سلطان حمود المتروك / بصائر تقتنص النور

تصغير
تكبير



ما أجمل الضياء انه يبعث على المناظر الجميلة والمشاهد العجيبة والالوان الخلابة فالعيون تنظر وتشاهد وتدقق بل تمحص فيما ترى.

ترى العيون ما يجري امامها من مشهد وما يلوح من منظر فربما تشاهد هذه المشاهد في البصيرة ثم تنطلق إلى العين، فإذا كانت العين سليمة فإنها ترى ما تراه البصيرة وبعض العيون اراد الله بأنه اذا وقع النور على اعصابها فإنها لا تحس فيه، وقد عوضها الله ببصيرة ثاقبة وكثير من العيون لا تبصر، ولكن بصائرها بصيرة، وهناك عيون جمة تبصر ولكن بصائرها مغلقة فشتان بين العينين.

احتفلت الاوساط الانسانية في الخامس عشر من اكتوبر الجاري باليوم العالمي للمكفوفين هذا اليوم الذي سلطت فيه الاضواء على ما انتجته البلدان والاتحادات المعنية بالمكفوفين من طرق ومستلزمات حديثة لهذه الشريحة الانسانية الغالية، فأجهزة الحاسوب تعم في هذا البلد، والافكار تترى لنقش معلومات العملة الورقية بطريقة بريل في بلد آخر، حتى تحس هذه البصائر بأن هناك افكارا تفكر من اجل اسعادها.

ويبقى ان نفكر في هذه الديرة الحبيبة التي وضعت قانونا إلزاميا لتعليم المكفوفين منذ الستينات وقد اهتمت بتعليمهم تعليما صحيحا قائما على اسس علمية وتربوية سليمة منذ افتتاح معهدي النور بنين وبنات في الخمسينات من القرن الماضي والدنيا تجد الخطى في كل اصقاعها في هذا المضمار. ونحن في هذه الديرة الحبيبة نشمر عن ساعدي الجد في هذا المجال.

ولكن يبقى ان نقول ونتمنى بأن نحتفل بهذا اليوم عندما يأتي في العام المقبل اذا اذن الله الكريم، ونحن نرى استراتيجية واضحة في تعليم المكفوفين. وكذلك نطمح بأن نلحظ خطة خمسية واضحة المعالم بينة الاهداف في اعدادهم ووضع الخطط الواضحة لمناهجهم وطباعة كتبهم وتوفير الحاسوب الذي يعينهم على تغلغل الحقائق في بصائرهم.

فالأمل منوط بوزارة التربية لتحقيق هذه الغايات. والتهنئة لجمعية المكفوفين بهذه المناسبة وندعو لهم بالتوفيق في اعمالهم من اجل النهوض بالطريقة والتقنية والمستلزمات التي يستفيد منها ابناؤنا واخواننا المكفوفون حتى نساير الازدهار ونضيف اليه ازدهارا، كما عهدتنا الدنيا.


سلطان حمود المتروك

كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي