د. وائل الحساوي / نسمات / غزة ... حرب بالوكالة!

تصغير
تكبير
قبل أقل من عامين قمت بزيارة قطاع غزة مع وفد من جمعية الصحافيين الكويتية، وشاهدنا حجم الدمار الذي ألحقه الكيان الصهيوني بالقطاع عام 2008، وروى لنا الأهالي قصصا هي أشبه بالخيال عن الغارات الصهيونية وحجم الدمار الذي طال كل بيت واسرة في القطاع.

لقد بذل أهالي القطاع جهودا مضاعفة للملمة جراحاتهم وإعادة بناء بيوتهم واستغلوا وجود الأنفاق لكي يجلبوا مواد البناء وكل ما يحتاجونه من مصر، وأذكر بأني قلت للرئيس إسماعيل هنية، عندما قابلناه: من الخطأ ان يقوم عناصر من حماس او الجهاد باطلاق صواريخ على الكيان الصهيوني ما دمتم لستم قادرين على الدخول في حرب متكافئة معهم!!

فأجابني بأن اليهود ينفذون خطة محكمة ضد شعب غزة ويضعون تلك الصواريخ مبررا للهجوم علينا مع اننا نمنع اطلاق تلك الصواريخ عليهم.

اليوم وبعد أقل من خمس سنوات عاد العدوان الصهيوني من جديد على غزة ولا أستبعد ان يكون اشرس من العدوان السابق، ولو دققنا في الاسباب التي قد تكون وراء ذلك العدوان فقد نكتشف امورا خطيرة منها انه جاء مباشرة بعد الانتخابات الأميركية حيث لا توجد ضغوط على الرئيس أوباما او خوف من عدم الفوز، كذلك فان الانتخابات الاسرائيلية قريبة ويتوقع النتنياهو ان يحقق الفوز فيها، اما الاهم من ذلك فهو انها تأتي بعد توحد المقاومة السورية واعتراف العالم بها وقرب انهيار الحكم المجرم وتحرير سورية، فاذا ربطنا بين المحور الايراني والاسرائيلي فقد تكون تلك الحرب نوع من التغطية على ما يجري في سورية.

هناك نصائح أوجهها لمن يستمع لها:

أولا: يجب ان تمارس القيادة في غزة ضبط النفس وان تتوقف عن إطلاق الصواريخ على الكيان الصهيوني فهذه حرب غير متكافئة ولا يجوز ان تسمح بقتل المئات من الابرياء في غزة بحجة الدفاع عن النفس.

ثانيا: لتحذر القيادة في غزة من الانجرار وراء القيادة الايرانية التي تحرضها على مهاجمة الكيان الصهيوني والرد عليه بصواريخ ايرانية فإيران لها اهداف بعيدة في اشعال المنطقة وفي ابعاد الانظار عن هزائمها في سورية، وشعب غزة ليس محطة تجارب لإيران او لإسرائيل.

ثالثا: يجب ان يدرك الرئيس المصري بأن التصريحات النارية ضد العدوان الاسرائيلي وسحب السفير المصري لا يكفي في تلك الحرب الطويلة ما لم يكن لديه خطة متكاملة للدفاع عن الفلسطينيين وأولها كسر الحصار عنهم وفتح المعابر لدخول السلاح والمعونات إليهم، ثم يليها إلغاء المعاهدات مع اسرائيل وانذارهم من الاستمرار في العدوان.



د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي