إن الشعراء كما تعلمون أربعة: شاعر يجري ولا يُجرى معه، وآخر من حقك أن تسمعه، وثالث ضاع وسط المعمعة، وشاعر من حقك أن تصفعه. هذا التصنيف ليس حكراً على الشعراء فقط، بل هو قابل للسحب والطرق والتشكيل والدهن أيضاً لأصناف عدة غير صنف الشعراء. فالتصنيف هذا من الممكن أن نطبقه بكل سلاسة ورحابة على مرشحي مجلس الأمة الكويتي.
المرشح الذي يجري ولا يُجرى معه، وهو ذلك المرشح ذو الوعي الجميل الذي يمتلك صفات شخصية طيبة تؤهله، لأن يتقدم بنفسه نحو خوض انتخابات مجلس الأمة الكويتي بكل ثقة، يعني مثل ما نقول بالكويتي «رجال كفو»، ولديه طرح تنويري إصلاحي حقيقي يخدم الوطن والمواطن.
والمرشح الذي من حقك أن تسمعه، هو ذلك المرشح الذي ظهر فجأة وأعلن ترشيحه ولم يكن يُعرف عنه أي شيء من قبل، هذا المرشح جعبته مزدحمة بالكثير من الطرح والطموح والآمال، ولديه رؤية شخصية يود توصيلها للناخب، فهذا المرشح لا بد أن يُسمع على الأقل كي يُعطى فرصة ومساحة من الوضوح والظهور الإعلامي، حتى يتم تقييم طرحه ومعرفة ما يُخزن في جعبته المزدحمة، وهذا المرشح من حقه بعدما تؤمن بطرحه أن تقف معه وتمنحه صوتك وأنت تدعو الله تعالى ألا يتبدل حاله وينسى طرحه فور وصوله إلى كرسي مجلس الأمة!
والمرشح الذي ضاع وسط المعمعة، هذا ذلك المرشح الذي يملك شيئاً من المال ولا يمتلك وعياً جيداً ولا يمتلك أي مؤهلات شخصية تدفعه لأن يكون ضمن المنافسين لخوض انتخابات مجلس الأمة الكويتي. هذا المرشح كان في الليل ممدداً على سريره حتى أنهكه التفكير بالانتخابات وعالم الانتخابات والأضواء والإعلانات والبهرجة الإعلامية، وعندما استيقظ في الصباح الباكر قرر بكل شجاعة ووعي عميق أن ينافس في خوض الانتخابات البرلمانية تحت شعار «مع الخيل يا شقراء»!
أما المرشح الذي من حقك أن تصفعه، هو ذلك المرشح الذي دخل الانتخابات على طمع، ولم يضع في رأسه أهدفاً إلا كيف يُضخم رصيده المالي ويرفعه عالياً، لذا تراه يستميت في حشد الجماهير حوله عبر الملتقيات التي يعقدها لأهل دائرته، كي يترك لسانه يلعلع بكل بسالة وفروسية، فتراه يضع الشمس في يمين أهل دائرته والقمر في شمالهم، وبكل جنون يرعد ويزبد ويهتز أمام المايكروفون والعرق يتصبب من جبينه، هذا كله من أجل أن يخدر عقول الجماهير ويصل إلى البرلمان بقليل من الصراخ والكثير من الدجل والكلام المعسول الذي استبسل بنثره في الهواء الطلق عبر ملتقياته مع أهل دائرته.
عزيزي القارئ هذه الأصناف الأربعة من المرشحين الآن هي أكثر من الهم على القلب، لذا عليك
أن تحرص جيداً في تمييز كل مرشح وما ينطبق عليه من وصف ذكرته في هذه المقاله، وكان
الله في عون يدك حينما تتورم من تلك الصفعات التي ستسددها للكثير من المرشحين لعضوية مجلس الأمة الكويتي.
حسين الراوي
كاتب كويتي
[email protected]