| سلطان حمود المتروك |
الحديث جمل والجمل كلمات والكلمات حروف تعبر عن مشاهد مختلفة والحياة تتخللها أحداث وقصص والتاريخ يكتب الأحداث، وكثير من الأحداث لا تقوى على كتابتها الحروف لأنها تخلد في القلوب وتكون مشاهدها باعثة على الألم واللوعة كما هي مشاهد ذكرى عاشوراء عندما تلوح بالأفق تأتي ذكرى أبي الضيم الذي ضرب أروع مثل في الإصرار من أجل مقاومة الظلم، لأنه ظلمات والظلم له مسالك كثيرة وطرائق عديدة استطاع أبو عبد الله الحسين في يوم عاشوراء ان يقف أمام الظالمين ويضرب مثلا عظيما في اجتثاث الظلم ومقاومة الظالمين.
حاول أبو الأحرار ان يهدي القوم الى سبيل النور حيث قال: اني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا ولا ظالما ولكن خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولكن:
قست القلوب ولم تمل لهداية
تباً لهاتيك القلوب القاسية
أبو عبد الله الحسين عليه السلام ضرب للدنيا سبل الخير واستبصار طرق النجاة من الضلالة واتباع التي هي أقوم، ولكن القوم حاربوه وحاصروه ومنعوا عنه الماء، أتى بطفله الرضيع كي يطلب له جرعة من الماء فرماه القوم بسهم محقق، استقبل أبو الشهداء دم رضيعه بالصبر والتضرع والدعاء لكي تسلك الأمة سبيل منهاج جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، جاهد مع أبي عبد الله الحسين الكبير والصغير والأبيض والأسود والمسلم وغير المسلم كلهم يرجون استبصار الحق والوقوف كالطود الشامخ في وجه الظلم والظالمين.
ضحى أبو عبد الله الحسين عليه السلام بنفسه وأبنائه وإخوانه وأصحابه من أجل ان يبقى لواء الدين خفاقا زاهرا.
وقفت أخته الحوراء زينب تدافع عن عياله في حالة الأسر وهي التي أثبتت بأن للمرأة المسلمة شأنا من الشأن.
وتشاطرت هي والحسين بنهضة
حكم القضاء عليها ان يندبي
هذا بمشتبك النصول
وهذه في حيف معترك المكاره في السبا
ونحن اليوم اذ نؤبن أبي عبد الله الحسين عليه السلام نستشعر قيمة الحق وعلوه وشموخه ونستشعر أيضا دماء أبي عبد الله الحسين عليه السلام وآل بيته وأصحابه.
تلك الدماء التي تمردت على الباطل فجعلته خسيسا متواريا ألقته أدراج الرياح ويظل الحق يتلألأ شامخا في ذكراك يا أبا الأحرار يا من ضربت دروسا خالدة لمن يمتطي سبيل الحرية فيحصل على الخير، وستبقى ذكراك منارة يهتدي بها كل مظلوم ليستشعر سبيل الحرية الحمراء التي هي بها باب بكل يد مضرجة يدق.
وصدق الأديب الشيخ / جعفر الهلالي
ذكرى الطفوف فكم مرت بك العصرُ
وذا جلالك فواحُ الشذى عطرُ
تصرمت ذكريات في الدُنا خبباً
وأنتِ خالدة كالشمس تزدهرُ
من قبل ألفٍ وأنتِ الطود شامخةً
وها كذا الحق لا يعفو له أشرُ
وذا صداكِ لسمع الدهر يقرعهُ
ان الشهيد برغم الجور منتصرُ
وان ذاك الدم الفوار يسفكهُ
على ثرى الطف جزارُ له نذرُ
وان الدنيا وان قد سالمت نزقاً
يوماً فلابد عقباها لمن صبرُ
وذا الحسين وهذا مجدُ ثورتهِ
له على الدهر في علياه مفتخرُ