وضحة أحمد جاسم المضف / الرسم بالكلمات / صلاحيات الأمير... شارك وقاطع

تصغير
تكبير
| وضحة أحمد جاسم المضف |

أهم المشاكل السياسية التي تواجه المفكرين السياسيين في أي مجتمع هي مشكلة السلطة ومكانتها في المجتمع وعلاقاتها مع الكتل والأحزاب... فاللعبة السياسية لم تعد لعبة والقائد فيها لم يعد زعيماً كما كان يُلقب، والحكم الرحيم تحول إلى حكم حازم لمقتضيات المصلحة العليا للدولة، ومرسوم الضرورة ذو التعديل الجزئي (1/5) لا عودة عنه وقد فهم الجميع الرسالة بشكل واضح وجلي، رغم المحاولات الحثيثة لمعارضته من أجندات خارجية تعرف ماذا تريد! كادت أن تفقدنا الكويت، ومن قوى سياسية لها تاريخ طويل في الحياة البرلمانية لكن للأسف نافست الديكة صياحا وهي تبحث في الأرض عن «دودة القز»، ومن شخصيات سياسية فقدت وزنها أربكت السياسيين وأربكت الشارع الكويتي برمته خصوصا بعد الفوضى العارمة التي صاحبت المسيرات التي كادت تسيل فيها دماءً لا نعلم إلى أين كانت ستصل والتي انساق البعض فيها وراء الأفكار كالمسحورين دون التفكير وتقييم المواقف والرجال.

لقد «قَطَعَتْ جَهِيْزَةُ قَوْلَ كُلِّ خَطِيْبٍ» فسمو الأمير الشيخ صباح الأحمد كعادته كل مرة يقف بالصدر فارضا رؤيته الثاقبة وقناعاته بالمنطق والعقل، طارحا فتيل الأزمة أرضا بالحكمة والحنكة، ملقنا من يريد أن يستأثر بالحصة السياسية درسا لن ينساه، وبحزم وحلم الحصيف هزم الخصوم شر هزيمة أعطتنا روحا جديدة وأملا في تغليب المصلحة العليا، فلا يمكن أن يتم تفصيل قانون الانتخاب على مقاس تكتل أو حزب بعينه، فمرسوم الضرورة «قانون الانتخاب الجديد» على الرغم من تحفظنا عليه إلا أنه حق أصيل لسمو الأمير «هكذا أؤمن بالدستور كوحدة واحدة»، فمرسوم الضرورة بلا شك يضمن تمثيل المستقلين والأقليات التي لا تملك فتح شبابيك بيع تذاكر عروض «الأكروبات والكلون» التي أتخمتنا حد الاستفراغ وغادرت بعد أن أخرجت لنا لسانها ضاحكة علينا بدلا من إضحاكنا بعد أن استولت على ما بقي في الجيوب، وهنا ليس من حق أحد أن يعيب على من يرغب في المشاركة أو في المقاطعة ويناصبهم العداء ويعالجهم بسهم التخوين، فالمشاركة بالترشيح والانتخاب حق دستوري، والمقاطعة لعبة سياسية بامتياز ومن حق الكل أن يمارس اللعبة التي تروق له، فمن يعارض المشاركين اليوم كان بالأمس يتنزه بالخارج يوم الاقتراع والعكس صحيح، هكذا أفهم اللعبة السياسية «كر وفر».

على كلٍ لا يعنيني قانون الانتخاب الحالي بأي شكل يأتي ولا إنتاجه لوجوه جديدة ونواب على قدر من الصدق والنزاهة والفكر الدستوري أو العكس، ولا تعنيني إمكانية رد أو تعديل القانون والتي تعود للنواب ومدى تحملهم مسؤولياتهم الوطنية وصدقهم مع ناخبيهم حتى وإن أتى بهم قانون الانتخاب الجديد وهذا ما أكده سمو الأمير في خطابه الأخير، بل ما يعنيني هو الناخب ونضجه السياسي والوطني فإن بقيت ذات العقلية التبعية لمنطق القبلية والفئوية والطائفية وقطعت شعرة الوطنية لن ينفعنا تعديل قانون الأرض برمته فنحن بحاجة للناخب الرشيد الذي يدحرج تلك الصخرة الجاثمة على صدر الوطن، فاتركوا الناخب وشأنه يقرر بإرادة حرة من يريد أن يمثله وكفى تعبئة وعبثا.

 



[email protected]

@wadhaAalmudhaf
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي