متى اعتذرت، لا تقل إنك فقط على صواب في كل خصام أو خصومة أو قطع علاقة مع أحد من أصدقائك، لا تردد العبارة المشهورة وتقول لقد حاولت جاهداً، ولكن الموضوع أصبح مغلقا ولا وجود للصلح أو الاعتذار.
كن رائعاً وبادر بالاعتذار، ابتسم له، مد يدك لتصافحه، إسأل عنه حتى لو كان السؤال غير مباشر واختر وسيطاً يتمتع بأخلاق رفيعة ليصل تلك العلاقة القديمة التي انقطعت من أجل مصالح في دنيا فانية، فربما هو على فراش المرض ينتظر سؤالك، أو في كرب ينتظر زيارتك لتشد من ازره.
تأكد أنه مشتاق لك أكثر، يتابع اخبارك، يتمنى أنه لم يولد في الشرق حتى يمتلك الجرأة ليصافحك قبل أن تبدأ أنت بخطواتك البطيئة للسؤال عنه.
صديقي وصديقك، ارتبطت أنا وارتبطت أنت معه بأعوام طوال امتدت ربما من المرحلة الابتدائية، اختلفت أنا واختلفت أنت وضعنا ما بين منافق وحاسد وآخر يزيد النار اشتعالاً لكي لا تخمد.
اعتذر وبسرعة وابدأ بالمصافحة فسوف يذوب الخلاف وينتهي العتب وتبدأ أيام جميلة جديدة تتذكرون من خلالها ذلك العمر الذي مضى وكان مشحوناً بالغضب من أجل موضوع سخيف، حين تتذكرونه تقولون وبصوت واحد إنه لا يستحق كل هذا الجفاء.
لا تكابر وتتكبر وتقف تنتظر أن يكون هو القادم للمصافحة، اقطع الطريق واذهب أنت ورحب به حتى لو كان لقاؤك به كان بالصدفة، ربما كانت هذه الصدفة هي بداية جديدة لعلاقة انقطعت وحان الأوان ليجتمع الأصدقاء.
لا يوجد كائن على هذه الأرض لم يختلف مع الآخر، بل إن أصل الخلاف أحيانا يكون مع الذات، فالنفس البشرية تصيب وتخطئ، ونعاتب حتى أنفسنا ونقسوا عليها، وهكذا تكون الحياة، فمن غير خلاف أو رأي ورأي آخر أو شد وجذب لا نشعر بطعمها، ولكن يجب ألا تمتد العمر كله ويضيع العمر ونحن على خصام.
لقد ضاعت أسر كثيرة وتشرد أبناء من أجل خلاف بسيط كان من السهل احتواؤه منذ بدايته باعتذار حتى لو كان بصورة غير مباشرة، ولكن المكابرة والعناد هما سبب هذا الضياع وفقدان الأعزاء وربما حتى الأهل أيضاً.
مساعد ثامر الشمري
أمين سر نقابة الصحافيين الكويتية