا تفصيلياً الحديث عنها. ولكن أريد أن أنوه بأن هذا لا يعني أننا لا نقدم خدمة صحية جيدة ولكننا دائماً نطمح إلى الأفضل والأجود.
• حدثينا عن مسيرة انجازاتك منذ الدراسة والتخرج الى ان طالعتنا الصحف بحصولك كأول كويتية على البورد الاميركي؟
مسيرتي الدراسية هي كالآتي:-
ا- بكالوريوس علوم من الجامعة الأميركية في بيروت
ب- دكتوراه في الطب من الجامعة الأميركية في بيروت
ج- دكتوراه في طب العائلة معهد الإختصاصات الطبية
د- البورد الأمريكي في الإدارة الصحية
ف- زمالة الكلية الأمريكية لقياديي الرعاية الصحية
• هل شاركت في مؤتمرات محلية ودولية؟
نعم شاركت في أكثر من 52 مؤتمر ا محليا ودوليا ودورات تدريبية كمحاضر ولكنني كنت في بعض الأحيان أرفض دعوات للمشاركة في مؤتمرات دولية وذلك لارتباطي بعملي كمدير مستشفى وعدم استطاعتي أخذ إجازات للسفر خارج البلاد.
• ما تقييمك لمستوى الطب الطبيعي في الكويت على وجه الخصوص، ومستوى الخدمات الصحية بشكل عام؟
- كما ذكرت سابقاً أنا أطمح للأفضل دائماً لذلك فقد بدأت مع بعض الكفاءات في مستشفى الطب الطبيعي لتطوير الخدمة المقدمة للمرضى وذلك بدءاً بمراجعة وتحديث السياسات والبروتوكولات الإكلينكية المتبعة واستحداث نظام عمل متكامل ينسق طرق العلاج مع جميع أقسام العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والتخاطب بأسلوب مكثف بالتعاون مع قسم الطب الطبيعي. والحمد لله بدأت هذه الجهود بقطف ثمارها ولكن نقلي لمستشار فني منعني من إكمال المسيرة. وقد وضعت والفريق الفني جميع المواصفات لمشروع من أكبر مشاريع مستشفيات الطب والعلاج الطبيعي في العالم، متمنية من زملائي الاستمرار في تقديم المزيد من التطوير.
أما مستوى الخدمات الصحية المقدمة بشكل عام فهي جيدة لولا بعض التجاوزات الفردية التي تصدر من البعض. ولم أقل إنها جيدة جداً أو ممتازة لأنه نسبةً إلى الإمكانيات المقدمة من الحكومة والتي من المفترض أن تكون في مصاف المستويات العالمية. فنحن لا ينقصنا شيء لا كفاءات بشرية ولا إمكانيات مادية، بل ينقصنا بذل المزيد من التضحيات والإخلاص بالعمل لأن الكويت تستحق المزيد والمزيد من التضحيات.
• الى أي حد تؤمنين بقدرات المرأة الكويتية في الارتقاء بمجتمعها؟
- المرأة الكويتية هي من أفضل الكفاءات في كثير من المجالات ولكنها لا تعطى الفرصة بحجم إمكاناتها، كون مجتمعنا مجتمعا ذكوريا بالأصل مع العلم أنها عندما تعطى الفرصة تبدع في مجالها وتكون نظامية وملتزمة أكثر من الرجال احيانا.
• هل تلقيت تكريما من وزارة الصحة أو من أي جهة أخرى محلية أو عالمية بخصوص حصولكم على هذه المنزلة؟
-بصراحة إلى الآن لم أتلق أي تكريم محلي سواء من وزارة الصحة أو من أي جهة محلية أخرى، ولكن علمت أنه سيكون هناك تكريم خليجي وسوف نكرم مع بقية الخريجين في الولايات المتحدة الأميركية.
من يكمل مسيرة التطوير
في «الطب الطبيعي»؟
كشفت الدكتورة دلال الودعاني انها بدأت مع بعض الكفاءات في مستشفى الطب الطبيعي لتطوير الخدمة المقدمة للمرضى وذلك بدءاً بمراجعة وتحديث السياسات والبروتوكولات الإكلينيكية المتبعة واستحداث نظام عمل متكامل ينسق طرق العلاج مع جميع أقسام العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والتخاطب بأسلوب مكثف بالتعاون مع قسم الطب الطبيعي.،مشيرة الى ان هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها «ولكن نقلي لمستشار فني منعني من إكمال المسيرة»، وقالت «وضعت والفريق الفني جميع المواصفات لمشروع من أكبر مشاريع مستشفيات الطب والعلاج الطبيعي في العالم، متمنية من زملائي الاستمرار في تقديم المزيد من التطوير».
ليس هناك من لايتمنى أن يكون وزيراً
عندما سألنا الودعاني عن التوزير قالت « لا أعتقد شخصياً أن هناك من لا يتمنى أن يكون وزيراً في أي مجال إلا اذا كان هناك بعض الموانع. أما بالنسبة لي فأنا لم يكن هدفي من عملي الجاد وتحصيلي العلمي إلا تقديم خدمة صحية عالية الجودة لجميع المرضى في الكويت».
4 مطالب لتطوير الخدمة الصحية
أ- وضع استراتيجية محددة الهدف للوزارة تماشياً مع الاستراتيجية المستقبلية للدولة من ناحية متطلبات الوضع الصحي في البلاد، ولا تتغير بتغيير الوزير التي طالما تكون لتحقيق الأجندات الشخصية بل تتغير بناءً على المستجدات التي تحتم عليها المصلحة العامة للدولة.
ب- تطوير وتشجيع الكفاءات البشرية لأنهم مقدمو الخدمة بالدرجة الأولى.
ج- تجديد الهيكل التنظيمي للوزارة وتجديد بعض القرارات الوزارية التي لا يواكب بعضها المستجدات على الساحة الصحية.
د- تنظيم وتحديث السياسات العامة للوزارة واستحداث أنظمة للتقييم والمتابعة المستمرة للخدمة المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية. فلا يوجد هناك تطوير حقيقي إذا لم تكن هناك متابعة حثيثة لكل ما يجري من القائمين على هذه الخدمات.
فالودعاني التي بدأت السير في درب الطب لم تكتف بالحصول على بكالوريوس العلوم من الجامعة الأمريكية في بيروت، بل واصلت دراستها لتنال درجة الدكتوراه في الطب من الجامعة ذاتها،ثم تشعر مثل غيرها من أولي العلم أنها في حاجة الى المزيد من المعرفة ومسايرة عجلة الجديد في عالم الطب التي لا تتوقف، فحصلت على دكتوراه اخرى في طب العائلة من معهد الاختصاصات الطبية، وبعدها راودها الطموح الى شد الرحال الى امريكا لتنال زمالة الكلية الأمريكية لقياديي الرعاية الصحية، فالبورد الأمريكي في الإدارة الصحية.
هل اقتنعت الدكتورة دلال بما بين يديها وخلدت الى الراحة في كنف أسرتها؟ كلا، فهي تقول «أؤمن بأن التعليم المهني المستمر في جميع المجالات في وقتنا الحاضر ليس خياراً بل هو من الضروريات الكفيلة بتطوير أي خدمة»، وربما هذا ما يفسر سر المشاركات الواسعة لها في المؤتمرات، فقد شاركت في 52 مؤتمرا محليا ودوليا ودورة تدريبية كمحاضرة.
وليس شغف الودعاني هنا بتحصيل العلم فقط، بل تريد ان تنقل ما حصلته من خبرات وعلوم ومعارف الى غيرها، وعن ذلك تقول « أدرس حالياً اقتراحا بتدريس الإدارة الصحية وذلك لقناعاتي الشخصية بأن الإدارة الصحية ليست موهبة فقط بل هي علم وفن». مضيفة «لن يكون هناك تطوير جذري في جودة الخدمة الصحية إلا بتطوير الكفاءات البشرية المقدمة لهذه الخدمة».
الدكتورة دلال التي تم اختيارها في يناير 2000 لتولي منصب نائب مدير مستشفى الولادة لتكون أول طبيبة كويتية تتولى منصب نائب مدير مستشفى بتاريخ وزارة الصحة، اصبحت كذلك أول طبيبة كويتية تعين مدير مستشفى وذلك سنة 2006 لمستشفى الولادة، لتتولى بعد ذلك منصب مدير مستشفى الطب الطبيعي، ثم لخبرتها وحنكتها في الادارة الصحية استقر بها المطاف مستشارة فنية للوكيل المساعد لشؤون التخطيط.
وعن مستوى الخدمات الصحية في الكويت، ترى انها بشكل عام جيدة «لولا بعض التجاوزات الفردية التي تصدر من البعض». وهي تقصد لفظ «جيدة» في التقييم، «ولم أقل إنها جيدة جداً أو ممتازة لأنه نسبةً إلى الإمكانات المقدمة من الحكومة من المفترض أن تكون في مصاف المستويات العالمية،فنحن لا ينقصنا شيء لا كفاءات بشرية ولا إمكانات مادية، بل ينقصنا بذل المزيد من التضحيات والإخلاص بالعمل لأن الكويت تستحق المزيد والمزيد من التضحيات».وتضيف «إن التطوير ليس فقط ببناء المباني الفخمة وشراء الاحهزة الطبية الغالية الثمن، فهي تأتي بعد الأولويات «.
ونترككم في هذا الحوار الذي يجسد تجربة كويتية جديرة بمحاكاتها من قبل شباب الكويت من ناحية، واطلاع المسؤولين واصحاب القرار على الكفاءات التي يملكها مجتمعنا وربما يغفل عنها الاعلام الغارق في هموم السياسة.
• دكتورة، نبارك لك أولا الحصول على البورد الاميركي وتحقيق هذا الانجاز للكويت، ماذا يعني لك هذا الانجاز؟
- أشكركم على مباركتكم كما أشكر القائمين على مشروع كويتي وافتخر وجريدة الراي على اهتمامكم بتسليط الضوء على الكفاءات الكويتية لما له من أثر على الأجيال الحالية والقادمة لتحفيزهم على تحقيق المزيد من الإنجازات في شتى المجالات لرفع اسم وطننا الكويت عالياً.
أما بالنسبة لما يعنيه لي حصولي على البورد الأميركي في الإدارة الصحية فهو طموح علمي لطالما حلمت بتحقيقه منذ سنوات. فالحصول على البورد الأمريكي ومنزلة زميل للكلية الأمريكية لقياديي الرعاية الصحية هي وصول لأعلى مستوى من التطوير المهني في الإدارة الصحية لتحقيق أعلى معايير الأداء في التعليم والقيادة والأخلاق المهنية والسلوكية والنهوض بإدارة الرعاية الصحية. كما انني أؤمن بأن التعليم المهني المستمر في جميع المجالات في وقتنا الحاضر ليس خياراً بل هو من الضروريات الكفيلة بتطوير أي خدمة مقدمة سواء كانت خدمة صحية أو أي خدمة مهنية أخرى.
• تشغلين منصب المستشارة الفنية في مكتب وكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التخطيط والجودة، هل حتّم عليك هذا المنصب تطوير ذاتك والحصول على البورد ام هو الشغف بتحصيل العلم؟
- حالياً ومنذ نهاية شهر يونيو 2012 أشغل منصب المستشارة الفنية لوكيل وزارة الصحة المساعد لشؤون التخطيط والجودة ولم يحتم علي هذا المنصب تطوير ذاتي بل هو شغفي بتحصيل العلم وقد بدأت بتطوير ذاتي في مجال الإدارة الصحية منذ يناير 2000 عندما تم اختياري لتولي منصب نائب مدير مستشفى الولادة وبهذا فإنني كنت أول طبيبة كويتية تتولى منصب نائب مدير مستشفى بتاريخ وزارة الصحة، كما كنت أول طبيبة كويتية تعين مدير مستشفى وذلك سنة 2006 لمستشفى الولادة.
• ما طموحاتك المستقبلية في المجال العلمي؟
- طموحاتي المستقبلية في المجال العلمي هي عدم التوقف عن متابعة ودراسة كل ما هو جديد في مجال الخدمة والإدارة الصحية. كما أنني أدرس حالياً اقتراحا بتدريس الإدارة الصحية وذلك لقناعاتي الشخصية بأن الإدارة الصحية ليست موهبة فقط بل هي علم وفن. كما إنني من المؤمنين بأنه لن يكون هناك تطوير جذري في جودة الخدمة الصحية إلا بتطوير الكفاءات البشرية المقدمة لهذه الخدمة.
إن التطوير ليس فقط ببناء المباني الفخمة وشراء الأجهزة الطبية الغالية الثمن، فهي تأتي بعد الأولويات والتي هي تأهيل جميع الكفاءات البشرية من أطباء وفنيين وإداريين. ولكن هذا لا يعني إنني ضد بناء مستشفيات جديدة وأجهزة متطورة.
• كيف توفقين بين عملك، والتحصيل العملي والواجبات الأسرية والاجتماعية، ألا تشعرين بالضغوط؟
لا أخفي عليك بأن هناك بعض الفترات التي أحس فيها بالضغوط للتوفيق بين جميع الواجيات الملقاة علي ولكن كما كنت ومنذ بداية عملي كطبيبة في وزارة الصحة فأنا أختار التضحية بالواجبات الاجتماعية وذلك لأن أولوياتي التفاني والإخلاص في العمل مهما كانت التحديات. كما أن التحصيل العلمي هو من أولوياتي وذلك لما له من أثر إيجابي على تطوير أدائي في مجال الإدارة الصحية.
أما من ناحية واجباتي الأسرية فإنني أتمنى أن لا أكون قصرت بأي شيء. وما يشعرني بالسعادة أنني استطعت مساندة ابنتي وتحفيزها على التحصيل العلمي. فلقد تخرجت من كلية الهندسة كمعمارية بتميز كما حصلت على الماجستير في الإدارة الهندسية بتفوق من الجامعة الأمريكية في بيروت. وأنا أشجعها حالياً على متابعة دراسة الدكتوراة في هذا المجال.
• بصراحة، ألا تطمحين الى ان تصبحي يوما ما وزيرة للصحة، واذا أصبحت بالفعل وزيرة ما رؤيتك لتطوير هذا القطاع؟
- بصراحة لا أعتقد شخصياً أن هناك من لا يتمنى بأن يكون وزيراً في أي مجال إلا أذا كان هناك بعض الموانع. أما بالنسبة لي فأنا لم يكن هدفي من عملي الجاد وتحصيلي العلمي إلا تقديم خدمة صحية عالية الحودة لجميع المرضى في الكويت. وذلك لقناعتي بأننا والحمد لله في الكويت نملك إمكانيات مادية عالية تخولنا للوصول لأفضل المستويات العالمية بالنسبة للمنظومة الصحية. ولكنها لا تستغل بالطريقة الصحيحة. أما من ناحية رؤيتي لتطوير هذا القطاع فهي نظرة مستقبلية شاملة لا يتسع لنا في هذا الحديث التعمق بها ولكنني أشير لبعض النقاط:-
أ- وضع استراتيجية محددة الهدف للوزارة تماشياً مع الإستراتيجية المستقبلية للدولة من ناحية متطلبات الوضع الصحي في البلاد، ولا تتغير بتغيير الوزير التي طالما تكون لتحقيق الأجندات الشخصية بل تتغير بناءً على المستجدات التي تحتم عليها المصلحة العامة للدولة.
ب- تطوير وتشجيع الكفاءات البشرية لأنهم مقدمو الخدمة بالدرجة الأولى.
ج- تجديد الهيكل التنظيمي للوزارة وتجديد بعض القرارات الوزارية التي لا يواكب بعضها المستجدات على الساحة الصحية.
د- تنظيم وتحديث السياسات العامة للوزارة واستحداث أنظمة للتقييم والمتابعة المستمرة للخدمة المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية. فلا يوجد هناك تطوير حقيقي إذا لم يكن هناك متابعة حثيثة لكل ما يجري من القائمين على هذه الخدمات.
وكما نعلم جميعاً أنه هناك مشاكل في وزارة الصحة، لا يتسع لنا تفصيلياً الحديث عنها. ولكن أريد أن أنوه بأن هذا لا يعني أننا لا نقدم خدمة صحية جيدة ولكننا دائماً نطمح إلى الأفضل والأجود.
• حدثينا عن مسيرة انجازاتك منذ الدراسة والتخرج الى ان طالعتنا الصحف بحصولك كأول كويتية على البورد الاميركي؟
مسيرتي الدراسية هي كالآتي:-
ا- بكالوريوس علوم من الجامعة الأميركية في بيروت
ب- دكتوراه في الطب من الجامعة الأميركية في بيروت
ج- دكتوراه في طب العائلة معهد الإختصاصات الطبية
د- البورد الأمريكي في الإدارة الصحية
ف- زمالة الكلية الأمريكية لقياديي الرعاية الصحية
• هل شاركت في مؤتمرات محلية ودولية؟
نعم شاركت في أكثر من 52 مؤتمر ا محليا ودوليا ودورات تدريبية كمحاضر ولكنني كنت في بعض الأحيان أرفض دعوات للمشاركة في مؤتمرات دولية وذلك لارتباطي بعملي كمدير مستشفى وعدم استطاعتي أخذ إجازات للسفر خارج البلاد.
• ما تقييمك لمستوى الطب الطبيعي في الكويت على وجه الخصوص، ومستوى الخدمات الصحية بشكل عام؟
- كما ذكرت سابقاً أنا أطمح للأفضل دائماً لذلك فقد بدأت مع بعض الكفاءات في مستشفى الطب الطبيعي لتطوير الخدمة المقدمة للمرضى وذلك بدءاً بمراجعة وتحديث السياسات والبروتوكولات الإكلينكية المتبعة واستحداث نظام عمل متكامل ينسق طرق العلاج مع جميع أقسام العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والتخاطب بأسلوب مكثف بالتعاون مع قسم الطب الطبيعي. والحمد لله بدأت هذه الجهود بقطف ثمارها ولكن نقلي لمستشار فني منعني من إكمال المسيرة. وقد وضعت والفريق الفني جميع المواصفات لمشروع من أكبر مشاريع مستشفيات الطب والعلاج الطبيعي في العالم، متمنية من زملائي الاستمرار في تقديم المزيد من التطوير.
أما مستوى الخدمات الصحية المقدمة بشكل عام فهي جيدة لولا بعض التجاوزات الفردية التي تصدر من البعض. ولم أقل إنها جيدة جداً أو ممتازة لأنه نسبةً إلى الإمكانيات المقدمة من الحكومة والتي من المفترض أن تكون في مصاف المستويات العالمية. فنحن لا ينقصنا شيء لا كفاءات بشرية ولا إمكانيات مادية، بل ينقصنا بذل المزيد من التضحيات والإخلاص بالعمل لأن الكويت تستحق المزيد والمزيد من التضحيات.
• الى أي حد تؤمنين بقدرات المرأة الكويتية في الارتقاء بمجتمعها؟
- المرأة الكويتية هي من أفضل الكفاءات في كثير من المجالات ولكنها لا تعطى الفرصة بحجم إمكاناتها، كون مجتمعنا مجتمعا ذكوريا بالأصل مع العلم أنها عندما تعطى الفرصة تبدع في مجالها وتكون نظامية وملتزمة أكثر من الرجال احيانا.
• هل تلقيت تكريما من وزارة الصحة أو من أي جهة أخرى محلية أو عالمية بخصوص حصولكم على هذه المنزلة؟
-بصراحة إلى الآن لم أتلق أي تكريم محلي سواء من وزارة الصحة أو من أي جهة محلية أخرى، ولكن علمت أنه سيكون هناك تكريم خليجي وسوف نكرم مع بقية الخريجين في الولايات المتحدة الأميركية.
من يكمل مسيرة التطوير
في «الطب الطبيعي»؟
كشفت الدكتورة دلال الودعاني انها بدأت مع بعض الكفاءات في مستشفى الطب الطبيعي لتطوير الخدمة المقدمة للمرضى وذلك بدءاً بمراجعة وتحديث السياسات والبروتوكولات الإكلينيكية المتبعة واستحداث نظام عمل متكامل ينسق طرق العلاج مع جميع أقسام العلاج الطبيعي والعلاج بالعمل والتخاطب بأسلوب مكثف بالتعاون مع قسم الطب الطبيعي.،مشيرة الى ان هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها «ولكن نقلي لمستشار فني منعني من إكمال المسيرة»، وقالت «وضعت والفريق الفني جميع المواصفات لمشروع من أكبر مشاريع مستشفيات الطب والعلاج الطبيعي في العالم، متمنية من زملائي الاستمرار في تقديم المزيد من التطوير».
ليس هناك من لايتمنى أن يكون وزيراً
عندما سألنا الودعاني عن التوزير قالت « لا أعتقد شخصياً أن هناك من لا يتمنى أن يكون وزيراً في أي مجال إلا اذا كان هناك بعض الموانع. أما بالنسبة لي فأنا لم يكن هدفي من عملي الجاد وتحصيلي العلمي إلا تقديم خدمة صحية عالية الجودة لجميع المرضى في الكويت».
4 مطالب لتطوير الخدمة الصحية
أ- وضع استراتيجية محددة الهدف للوزارة تماشياً مع الاستراتيجية المستقبلية للدولة من ناحية متطلبات الوضع الصحي في البلاد، ولا تتغير بتغيير الوزير التي طالما تكون لتحقيق الأجندات الشخصية بل تتغير بناءً على المستجدات التي تحتم عليها المصلحة العامة للدولة.
ب- تطوير وتشجيع الكفاءات البشرية لأنهم مقدمو الخدمة بالدرجة الأولى.
ج- تجديد الهيكل التنظيمي للوزارة وتجديد بعض القرارات الوزارية التي لا يواكب بعضها المستجدات على الساحة الصحية.
د- تنظيم وتحديث السياسات العامة للوزارة واستحداث أنظمة للتقييم والمتابعة المستمرة للخدمة المقدمة في المستشفيات والمراكز الصحية. فلا يوجد هناك تطوير حقيقي إذا لم تكن هناك متابعة حثيثة لكل ما يجري من القائمين على هذه الخدمات.