مبارك مزيد المعوشرجي / ولي رأي / دستور لكل مواطن

تصغير
تكبير
| مبارك مزيد المعوشرجي |

اليوم تحيي الكويت الذكرى الخمسين لإقرار الدستور الكويتي، دستور أعده الآباء والأجداد بمساعدة خبرات عربية قديرة عُرفت بالكفاءة والنزاهة، وبطريقة يصعب تغييره أو العبث به أو حتى الاستفتاء عليه، كأنه صندوق الطائرة الأسود، الذي يستحيل التعامل معه إلا إذا سقطت الطائرة، ولكن هذه الأيام اختلفنا عليه مادة مادة وتنازعنا الحقوق الدستورية لكل الأطراف السياسية، وعندما استشرنا الخبراء الدستوريين الذين نثق بعلمهم ووطنيتهم اختلفوا بتفسيراتهم وزادونا اختلافاً، ولو تنبأ كتبة الدستور الأوائل بحالنا اليوم لأوصوا بإعطاء كل مواطن دستوره الخاص، أو تشكيل لجنة دستورية دائمة مثل لجنة الرؤية الشرعية تجتمع كل فترة وتصيغ دستوراً موقتاً حسب المناخ السياسي، ثم يتغير لعلنا نرضى ونتفق عليه.

أمس احتفلت الحكومة بهذه الذكرى الوطنية بعروض ليزر وألعاب نارية وتحتفل المعارضة اليوم باعتصام حاشد ونية بمسيرة كبيرة بسبب ما أسمته عبث الدولة بالدستور، وحتى يوم 1/ 12 وظهور نتائج الانتخابات ونسبة المشاركين بها وتركيبة المجلس المقبل لنعرف المزاج الشعبي وردّه على قرارات الحكومة بالموافقة أو رفض مراسيم الضرورة وحتى ذلك اليوم سنعيش في جو مشحون وصراع سياسي مرير ومحاولة كسر عظم بين المعارضة والنظام، وتشهير واتهام بمن تجرأ ورفض المقاطعة، الذين وصل عددهم إلى رقم معقول، فهل ستخرج لنا من هذه الأعداد من الوجوه الجديدة والنواب السابقين معارضة وطنية ذات رقابة على الحكومة تسعى للإصلاح والتنمية، وإيقاف الفساد، أم سيكون مجلسنا المقبل مجلساً صديقاً للحكومة كما قال أحدهم؟! الله أعلم.

إضاءة

أرفض وبشدة اتهام المعارضة الكويتية باتباع أجندات خارجية أو السعي لإسقاط النظام أو التأثر بالربيع العربي، كما أرفض وبشدة أيضاً وصف الشعب الكويتي بجياع للكرامة يبيعون أصواتهم الانتخابية بثمن بخس، أو يترشحون لخدمة الوطن مقابل المال، ولكن للأسف «الخير يخص والشر يعم»، وأتمنى من الله أن تكون هذه أزمة ثقة موقتة وتمر إن شاء الله.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي